تحقيقات - ملفات

فصل ثانٍ من كتاب فايز قزي “حارس قبر الجمهورية” القوّات تغامر والتيّار يناور والحريري يحاور و”حزب الله” يقامر

 

نداء الوطن

في هذا الفصل من كتابه حارس قبر الجمهورية يغوص الكاتب فايز قزي في تحليل مسألة الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان واستراتيجية “حزب الله” ومحاولة اختراقها لكشف أنه لا يريد رئيساً بغض النظر عن دعمه الظاهر لاحقاً لمرشح وحيد هو ميشال عون. في هذه القراءة يكشف قزي عن لقاءين حصلا بينه وبين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع من أجل كسر الحلقة المفرغة من خلال ترشيح عون وذلك من خلال رؤيته هو، أي قزي، لاستراتيجية الحزب على أساس أنه لا يريد رئيساً حتى عون نفسه وهدفه إسقاط الجمهورية من خلال استخدام الفراغ.

بعد أن اطمأن ميشال عون لوعود “حزب الله”، أطلق “خراطيش (فرده)” وشهوته الرئاسية باتّجاه بيادر الآخرين، وجميعهم على أشدّ الخصومة السياسية معه.

فأرسل النائب إبراهيم كنعان لاستجداء اتّفاق مع القوّات اللبنانية، ليلاقيه ملحم رياشي. وبدأت جلسات الحوار المتنقّلة بين الرابية ومعراب، لتحبل بولادة اتّفاقٍ هجين مستولد من تزاوج المناورة والمؤامرة. كان هدف التيّار من شعار استعادة الرئاسة التي خطفت منه في اتّفاق الطائف، وقد تدرّجت في حلقات. بدأت بانتصاره في الانتخابات سنة 2005، فلاقت مشروع حليف الرئيس عون السيّد حسن نصر الله وحزبه، بتعبئة التيّار وتغذيته بمصل الرئاسة، مقابل تعريته من سيادته. فهدف الحزب من ذلك إطالة عمر مرحلة الفراغ، التي بدأت من لحظة خروج ميشال سليمان من القصر سنة 2014. واستمرّت ثلاثة أعوام، كي يصبح لبنان جمهورية بلا رئاسة، تمهيداً لتحويله إلى ولاية. وليكمل “قائد حرب التحرير” رفع راية الاستسلام بدءاً من كنيسة مار مخايل حيث عانق قائد الاحتلال الإيراني بحثاً عن رئاسة. فكانت الطلقة القاتلة للجنرال عون، لينبعث ويتغوّل حلم الرئاسة النرجسي فيغتال جنرال “الشرف والتضحية والوفاء…”.

في هذا الوقت كان “حزب الله” يحوك المناورات ويتحكّم بها في مقاربة ملفّ رئاسة الجمهورية باكراً. فأوحى أولاً وظاهرياً بحياده بين مرشّحَين: ميشال عون وسليمان فرنجيه لمواجهة ترشيح سمير جعجع، الخصم اللدود. ونسَّق هذه المقاربة مع حليفه السوري، وترك باقي الحلفاء في خيارٍ ملتبس يتبادلون التقدير الظاهر لرغبة الحزب في اختيار اسم لملء الفراغ.

واستفاض السيّد حسن نصرالله ببراعته الأدبية واللفظية ليترك ظلالاً محيّرة وكثيفة حول قراره. حتى أنه لم يعلن قراره النهائي الذي يتضمّن أفضلية الفراغ. أما المرشّح ميشال عون فرضي بتأييد “حزب الله” الضمني له، فيما مضى سليمان فرنجيه بمعركته مدعوماً ضمناً من بشّار الأسد. وهكذا وزّع نصرالله والأسد الأدوار ليستمرّ الفراغ ويتحوّل إلى الحلّ الوحيد الملزم لكلّ اللبنانيين، تمهيداً للهيمنة على لبنان.

فايز قزي

جعجع يتجرّأ ويغامر

إن دخول رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع حلبة المنافسة، أعطى المعركة وجهاً مختلفاً. فكان أول المنافسين الجدّيين. ولكن ترشيحه لم يفضح مناورات حسن نصرالله وبشّار الأسد. بل زادها رسوخاً، وساعدهما بمشاركته في تحمّل جزء من مسؤولية الفراغ. فكان دعم ترشيح جعجع من تيّار المستقبل، واعتماد رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، نظرية الثلثَين لاكتمال النصاب في كلّ الدورات، سبباً كافياً لانسداد الأفق في توفير نصاب الجلسة وإمكانية انتخاب رئيس. ورغم أن نظرية النصاب البِرّية هذه مخالفة لنصّ المادة 49 من الدستور اللبناني روحاً ونصّاً، فقد نام المجلس النيابي في غفوة فراغ دستوري شامل امتدّت لسنتَين ونصف في عملية ابتزاز الرأي العام بمسرحية “سلسلة جلسات”.

كان يتمّ تحديد مواعيد لها مع معرفة مسبقة بعدم اكتمال النصاب، وليتحمّل النوابُ المقاطعون من دون عذر، وعلى رأسهم التيّار العوني، مسؤولية دعم مشروع فراغ “حزب الله”، بعد أن بيَّنت الإحصاءات أن ميشال عون لا يحظى بأكثريةٍ نيابية للفوز. فكرّست هذه المرحلة شعار: “الفراغ أو عون رئيساً”.

وأضاف إعلان سمير جعجع ترشّحه لرئاسة الجمهورية، عنصراً جديداً لاستحالة اكتمال النصاب في المجلس، استغلّه “حزب الله” ليستر به مشروع الفراغ الذي ينفّذه لاستكمال وضع اليد على المؤسّسات.

لقاء سمير جعجع

وسط هذا المناخ بات الخروج من الفراغ مستحيلاً. دعاني الصديق شارل خوري لزيارة سمير جعجع في معراب، فرافقته. وتبيّن لي أن اللقاء جرى وفق موعدٍ مسبق، وأن شارل سبق وأخبر جعجع أنني عَبَّرتُ في جلسات حوارية مع مجموعة من الأصدقاء، أن “حزب الله” غيرُ صادقٍ في طرح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وأن هذا ليس إلّا خطّةً مدروسة هدفها المزيد من هدم النظام اللبناني، وتعطيل السلطات، وضرب المؤسّسات العسكرية والأمنية، لتأمين هيمنة الحزب على ساحة لبنان (الجزء) وإلحاقها بدولة الأمّ (الكلّ) في إيران…

في هذا اللقاء مع جعجع، المرشّح لرئاسة الجمهورية، استعدت ذكريات زيارتي الأولى له بعد خروجه من السجن سنة 2005 وسفره إلى باريس وعودته إلى منطقة الأرز. كان ثلج شباط يغطّي مسكنه حينذاك، وكنت مع وفدٍ من نقابة المؤسّسات السياحية والنقيب جان بيروتي. فبادرني جعجع قائلاً: “كيف تسلّلت إلى هذه المجموعة”. فأجبتُه: “أنا عضو في النقابة ومستشارها القانوني ولست متسلِّلاً. وقد جئت برغبة علنية لأقول لك ما قد لا يرضيك، إلّا أنني أتمنّى عليك أن تسمعني، ولو من موقعي كصديقٍ لميشال عون. أنت الآن رقم سياسي مسيحي صعب، وميشال عون رقم سياسي مسيحي صعب، فإن اجتمعتما يستحيل خروج منصب الرئاسة منكما. يومها أذكر أنك غضِبتَ وقلتَ لي: “ومن يقنع صديقكَ وليد جنبلاط بانتخابه”؟ فقلتُ: “إنها الاستحالة التي يستعملها الثنائي الشيعي لمصادرة مجلس النواب”.

اِستعدت في لقائي مع جعجع المرشّح للرئاسة مرّةً جديدة هذه الفرضية السابقة، فسألني: “وما رأيك اليوم وقد أصبحتَ مخاصماً لعون؟” فأجبتُ وأكّدتُ: “اليوم أعود علناً لا متسلِّلاً، ومن موقع الخصومة للجنرال عون، لأطلب منك ألا تتمسّك بإعلان ترشّحك لرئاسة الجمهورية، فتساهم بمؤامرة الفراغ التي يقودها “حزب الله”. ورغم أني قطعت علاقتي بالجنرال عون الممتدّة من العام 1985 حتى شباط 2006، وأنا اليوم أقرب لنهجك السياسي، إلّا أنني أتمنّى أن تتريّث وتتراجع موقّتاً عن منافسة عون. فلا يحمّلك بعض الرأي العام المسيحي مسؤولية الفراغ وتعطيل الانتخابات، فتكون بالتالي مسؤولية الفراغ ملقاة على عاتق “حزب الله” الذي ستنكشف أوراقه أمام ميشال عون. عندها ستستفيد أنت من التصادم الناجم عن تراجع “حزب الله” عن مزاعمه في تأييد ميشال عون”.

لشعوري أن جعجع كان أكثر صبراً في الاستماع، تابعت موضحاً: “إن “حزب الله” لا يمكن أن يضع ثقته برجلٍ لا يملك ثبات الموقف بعد نيل مبتغاه. أضف إلى ذلك عصبيته المسيحية العميقة، وعلاقاته الإسرائيلية التي قادته إلى الكونغرس الأميركي، للمطالبة بمحاسبة سوريا، واستقباله سامي مارون لربط علاقته بإسرائيل، وانتظامه مع بشير الجميّل يوم كان ضابطاً “رعدًا” ثم قائداً للجيش اللبناني باقتراحِ ورضى أمين الجميّل، ومستضيفاً المرسلين العسكريين الأميركيين، وانقلاباته على الرفاق والحلفاء… كلّ هذه المواصفات يدركها “حزب الله”. ولديه أكثر من ذلك. وأنا خبيرٌ بوثائق وأدبيات ومواثيق الحزب ومرجعياته، ولقد أضعت سنوات طويلة في هذا البحث متفرّغاً خاصةً بعد العام 2006 للتعمّق في الثورة الإيرانية دستوراً وشرعاً وعقيدةً ونهجاً وغزواً. لذلك من غير المجدي وطنياً منافسة المرشّح ميشال عون، بل يجب كشف لعبة الفراغ التي هي الهدف الأول والغاية النهائية للحزب، وما ترشيح عون سوى مناورة وأحد الأسباب المعطّلة للانتخابات. وسحب ترشّحك يمنع عن الحزب هذا الغطاء”.

بعدما أنهيت كلامي بادرني جعجع قائلاً: “ما تقوله فيه بعض الحقيقة، لكن ماذا لو تحوّلتْ هذه المناورة من فراغٍ إلى ترشيح؟” عندها خطرت ببالي تجربة أكراد العراق. فقلت: “هذا احتمال لا تتجاوز نسبة حصوله واحداً في المئة. لكن إذا تحقّق ذلك تكون قد أنجزت الاختراق الذي يفتح لك أبواب الدخول إلى البيئة التي سيطر عليها عون من خلال ادّعاءات مسيحية وتحريرية ووطنية. ويكون قد ذهب هو إلى مغامرة ومغارة التسلّط والحكم، على غرار جلال الطالباني، الذي قَبِلَ العرض الأميركي-الإيراني له برئاسة العراق بعد صدّام حسين. فترك الإقليم الكردي ليجلس على كرسي رئاسة الجمهورية العراقية في بغداد، وبقي البرزاني في الأقليم الكردي ليحصد محبّة شعبه بإجماعٍ شامل”.

بعد شهورٍ قليلة بدأ الحراك على خطّ الرابية-معراب، تولّاها الوزير ملحم رياشي موفداً من قبل سمير جعجع، تقابلها زيارات للنائب في التيّار الوطني الحرّ إبراهيم كنعان موفداً من ميشال عون إلى معراب. واستمرّت هذه المشاورات شهوراً قبل أن يعلن سمير جعجع انسحابه لمصلحة عون وليوقّع اتّفاق معراب في 18 كانون الثاني 2016، فتبادل عون وجعجع رفع كؤوس الشمبانيا فرحاً بتحقيق انتصار ظاهري عظيم.

حارس قبر الجمهورية

الحريري يناور

إحتفال عون في معراب أثار حفيظة سعد الحريري الذي ظنّ سوءاً في تحوّل القوّات. وردّاً على مفاجأة جعجع واتّفاق معراب، استمر سعد الحريري بمناورته في ترشيح سليمان فرنجيه في الفترة الأولى، لكنه فشل بتأمين النصاب. واستمرّ “حزب الله” وسوريا في مناورة تعطيل النصاب. وبعد فشل انعقاد الجلسات، وبعد أن باتت الأرجحية الشعبية المسيحية لمصلحة اتّفاق معراب، اضطرَّ الحريري للتخلّي عن مناورته بترشيح سليمان فرنجيه واستبدالها بحصّة سخية من عون تُوفِّر له ركوب رئاسة مجلس الوزراء حتى نهاية العهد. وكان هذا التحوّل الشعرة التي أسقطت جانب المناورة عند جعجع، فتحوّلت إلى واقعٍ وحقيقة. وانكشفت باطنية “حزب الله” فاضطرّ الحزب لإعلان الاسم الكامل للمرشّح ميشال عون. وبات عون رقماً مسيحياً يستحيل تجاوزه، وأسقط بيد الحزب واضطرَّ للتخلّي عن مشروع الفراغ لإعلان الاسم الكامل لمرشّحه ميشال عون.

لقاءٌ ثانٍ مع جعجع

بعد زيارتي لجعجع، انقطعت عن لقائه، وتابعت عن بُعد مفاوضات جعجع وعون ولم أكن أهتمّ فعلاً بتفاصيلها ومصيرها. وبتاريخ 2/4/2016 دعيت مع زوجتي إلى عشاءٍ في منزل الصديق نديم قمير وزوجته دينا في الأشرفية. وكان إلى الطاولة سمير جعجع وجبران باسيل وشامل روكز وزوجاتهم.

قبل نهاية العشاء، انسحب سمير جعجع من وسط الطاولة وطلب مني مرافقته إلى غرفة داخلية ليفاجئني بقوله:

– إننا لم نتمكّن حتى اليوم أن نحدث ولو خرقاً بسيطاً في موقف صاحبك عون.

– (مستغرباً) لقد وقّعتم الاتّفاق منذ فترة طويلة وأنت أيضاً بدأت تتعرّض للشكّ والاتّهام وتخسر من رصيدك، فلماذا إذاً لا تضع نهايةً للقضية. وأردفتُ بالفرنسية chute.

– وكيف ترى chute”؟

– أما وقد تأكّدتَ من عدم تبديل عون فلماذا لا تبتدع حلّاً مفاجئاً للخروج من المأزق؟

– وما برأيك الحلّ الممكن؟

– البارحة صرّح الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ”حزب الله”: “إن عودة لبنان إلى المارونية السياسية لم تعد مقبولة ولا ممكنة”. فاخرج أنت بردٍّ صاعق واتّهمه بأن لبنان لا يمكن تحويله إلى ولاية إيرانية، فتحرج بذلك ميشال عون، فإما يتضامن معك وتكون قد حقّقت التغيير الذي تتمنّاه، وإما أن يرفض ويكون لك السبب الشرعي لاسترداد تعهّدك بترشيحه.

هنا دخلت السيّدة دينا قمير لتطالبنا بالعودة إلى المائدة والضيوف. أنهينا العشاء وافترقنا على أملٍ لم يتحقّق. إذ لم يذهب إلى صيغةٍ للرجوع عن تعهده، بل ثبت وقبل تحويل المناورة إلى اتّفاق تبادل المنافع، ورضي بوعودٍ عونية لم يتمّ تنفيذها.

برّي يخرج أرْنَبه

رغم تأييد جعجع لترشيح عون، حاول الحريري بردّة فعلٍ عصبية، طرح سليمان فرنجيه خصم جعجع السياسي، مرشّحاً لرئاسة الجمهورية. ولكن تمنّع “حزب الله” عن التجاوب العلني مع ثنائي الحريري فرنجيه. أسقط رهان الحريري على الاستمرار في تأييد فرنجيه، ليخضع فيتحوّل إلى قبول العرض العوني بالمشاركة في ثنائية حكم العهد الكامل برأسَين عون– حريري، فاكتمل الوفاق المسيحي السنّي على ميشال عون. وسارع “حزب الله”، لتغطية مشروع الفراغ الذي أتبعه، ليعلن تأييده العلني للمرّة الأولى لميشال عون. وساهم نبيه برّي رئيس المجلس النيابي، الخصم اللدود لميشال عون، بإيجاد المخارج لتبديل الصورة. فكانت جلسة مجلس النواب، التي عُقِدَت بتاريخ 31/10/2016، بعيدة من مفاهيم الاقتراع في الشكل والمضمون. وتحوّلت إلى مسرحية، فيها أرانب كثيرة، ودورات ثلاث أُلغيت لزيادة عدد الناخبين عن عدد النواب الحاضرين، ووجود ورقة انتخاب واحدة منافسة، ليؤشّر إلى مصيرٍ مجهول للجمهورية المولودة.

بات واضحاً أن عون سيكون الفائز بأكثرية أصوات النواب إذا اكتمل النصاب. لكن عون ذا الطبع الشكّاك والحذر أصرّ على استمرار التعطيل حتى يثبت له بالدليل القاطع أن لا منافس يخبّئه خصومه. ولم يوافق على حضور جلسات الانتخاب وإكمال النصاب، إلّا بعد إعلان كلّ الفرق الانتخابية دعمها العلني له. وعندها فقط تجرّأ وأقدم على ارتكاب المغامرة، التي رافقت قسمات وجهه المتجهّم، والتي ازدادت تشنّجاً في الدورات الأربع التي أنجبت الأرنب البرّي، بعد جلسات فولكلورية. وقد كشف ذلك تلعثُمه عند قراءة القسَم الرئاسي وإقدام برّي ومساعدته مع ابتسامة صفراء.

هكذا اجتاز عون كلّ الدفوع الشكلية والعملية التي كان يتمسّك بها وقبل انتخابه في ظروفٍ ومعطيات تنكرت لادعاءاته الشعبوية على رفضها:

من ان مجلس النواب غير مؤهّل وغير شرعي للانتخاب لأنه ارتكب جرم التمديد غير القانوني لنفسه بدل أن يلجأ إلى إعادة انتخابه.

إلى ان الانتخابات لا يجوز أن تتمّ في ظلّ احتلالٍ أجنبي (سوري أو إيراني أو إسرائيلي) وبات راضياً ومستعجلاً الانتقال إلى بعبدا.

وليتبيّن بعد الوصول أنه حصل على أصواتٍ تمّت رشوتها وشراؤها بوعود كاذبة أو غير صادقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى