صونيا رزق- الديار
سيُحوّل معركته الى الانتخابات النيابية بخطاب حماسي ونبرة عالية لشدّ العصب السنّي
بالعودة الى يوم الاستشارات النيابية قبل حوالي 9 اشهر، والتي ادت الى تكليف سعد الحريري برئاسة الحكومة، ب65 صوتاً فقط، لم يساعدوه في العبور الى عملية التأليف، بسبب التناحرات والانقسامات، وغياب التأييد المسيحي الفاعل له، لذا كان إستباق من رئيس الجمهورية ميشال عون، عبر خطاب تضمّن الكلام الحاد والتحذيري للنواب من تسمية الحريري، وبرسالة واضحة للاخير بأنّ التأليف لن يمّر حتى ولو مرّ التكليف، وحينها أفهم الرئيس عون الجميع في كلمته العالية النبرة ، أنّ معركةً جديدة في الانتظار ستشّن على الحريري، من قبل بعبدا ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي أفشل مشروع الحريري في الاطار الحكومي، بغياب التوازنات السياسية فيها، بحسب ما رأى باسيل بعد تكليف رئيس تيار سياسي برئاسة وزراء اختصاصيين، وإن كانت على ارض الواقع ستكون محسوبة على بعض الاحزاب دون غيرها، وخصوصاً المسيحيين منهم، في ظل غياب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، اي من الحزبين الاكثر شعبية على الساحة المسيحية، مما طرح سؤالاً حينها، حول المسّ بالميثاقية مع غياب هذين المكونين الفاعلين؟.
اذاً كل ما قيل حينها، بات واقعاً بعد إعتذار الرئيس المكلف، تؤكد مصادر سياسية، والازمة الحقيقية بدأت يوم الخميس الماضي، اي منذ لحظة اعلان الحريري عبارة « الله يعين البلد»، لانّ إنتشال لبنان من الانهيارات التي تطوّقه اصبح مستحيلاً، في ظل الانقسامات والمناكفات التي ستتواجد لاحقاً ايضاً، للاتفاق على شخصية سنيّة يتوافق عليها الجميع، وفي طليعتهم الحريري، كي تبدأ مرحلة الاستشارات، لان لا اتفاق على الاسم يعني لا استشارات نيابية، والتبعات عندها ستتوالى، اي لا تكليف ولا تأليف، بل المزيد من التداعيات التي ستفجّر الوضع الاجتماعي قريباً جداً.
الى ذلك وفي إطار الخسارة السياسية، يمكن القول،وبحسب المصادر، انّ الحريري هو الخاسر الاول، اذ بات وحيداً من دون حلفاء سابقين وجدد، بإستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، لان» الفيتو» يطوّقه من كل الاتجاهات، بدءاً من المملكة العربية السعودية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بسبب عدم تسميته للحريري خلال الاستشارات، ما جعله في موقف لا يُحسد عليه، اي رئيس مكلف بأصوات خجولة، لا تحوي سوى الخصوم السابقين، مروراً بخصومة لمعظم فريق 14 آذار، وصولاً الى النائب وليد جنبلاط الذي حمّله يوم تقديمه الاعتذار، كل تداعيات ال 9 اشهر التي حوت كل انواع التناحرات والخلافات، من دون تحميلها ولو بجزء الى العهد وفريقه، مع العلم انّ جنبلاط كان من اول الداعين الى إستقالة رئيس الجمهورية، لكنه فاجأ الحريري بهذا الكلام بالتزامن مع إطلالته التلفزيونية مساء الخميس، فيما كان رئيس الاشتراكي يهاجمه من قناة اخرى، ويُحملّه مسؤولية الفشل وضياع البلد على مدى تلك الفترة، مما يعني انّ التحالف غير ثابت مع جنبلاط ولا الخصومة، كما لم يسلم حزب الله من هجوم الحريري، على الرغم من دعمه له في التكليف، لربما فعل ذلك كي يحظى برضى من السعودية، التي غازلها بطريقة مباشرة، معلناً انه لا يعرف اسباب عدم الرضى عنه، مفضّلاً الرد دائماً بسؤال، على كل ما طرح خلال الحلقة عن السعودية وسفيرها في لبنان وليد البخاري.
إنطلاقاً من هنا، اتت هذه الخصومة الموجّهة للجميع من قبل الحريري،تضيف المصادر، في توقيت خاطئ جداً، لان المرحلة تتطلب وجود حلفاء يحيطون به، خصوصاً مع إقتراب الانتخابات النيابية، التي تصفها مصادر «التيار الازرق» بمعركة «الحريرية»، التي ستعيده اقوى الى الساحة السياسية من اي وقت مضى، على ان تحوي مفاجآت في صناديق الاقتراع المرتقبة، لانّ «تيار المستقبل» يتجه الى إطلاق خطاب سياسي حماسي، لا يخلو من النبرة العالية السقف، وذلك لشدّ عصب جمهوره والشارع السنّي بصورة خاصة، الذي شعر بالإحباط بعد إعتذاره عن التكليف الحكومي، وهذا الخطاب سيتبلور قريباً جداً.