قالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن التوتر الجاري بين مصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة الإثيوبي أسرف عن استدعاء إسرائيل للتوسط بين البلدين، مشيرةً إلى أن إسرائيل رفضت هذا الطلب.
وفي مقال للكاتب حاكي خوجي، أشار إلى أن هذا الرفض جاء دون أن يكون لدى إسرائيل أي طموحات بحل مشاكل الأخرين، رغم أن ما يحصل جنوب إسرائيل بين ذلك البلدين قد يوجد ما يريح الإسرائيليين في متاعب الآخرين، وفق وقوله.
وأوضح جاكي خوجي، أنه “في خضم الجدل العام في مصر حول هذه المشكلة، يرفع شخص من وقت لآخر اسم إسرائيل.
وأضاف: “هناك في القاهرة من هو مقتنع بأنها تتوسط سرا للوصول إلى حل للقضية بفضل علاقاتها مع الطرفين، رغم أن هذا ادعاء جدلي، وغالبًا ما ينشأ في دوائر المعارضة، التي تُظهر عبد الفتاح السيسي متعاونا مع إسرائيل في قضية وطنية مهمة”.
وأوضح أن “مصر طلبت وساطة إسرائيل قبل نحو عامين في هذه القضية، وتمت مناقشة السؤال المصري بجدية”.
واستدرك: “لكن في النهاية تقرر رفض الاقتراح، لأن فرص نجاح المهمة الإسرائيلية متدنية، وسيسارع الجانبان، الإثيوبيون والمصريون، إلى لوم الوسيط على الفشل”.
وحسب قوله، فإن ذلك رغم أن بعض الدول اكتسبت خبرة في حل نزاعات دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا ودول الخليج.
وأشار إلى أنه “منذ بداية ولادة الدبلوماسية الإسرائيلية، لم يكن لديها طموح لحل مشاكل الآخرين، إنها ليست مسألة قدرات، بل ثقافة سياسية” وأرجع ذلك، لأن إسرائيل لم تنظر إلى نفسها على أنها قوة إقليمية، وإذا كان الأمر كذلك، فعندئذ عسكريًا فقط، وليس دبلوماسيًا، وفق قوله.
وأكد أنه “بعكس صديقتها الولايات المتحدة، فإن إسرائيل ليست مرسلة لأفكار عالمية، وإذا رأت نفسها على هذا النحو، فهذا ليس واضحًا في سلوكها السياسي، على عكس مصر”.
وأكمل: “على سبيل المثال، التي تريد أن تظهر نفسها كدولة مؤثرة، وتلعب دورًا إقليميًا، وهي في عجلة من أمرها لتقديم خدمات الوساطة لأي جهة تحتاجها”.
وتابع: “هذا هو الدور المصري، تعبير من المصطلحات السياسية التي تعبر عن مكانتها وتطلعاتها السياسية”.
وزعم أن “إسرائيل ترى نفسها، حتى بعد 70 عامًا، تسعى لترسيخ وجودها في المنطقة، رغم أنها أقوى من كل جيرانها”، واستدرك بالقول: “لكن عندما تنشغل الدولة بالبقاء، أو على الأقل تختبر نفسها على هذا النحو، فإنها لا تخلو من مشاكل الآخرين”.
وأكمل: “هذا التمييز يقودنا لسؤال أوسع: هل إسرائيل لاعب جيد في الساحة السياسية، وهل شرعت يوما في عملية سياسية ذات أهمية استراتيجية”.
وأضاف أن “الإجابات عن هذه التساؤلات ليست واضحة، لكن الخبرة التاريخية تشير إلى أن السادات فرض السلام مع مصر على إسرائيل”.
وتابع: “جاء الاتفاق مع الأردن نتيجة لذوبان الجليد في العلاقات مع الفلسطينيين، وفُرضت أوسلو على إسرائيل في أعقاب الانتفاضة الأولى”.
كما جاء، وفق الكاتب، بضغط إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والسلام مع الإمارات والبحرين والمغرب جاء من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب”.
وأكد أنه “حتى هذه الأيام، تواجه إسرائيل صعوبة في الترويج لتسوية في غزة، والحفاظ على حالة هشة من عدم اليقين”.
واستدرك بالقول: “لكن عدم وجود العزيمة لديها يتسبب في تعثر الوضع الأمني، رغم أن الوساطة الإسرائيلية المطلوبة مصرياً، مثلها مثل المبادرة السياسية، تتطلب بعض الصفات التي لا تسعى إليها إسرائيل عادة لنفسها”.
وتابع: “بالتأكيد غير واعية لها، مثل ضيق النفس، والهدوء، والسعي لتحقيق الهدف، والقدرة العالية على التعامل مع الإحباطات”.
وختم بالقول إن “هناك شخصيات في إسرائيل تتمتع بهذه الصفات، لكن القيادة الإسرائيلية ليست مبرمجة لحل المشاكل المعقدة بالطرق الدبلوماسية، إنها جيدة في تحديد العدو، وفي الحلول العسكرية، سيفها مصقول، لكن لسانها ممل”.
المصدر: معاريف