تقرير: مهام سرية جديدة للقوات الخاصة البريطانية ضد الصين وروسيا


كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، أنه سيتم تكليف القوات الخاصة البريطانية بمهمات سرية جديدة ضد الصين وروسيا، وذلك في ظل ما وصفته بتحويل تركيز البلاد نحو مواجهة “خصومها الكبار”، حسبما نقلت الصحيفة عن القائد العسكري البريطاني الجنرال مارك توتن.

وقال الجنرال توتن إنه سيتم تزويد القوات الجوية الخاصة (SAS) والقوات البحرية الخاصة (SBS)، التابعتين للقوات الخاصة للمملكة المتحدة، بالمزيد من الوقت والأصول للقيام بمهام مضادة “ذات مخاطر أعلى” تتطلب مزيداً من التفاصيل، والتخطيط، والخبرة المتخصصة، فيما سيتولى مشاة البحرية الملكية الأدوار التقليدية لهذه القوات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر بالجيش البريطاني، لم تكشف عن هويتهم، قولهم إنه قد يتم تكليف القوات الخاصة البريطانية بمهام وصفوها بـ”الخطرة” على المستوى السياسي، وذلك مثل تدريب أساطيل الدول القريبة من بحر الصين الجنوبي، لتوفير دفاع أفضل ضد العمليات الصينية في هذه المنطقة، وفق ما ذكرت شبكة “الشرق للأخبار”.

وذكرت الصحيفة أن توتن سيكون مسؤولاً عن قوة كوماندوز جديدة سيتم تشكيلها، وسيكون قوامها 4 آلاف جندي من مشاة البحرية الملكية، لافتة إلى أن هؤلاء الجنود سيتقاسمون العمل مع قوات النخبة البريطانية، مضيفة أنه سيتم نشرهم بأعداد صغيرة حول العالم لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب، وردع المرتزقة، وتوفير الاستجابات المختلفة.

وتابعت: “ستستخدم هذه القوات تقنيات مثل الطائرات بدون طيار، والذكاء الاصطناعي، وسينفذون عمليات خداعية بإشارات وهمية لإرباك العدو”.

وقال توتن، الذي انضم إلى مشاة البحرية في عام 1998: “سنعمل من أجل السماح للقوات الخاصة بالتركيز على المهام الأكثر صعوبة، والأكثر تعقيداً، لمكافحة روسيا، ومقاومة الصين”.

وأضاف: “يتطلب هذا الأمر خبرة متخصصة حقيقية، ولذلك سنسمح لهم بالحصول على مزيد من الوقت، والأشخاص، للتعامل مع هذه الأمور، حيث يمكننا إجراء بعض المهام بدلاً منهم، مثل مكافحة الإرهاب البحري على سبيل المثال، أو يمكننا القيام بالعمليات بشكل مشترك، حينما تكون هناك عمليات صعبة أو بمستوى أعلى من المخاطرة”.

“دول معادية”
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات توتن هي أول اعتراف بريطاني رسمي بأنه سيتم تكليف القوات الخاصة بالتعامل مع التهديد الصيني والروسي.

وقالت إنه على الرغم من أن الحكومة البريطانية عادة لا تعلق على أنشطة هذه القوات، إلا أن قائد الجيش البريطاني السير مارك كارلتون سميث، كان قد اعترف في وقت سابق من العام بأنه سيتم تكليفها بمواجهة “دول معادية” بشكل عام.

وتابعت: “من المتوقع أن تشمل العمليات السرية للغاية مشاركة قوات متعددة بجانب جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) وذلك للتغلب على أنظمة المراقبة الموجودة لدى الوحدات الاستخباراتية والعسكرية الصينية والروسية، كما أن جزء من عملهم سيكون تعقب الأعداء، ورسم صورة للطبيعة المتغيرة والمتسارعة للتهديد”.

ونقلت “ذا تايمز” عن مصدر بالجيش، لم تذكر اسمه، قوله: “لن تكون هذه القوات بمثابة فريق من الرجال يركضون في أنحاء الصين، ولكن سيكون بإمكانهم، على سبيل المثال، الظهور حول بحر الصين الجنوبي لتدريب القوات البحرية الأخرى في بعض المواقف الحساسة”.

وقال نوتن، الذي قالت الصحيفة إنه قد خدم في العراق وأفغانستان: “يمكننا إرسال 25 رجلاً من رجال العمليات الخاصة إلى إفريقيا لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب، فيما نرسل أربعة رجال من القوات الجوية الخاصة إلى مكان ما في بحر الصين الجنوبي، وذلك لأن هذا من المفترض أن يبدو وكأنه أقل أهمية”.

وتابع توتن: “ذوبان القمم الجليدية في القطب الشمالي يمكن أن يفتح طرقاً بحرية جديدة لروسيا والصين، كما أن هناك تحولاً جيوسياسياً كبيراً يحدث هناك، إذن لماذا لا نقوم بإرسال قوات الكوماندوز لنكون مستعدين للرد؟”.

ردع فاغنر
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقاً للقواعد الموجودة في الوقت الحالي، فإنه يتعين على مشاة البحرية الانتشار من قاعدة “برايز نورتون”، التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، أو من قاعدتي “أوكسفوردشاير” و”بليموث”، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد أدى إلى أنه في بعض الأحيان تمر اللحظات الحاسمة قبل أن تتمكن القوات من الوصول.

وقالت إنه يمكن لهذه القوات الجديدة أيضاً أن تكون بمثابة قوة ردع لمجموعة فاغنر، وهم مجموعة من المرتزقة الروس الذين يُعتقد أنهم يعملون بتكليف من الكرملين في البلدان التي لا تتواجد فيها قوات روسية عادةً.

ونفى توتن أنه سيكون هناك مواجهات مباشرة، قائلاً: “لا أقول إننا سننتقل إلى المواجهة المباشرة مع المرتزقة، ولكنها طريقة غير مباشرة للتعامل معهم”.

وأوضحت الصحيفة أنه من المقرر أن يقوم الجيش البريطاني بإشراك فوج رينغرز في العمليات الخاصة، وهو الأمر الذي قالت إنه سيخفف الضغط على القوات الجوية الخاصة، موضحة أن هذا الفوج الذي تم إعداده على غرار القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي، سيتولى أول مهمة له في إفريقيا.

Exit mobile version