ماذا بعد الإعتذار والإستشارات القادمة والتكليف الجديد

إسماعيل النجار

لبنان المأزوم والمحاصر والمُرتَهَن لإرادة واشنطن السياسية تَمَّمَت فيه سفارتها في عوكر الفصل الثالث من الحكاية الأميركية على أرضِهِ والتي تشبه حكاية المرأة التي باعت جميع ممتلكاتها لتجوب العالم سيراََ على الأقدام وتدعى( ANGELA MAXWELL) وأنتقلَت واشنطن لتنفيذ الجزء الرابع والأخير من الحكاية الأميركية الصهيونية التي ترعاها فرنسا والسعودية وصهاينة الداخل من ضمنهم تُجار الدواء والغذاء والنفط المُحتَكرين حتى لدواء البنادول الذي يعالج الصُداع الذي يصيبنا بسببهم كل يوم،
إنتهىَ الجزء الثالث ما قبل الأخير ألذي لَعِبَ دور البطولة فيه سعد الحريري الرئيس المُكَلَّف وخَتَمَه بإعتذار عن تشكيل الحكومة بعد مسرحية إستمرت لتسعة أشهر سرقها الحريري الإبن من عمر البلاد والشعب الجائع كما سَرَق والده ارزاق وممتلكات صغار التجار من ابناء الطبقة الوُسطَىَ والفقراء اللذين كانوا يتكئون عليها ويعتبرونها ذخيرة عمرهم في وسط بيروت أبان حقبة السبعينيات من القرن الماضي.

إعتذَر سعد وفاجئَ كثيرين بإستقالته ليختم نهاية واحدٍ من أهم فصول المؤامرة وأكثرها ضيقاََ وتأَزُماََ على الناس لينتقل بعدها لبنان وشعبه الى الفصل الرابع والأخير الذي تسعى أميركا من خلاله الى تشديد الحصار أكثر وتعقيد الوضع السياسي تمهيداََ لفوضى الشارع ونشوب صراع دموي مناطقي او طائفي مع التركيز الأكبر على محاولة فسخ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل بعدما تأكدَ لديهم أن الغاء ورقة التفاهم بين حارة حريك وميرنا الشالوحي مستحيلة أقلها في هذا العام أو لغاية إجراء إنتخابات نيابية في العام القادم.

بالمبدأ لا حكومة في الأُفق ولا بصيص نور يُرَىَ داخل النفق اللبناني المظلم، وكل الحديث الذي يدور عن صفقات أو تسويات خارج لبنان أوصلت الحريري للإعتذار هيَ محض خيال لا تستند إلى واقع، لكن المؤكَد أن الحريري تلقىَ تطمينات سعودية دفعته للتخلص من عبئ التكليف والتفكير ملياََ بكيفية إنهاء حياته السياسية وإصدار حصر إرث سياسي يحفظ لبعض أفراد العائلة الحريرية المتواجدة في لبنان حقوقها ضمن هذه الورقة في الإستمرار بمسيرة تيار المستقبل المتصَدِع والذي أصيب بمرض الشيخوخة المبكِرَة على غير ما توقعه الجميع.
على مقلبٍ آخر حزبُ الله المستهدف يَعي جيداََ إلى ما ستؤول إليه الأمور ويراقب تحركات الإدارة والسفارة الأميركية السياسية حول لبنان، ويؤيد المبادرة الفرنسية بحذَر شديد وكيفَ لآ وهو الحزب الحديدي الذي يعرف كيفَ يتعامل مع تلك الدُوَل وله تجربة طويلة معهم وخاصة فرنسا ويحسب لكل صغيرة وكبيرة واضعاََ نُصبَ عينيه وحدة لبنان وسلامة أراضيه وبقاء المؤسسات الحكومية تعمل ضمن إطار الشرعيه وأهمها مؤسسة الجيش وقوَى الأمن والحفاظ على الثروة الوطنية والتصدي لإسرائيل.

العقدة الأساسية في موضوع تشكيل الحكومة لا تكمن فقط بشخص الرئيس المكلف ولا بتسمية الوزراء إنما العقدة الأكبر تكمن في الرفض الأميركي لأي حكومة يشارك فيها حزب الله، كما يرفض صياغة أي بيان وزاري يتضمن عبارة المقاومة؟
الموقف الأميركي على حاله لم يتغَيَّر،
وموقف حزب الله أيضاََ لَن يتغَيَّر،
بينما بعض حلفاء المقاومَة تغيروا من دون أن يُعلنوا ورسائلهم وصلت من ضيوفهم على شاشاتهم منذ أشهُر ومنذ أسابيع والأسبوع الماضي، إلَّا أن تصريحاََ واحداََ أو تعليقاََ على ما جرىَ لم يصدُر عن الحزب كما عادته يعالج هكذا قضايا عبر قنواته الخاصة وبين جدران الغُرَف المُغلقَة.
إذاََ لا حكومة قريبة ولا تكليف وامتناع بعض الكُتَل عن التسمية أمر وارد َتلبية دعوة فخامة الرئيس عند البعض ستكون مرفوضة والأمور الى تعقيد أكبر وغيوم سوداء تلوح في الأفُق ندعوا الله أن لا تمطر في الشمال تركياََ أو في الجنوب إسرائيلياََ لأن حينها ستكون الطامَة الكُبرَىَ على رؤوس أولئكَ المتآمرين وستنفقد الرحمَة كما فُقِدَ حليب الأطفال ووصلَت الرسالة.

 

Exit mobile version