بقلم ناجي امهز
السادة الساسة ممكن سؤال؟؟
تفضل أيها المواطن.
المواطن: هل ممكن ان نعرف لماذا رفعتم أسعار التبغ والتنباك ١٥ ضعفا؟؟
الساسة: حفاظا على صحة المواطن وجهازه التنفسي وحماية لاطفاله من مخاطر التدخين…
المواطن: جميل هذا الجواب، ولكن لماذا أيضا رفعتم ثمن مشتقات اللحوم على كافة أنواعها؟؟
الساسة: أيضا من أجل صحة قلب المواطن وكي نجنبه أمراض القلب والشرايين والكولسترول وأمراض المثانة والكلى بسبب الاسيد اوريك المرتفع بمشتقات اللحوم..
المواطن: أيضا جواب منطقي، ولكن أيضا رفعتم أسعار الحبوب على أنواعها…
الساسة: لقد رفعنا أسعار الحبوب حفاظا على حياة العائلة السعيدة تصور ان يتناول المواطن الفاصوليا ويديرها على ضراط كل الليل حتما ستطلقه زوجته مما يؤدي إلى انهيار الأسرة السعيدة.
المواطن: جواب رائع وعميق، ولكن أيضا رفعتم ثمن حليب الاطفال لدرجة مؤلمة للغاية.
الساسة: أيضا رفعنا ثمن حليب الاطفال من أجل تحديد النسل، فالمواطن بدل ان يخلف ثلاثة او أربعة أطفال قد يفكر الف مرة قبل أن ينجب طفلا واحدا، وخاصة أن ثمن مجمع الحليب يعادل ثلث ألحد الأدنى للأجور.
المواطن: لكن ربما كانت زوجة مرضعة، اذا سينجب وزوجته ترضع اطفالها.
الساسة: لا تخاف علينا لقد عملنا لهذا الأمر حساب فرفعنا أسعار الحفاضات، حتى أصبحت “خرية” الطفل أيضا تعادل ثلث الحد الأدنى للأجور.
المواطن: للحقيقة خطة مبكلة للغاية، طيب لماذا رفعتم ثمن المحروقات بشكل جنوني حتى أصبح المواطن عاجز عن التنقل او تعبئة سيارته بالبنزين او المازوت.
الساسة،: حتى نحد من التلوث وعجقة السير.
المواطن: وكيف يتنقل المواطن إلى عمله ولا يوجد نقل عام وأيضا أسعار التنقالات قد تستنزف معاش المواطن.
الساسة: اصلا في البلد لا يوجد عمل ليتنقل المواطن، والذي مضطر إلى العمل يمكن أن يتنقل مشيا مما يساهم بالحفاظ على صحته ويزيده نشاطا، أو فاليجلس بالمنزل يشاهد صورنا الرائعة ويستمع خطبنا الرنانة.
المواطن: لكن لا يوجد كهرباء وايضا كثيرين عاجزين عن دفع ثمن الاشتراك بالمولدات الكهربائية.
الساسة: ومن أخبرك أن المواطن بحاجة إلى كهرباء، فالشعب اللبناني كله مكهرب طبيعيا.
المواطن: معك حق المواطن لا يحتاج إلى التنقل بالاليات، لكن سعر المازوت للتدفئة، قد يموت المواطن من البرد.
الساسة: المواطن الذي يموت من البرد هو مواطن كافر ولو كان مؤمن لدفاه الله برحمته.
المواطن: طيب رفعتم سعر الغاز فالمواطن على ماذا يطهي طعامه..
الساسة: حد علمنا بقي شيء للطهي بعدما رفعنا أسعار المواد الغذائية.
المواطن: طيب لنسلم جدلا ان كل ما فعلتموه هو خدمة للمواطن، طيب اين ودائع الشعب اللبناني وتعويضاته.
الساسة: بالحقيقة هذه النقطة لا يحق لك ولا لغيرك ان يسال عنها، لان ما قمنا به هو مكافحة ومحاربة الطبقية، وقد وجدنا افضل حل لمحاربة الطبقية هو أن نأخذ الودائع من الشعب اللبناني وبذلك يصبح الشعب كله فقيرا، وبذلك نكون حققنا العدالة الاجتماعية بين الرعية.
المواطن: جواب منطقي، لكن أيضا المواطن لم يعد قادرا على تعليم اولاده او ارسالهم إلى المدارس حتى الحكومية..
الساسة: لا داعي لان يتعلم أولاد الشعب اللبناني يكفي أن اولادنا يتعلمون باهم جامعات العالم.
المواطن: لا اعتراض، يمكن الاستغناء عن التعليم والطعام، ولكن أيضا رفعتم أسعار الدواء، وأصبح دخول المستشفيات من المحرمات على الفقراء.
الساسة: أنه شعب محروم من الطعام والكهرباء والتنقل وفقير وعاطل عن العمل، ما حاجته إلى الدواء، أو العلاج بالمستشفيات، يكفي عندما يمرض ان يموت، وهكذا نكون نريحه من هذه الحياة..واعتقد بأنه يجب على المواطن أن يشكرنا على كل هذه الدراسات التي وضعناها، وهي دراسة لحظنا فيها البعد الديني، الا يقول الدين ان الفقراء يدخلون الجنة ونحن حولنا الشعب اللبناني إلى فقراء كي يدخلون الجنة، وايضا الأديان تقول ان المظلومين يدخلون الجنة ونحن ظلمنا الشعب اللبناني كي ندخله الجنة. تصور أيها المواطن ما نقدمه للشعب اللبناني حيث ضحينا بانفسنا لندخل النار وندخله الجنة ومع ذلك تجد الشعب غاضب علينا ولا نعلم لماذا…
المواطن: أخرج المسدس من تحت سترته، وأطلق النار على نفسه.
صرخ الساسة لا لا هذا المواطن ابن حرام يريد أن يزاحمنا على مقعد بجهنم.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع