«القانون والحقوق والقواعد» حسب رؤية الوزير سيرغي لافروف
} د. أحمد الزين-البناء
حول لقاء القمّة الّذي جمع بين الرّئيس الأميركي جوزيف بايدن والرّئيس الروسي فلاديمير فلادوميريتش بوتين، وحول مستقبل العلاقات الغربيّة الروسيّة، كتب وزير الخارجيّة الرّوسي سيرغي لافروف ما زبدته:
في السادس عشر من الشهر المنصرم (حزيران 2021) عقد لقاء قمّة جمع الرّئيسين الروسي فلاديمير فلادوميريتش بوتين والأميركي جوزيف بايدن وقد أسفرت المحادثة الصريحة والبناءة التي جرت بينهما عن اتفاق لإطلاق حوار جوهري حول الاستقرار الاستراتيجي، فأعيد التأكيد على الفرضية الحاسمة بأن الحرب النووية غير مقبولة كذلك توصّل الجانبان الرّوسي والأميركي إلى تفاهم حول ضرورة المشاركة في مشاورات في إطار الأمن السيبراني، وتشغيل البعثات الدبلوماسية، وتمّ بحث مصير المواطنين الروس والأميركيين المسجونين وعدد من النزاعات الإقليمية.
وقد كان الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين واضحا حين عبّر خلال الاجتماع وفي تصريحاته العامّة عن أنّ إيجاد توازن مصالح مقبول من الطرفين على أساس التكافؤ هو السبيل الوحيد لتحقيق أي من هذه المسارات.. ولم يعترض الأميركيّون على ذلك، ولكن ما أن انتهى اللقاء حتى بدأ المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم أولئك الذين شاركوا في اجتماع جنيف، باستعمال تعابير من نوع: “أوضحنا” لموسكو”، “حذرناها، وصرحنا بمطالبنا”. كذلك سارت كل هذه “التحذيرات” جنباً إلى جنب مع التهديدات: إذا لم تقبل موسكو “قواعد الطريق” المنصوص عليها في جنيف في غضون عدة أشهر، فسوف تتعرض لضغوط متجددة. أمّا فلاديمير بوتين فقد صرّح خلال مؤتمره الصحافي عقب المحادثات قائلاً “لدينا الكثير لنعمل عليه”.
بالنسبة للأوروبيين فقد تبنّوا على الفور الخطاب الأميركي فهم مستعدون لتطبيع علاقاتهم مع موسكو، ولكن فقط بعد أن تغيّر الطريقة التي تتصرف بها. يبدو الأمر كما لو أن حفلة الكورال قد رُتّبت مسبقاً للغناء مع المطرب الرئيسي وهذا هو ما كانت تدور حوله سلسلة الأحداث الغربية رفيعة المستوى في التحضير للمحادثات الروسية الأميركية: قمة مجموعة الدول السبع في كورنوال، المملكة المتحدة، وقمة الناتو في بروكسل.
أمّا الرّسالة التي يبعث بها الغرب من وراء كلّ ذلك فهي أنه يقف متحداً كما لم يحدث من قبل، وسيفعل ما يعتقد أنه صحيح في الشؤون الدولية، وليس على الآخرين وعلى رأسهم الصين وروسيا سوى أن يكونوا تابعين للقيادة الغربيّة سيّما وأنّ الوثائق التي تم تبنيها في قمتي كورنوال وبروكسل عزّزت مفهوم النظام العالمي القائم على القواعد كقوة موازنة للمبادئ العالمية للقانون الدولي مع ميثاق الأمم المتحدة كمصدر أساسي لها.
في ما يخصّ قمم مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد حملت دلالات واضحة على عودة الولايات المتحدة إلى الشؤون الأوروبية وإعادة توحيد العالم القديم تحت جناح الإدارة الجديدة في واشنطن… وقد التقى معظم أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي على أنّ التمسك بالقيم الليبرالية كنجم مرشد للإنسانية يوفّر دعامة أيديولوجية لإعادة توحيد “الأسرة الغربية”. وقد وصفت واشنطن وبروكسل نفسيهما بـ “مرساة للديمقراطية والسلام والأمن”، مقابل “الاستبداد بجميع أشكاله”. وقد تمّ الإعلان عن النيّة في استخدام العقوبات «لدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم». ولهذا الغرض، تبنوا الفكرة الأميركية لعقد قمة من أجل الديمقراطية، والّتي من المرجّح أن تقتصر المشاركة فيها على الدّول الّتي لن تسجّل اعتراضاً على أي من قرارات هذه القمّة.
أضاف الوزير لافروف: لقد تمّ تصميم ميثاق الأطلسي الجديد كنقطة انطلاق لبناء نظام عالمي جديد يسترشد فقط بـ “القواعد” الغربية دون سواها. أحكامه ملوثة أيديولوجيا فهم يسعون إلى توسيع الفجوة بين ما يسمى بالديمقراطيات الليبرالية وجميع الدول الأخرى، فضلاً عن إضفاء الشرعية على النظام القائم على القواعد. وينص هذا الميثاق دون أي تحفظات على وفاء الدول الغربية بالتزاماتها كأعضاء في الناتو، والتي تعتبر بحكم الأمر الواقع المركز الشرعي الوحيد لصنع القرار، وذلك في تغييب مقصود لذكر الأمم المتّحدة ومنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا ومن الواضح أنّ الفلسفة ذاتها ستوجّه الاستعدادات لقمة الديمقراطية.
هكذا تمّ تصنيف روسيا والصين على أنهما “قوتان سلطويتان”، وهما بناء على ذلك العقبة الرئيسية أمام تحقيق جدول الأعمال المحدّد في قمم حزيران، تهمة بكين أنها شديدة الحزم في متابعة مصالحها الاقتصادية (مبادرة الحزام والطريق)، فضلاً عن توسيع قوتها العسكرية والتكنولوجية بشكل عام بهدف زيادة نفوذها… أمّا روسيا فتهمتها أنّها تتبنّى “موقفاً عدوانيّاً” في عدد من المناطق… هذه هي الطريقة التي يتعاملون بها مع سياسة موسكو الهادفة إلى مواجهة تطلعات المتطرفين والنازيين الجدد في جوارها المباشر، حيث يتم قمع حقوق الروس والأقليات العرقية الأخرى، كما أنهم يكرهون حقيقة أن موسكو تدافع عن الدول التي أصبحت ضحايا للمراهنات الغربية، وتعرضت لهجوم من قبل إرهابيين دوليين هدّدوا كيان الدولة، كما كان الحال مع سورية.
من وجهة نظر الغرب فإنّ على المجتمعات ان تمتثل لرؤية الديمقراطية كما تدعو إليها واشنطن وبروكسل، فتتبع موسكو وبكين، وكذلك جميع الدّول، الوصفات الغربية بشأن حقوق الإنسان، والمجتمع المدني، ومعالجة المعارضة، والإعلام، والحكم، والتفاعل بين أفرع السلطة… بينما يعلن “الحق” في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من أجل تعزيز الديمقراطية كما يفهمها، أمّا عندما يُطرح موضوع جعل العلاقات الدّوليّة أكثر ديمقراطيّة عبر نبذ التعجرف والتّوقّف عن فرض العقوبات على الدّول ذات السيادة هذا الغرب نفسه يتراجع ويتّخذ مواقف متصلّبة..
يدرك السياسيون ذوو الرؤى الواضحة في أوروبا وأميركا أن هذه السياسة التي لا هوادة فيها لا تؤدي إلى أي مكان، وقد بدأوا، بعيداً عن الرّأي العام، يفكرون بطريقة براغماتية، معترفين أنّ في العالم حضارات غير حضارتهم.. هم يعون أن روسيا والصين والقوى الكبرى الأخرى لها تاريخ يعود إلى ألف عام، ولها تقاليدها وقيمها وطريقة حياتها…
لا طائل إذا من تصنيف القيم بين فضلى ودنيا، وبدلا من ذلك ينبغي على الغرب أن يعترف بوجود أساليب أخرى للحكم مغايرة أو مختلفة عن تلك التي يتبناها، وعليه أن يحترم هذه الطرق وأن يعترف بها.
لقد بات العالم متعدد الأقطاب حقيقة واقعة، وبالتالي فإنّ محاولات الغرب تجاهل هذه الحقيقة من خلال تأكيد الذات على أنها المركز الشرعي الوحيد لصنع القرار لن تجلب حلولاً للتحدّيّات التي يواجهها عالمنا والمطلوب بالمقابل هو حوار قائم على الاحترام المتبادل تشارك فيه القوى الرئيسية مع أخذ مصالح جميع أعضاء المجتمع الدولي بعين الاعتبار وهذا يعني التزاماً غير مشروط بقواعد ومبادئ القانون الدولي المقبولة عالمياً، بما في ذلك احترام المساواة في السيادة بين الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحلّ السلمي للنزاعات، وحق الشعوب في تقرير مصائرها.
لقد سيطر الغرب على العالم لفترة طويلة وها هو الآن يشعر أنّ عصر سيطرته يقترب من النهاية، وفي الوقت نفسه هو يتمسّك بالمكانة التي كان يتمتع بها، ويضع مكابح اصطناعية على العملية الموضوعية المتمثلة في ظهور عالم متعدد المراكز.
من خلال فرض مفهوم النظام القائم على القواعد، يسعى الغرب إلى تحويل النقاش حول القضايا الرئيسية إلى المنصات التي ترضيه، حيث لا يمكن سماع أي أصوات معارضة. هذه هي الطريقة التي تظهر بها المجموعات المتشابهة في التفكير و”النداءات” المختلفة.. يتعلق الأمر بتنسيق الوصفات الطبية ثم جعل الجميع يتبعونها. ومن الأمثلة على ذلك “نداء من أجل الثقة والأمن في الفضاء الإلكتروني”، و”النداء الإنساني للعمل”، و”شراكة عالمية لحماية حرية وسائل الإعلام”. ويجمع كل من هذه المنصات عدة عشرات فقط من البلدان، وهي أبعد ما تكون عن الأغلبية، بقدر ما يتعلق الأمر بالمجتمع الدولي. يوفر نظام الأمم المتحدة منصات مفاوضات شاملة حول جميع الموضوعات المذكورة أعلاه، ومن المفهوم أن هذا يؤدي إلى ظهور وجهات نظر بديلة يجب أخذها في الاعتبار عند البحث عن حل وسط، ولكن الغرب كله يريد فرض قواعده الخاصة.
في الوقت نفسه، يطور الاتحاد الأوروبي أنظمة عقوبات أفقية مخصصة لكل من “مجموعاته ذات التفكير المماثل”، بالطبع، دون الرجوع إلى ميثاق الأمم المتحدة. هذه هي الطريقة التي يعمل بها: أولئك الذين ينضمون إلى هذه “النداءات” أو “الشراكات” يقررون في ما بينهم من ينتهك متطلباتهم في مجال معين، ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على (المذنبين). يمكنهم توجيه الاتهام إلى الجميع ومعاقبتهم بأنفسهم دون الحاجة إلى اللجوء إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حتى أنهم توصلوا إلى سبب منطقي لهذا الغرض: “نظراً لأنّ لدينا تحالفاً من أكثر المتعددين فاعلية، يمكننا تعليم الآخرين إتقان هذه الممارسات الفضلى”.
ثمّ أوضح سيرغي لافروف قائلاً: لا حرج في القواعد في حد ذاتها، على العكس من ذلك، فإنّ ميثاق الأمم المتحدة عبارة عن مجموعة من القواعد، ولكن تمّت الموافقة على هذه القواعد من قبل جميع دول العالم، وليس من قبل مجموعة مغلقة في اجتماع مريح.
إنّ النظام القائم على القواعد هو تجسيد للمعايير المزدوجة. يُعترف بالحق في تقرير المصير على أنه “قاعدة” مطلقة متى أمكن استخدامه لمصلحة ما، ينطبق هذا على جزر مالفيناس، أو جزر فوكلاند، على بعد حوالي 12000 كيلومتر من بريطانيا العظمى، إلى الأراضي الاستعمارية السابقة النائية التي تحتفظ بها باريس ولندن على الرغم من قرارات الأمم المتحدة المتعددة والأحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية، وكذلك كوسوفو، التي حصلت على “الاستقلال “في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي. ومع ذلك، إذا كان تقرير المصير يتعارض مع المصالح الجيوسياسية الغربية، كما حدث عندما صوّت شعب القرم على إعادة التوحيد مع روسيا، يتم التخلي عن هذا المبدأ، مع إدانة الخيار الحرّ للشعب وفرض العقوبات عليه.
بصرف النظر عن التعدي على القانون الدولي، يتجلى مفهوم “القواعد” أيضاً في محاولات التعدي على الطبيعة البشرية ذاتها. في عدد من الدول الغربية، يتعلم الطلاب في المدرسة أنّ يسوع المسيح كان ثنائي الجنس وقد قوبلت محاولات السياسيين العقلاء لحماية جيل الشباب من الدعاية العدوانية للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية باحتجاجات عدوانية من “أوروبا المستنيرة” كذلك تتعرّض جميع ديانات العالم، والتي تمثّل الشفرة الجينية للحضارات الرئيسية للكوكب، للهجوم والولايات المتحدة في طليعة الدول التي تتدخل في شؤون الكنيسة، وتسعى علانية إلى دق إسفين في العالم الأرثوذكسي، الذي يُنظر إلى قيمه على أنها عقبة روحية قوية أمام المفهوم الليبرالي للتساهل اللامحدود.
ومع ذلك، كان الغرب أيضاً هو من صاغ شعار “الحرية والمساواة والأخوة”. وبينما ينادون بالمساواة والديمقراطية في بلدانهم ويطالبون بأن يحذو الآخرون حذوهم فيها، يرفض الغرب مناقشة سبل ضمان المساواة والديمقراطية في الشؤون الدولية.
وبشأن العلاقات الروسيّة الأوروبية قال سيرغي لافروف: مباشرة بعد المحادثات بين فلاديمير بوتين وجوزيف بايدن، سارع مسؤولو الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو للإعلان عن عدم تغيير أي شيء في الطريقة التي يعاملون بها روسيا، فهم مستعدون لرؤية علاقاتهم مع موسكو تتدهور أكثر، على حد زعمهم.
إنّ أقلية عدوانية معادية للروس هي التي تحدد بشكل متزايد سياسة الاتحاد الأوروبي، كما أكدت قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي 24 و 25 يونيو 2021، حيث كان مستقبل العلاقات مع روسيا على جدول الأعمال. ما خرج من المناقشات في قمة بروكسل كان تعليمات للمفوضية الأوروبية وخدمة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي لوضع عقوبات جديدة ضد موسكو دون الإشارة إلى أي “خطايا” محددة، في حالة حدوث ذلك… لا شك أنهم سيخرجون بشيء إذا دعت الحاجة.
بموقفه الازدرائي تجاه الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي، يجد الغرب نفسه في الجانب الخطأ من التاريخ، ولن تتسامح البلدان الجادة التي تحترم نفسها أبداً مع محاولات التحدث إليها من خلال الإنذارات النهائية وستناقش أيّ قضايا فقط على قدم المساواة.
بالنسبة لروسيا، فقد حان الوقت لأن يفهم الجميع أننا قد رسمنا خطاً حاسماً تحت أيّ محاولات للعب مباراة في اتجاه واحد معنا. كلّ الشعارات التي نسمعها من العواصم الغربية حول استعدادهم لإعادة علاقاتهم مع موسكو إلى مسارها الصحيح، إذا تابت وقدّمت فروض الطّاعة، لا معنى لها، ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يصرون، كما لو كان ذلك بسبب القصور الذاتي، على تقديم مطالب أحادية الجانب لنا.
لطالما كانت سياسة جعل الاتحاد الروسي يتطور من تلقاء نفسه وبشكل مستقل مع حماية المصالح الوطنية، والانفتاح على الشركاء الأجانب على قدم المساواة، في صميم مواقف روسيا المتعلّقة بالسياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع، ومع ذلك، بناءً على الخطوات العملية التي اتخذها الغرب في السنوات الأخيرة، ربما اعتقدوا أنّ روسيا لا تعني حقاً ما تدعو إليه، كما لو أنها لا تنوي متابعة هذه المبادئ. ويشمل ذلك الرد الهستيري على جهود موسكو للدفاع عن حقوق الروس في أعقاب الانقلاب الحكومي الدموي في أوكرانيا عام 2014، والذي تمّ بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي… لقد اعتقدوا أنهم إذا مارسوا مزيداً من الضغط على النخب، ووسعوا من دائرة العقوبات الشخصية والمالية، فإنّ موسكو ستعود إلى رشدها وتدرك أنها ستواجه تحديات متزايدة في مسارها التنموي، طالما أنها لم “تغير سلوكها”، بمعنى أنّها لم تنزل عند طاعة الغرب.
وأضاف: اسمحوا لي أن أؤكد ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين في مناسبات متعددة: “لم تكن هناك تنازلات أحادية الجانب منذ أواخر التسعينيات ولن تكون هناك أبداً، إذا كنت ترغب في العمل معنا واسترداد الأرباح المفقودة والسمعة التجارية، فدعنا نجلس ونتفق على الطرق التي يمكننا من خلالها مقابلة بعضنا البعض في منتصف الطريق من أجل إيجاد حلول وتسويات عادلة”.
موقف الشعب الروسي موحّد وثابت لجهة عدم تقديم تنازلات وحفظ الكرامة أمّا بالنسبة لأولئك الّذين يدعون إلى تنازلات أحادية الجانب من أجل رفع العقوبات والحصول على مكاسب مالية افتراضية، فهم مهمشون تماماً في المجتمع الروسي، وخلال مؤتمره الصحافي في 16 يونيو 2021 في جنيف، أوضح فلاديمير بوتين بوضوح ما الذي يسعى إليه الغرب عندما يدعم هذه القوى الهامشية.
وحول رؤية موسكو للعلاقات الدوليّة في المستقبل القريب قال: تشمل الجهود المبذولة لتحقيق المزيد من الديمقراطية في العلاقات الدولية والتأكيد على نظام عالمي متعدد المراكز إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال تقويته مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وإنهاء الوضع الشاذ المتمثّل في التمثيل المفرط للغرب في الهيئة الرئيسية للأمم المتحدة.
وأضاف: بغض النظر عن أيّة طموحات وتهديدات، تظل بلادنا ملتزمة بسياسة خارجية مستقلة وذات سيادة، بينما هي أيضاً على استعداد لتقديم أجندة موحدة في الشؤون الدولية مع مراعاة التنوع الثقافي والحضاري في عالم اليوم. المواجهة ليست خيارنا، بغض النظر عن المنطق. في 22 حزيران 2021، نشر فلاديمير بوتين مقالاً بعنوان “الانفتاح على الرغم من الماضي” أكد فيه: “لا يمكننا ببساطة تحمل عبء سوء الفهم، الماضي والمشاعر الصعبة والصراعات والأخطاء”. كما ناقش الحاجة إلى ضمان الأمن بدون خطوط فاصلة، ومساحة مشتركة للتعاون العادل والتنمية الشاملة. يعتمد هذا النهج على تاريخ روسيا الممتد ألف عام ويتوافق تماماً مع المرحلة الحالية في تطورها. وسنواصل تعزيز ظهور ثقافة علاقات دولية مبنية على القيم العليا للعدالة وتمكين جميع الدول، من التطور في سلام وحرية… سنظل دائماً منفتحين على الحوار الصادق مع أي شخص يظهر استعداداً متبادلاً لإيجاد توازن مصالح راسخ الجذور في القانون الدولي. هذه هي القواعد التي نلتزم بها.
ختاماً، يؤكد مصدر روسي رفيع المستوى أن روسيا صادقة في علاقاتها مع الغرب وما أعلنته في القمة بين الرئيسين وهي تتوقع خطوات فاعلة من الجانب الغربي وبالأخص عدم التدخل في الجوار الروسي وخاصة أوكرانيا التي تخضع الآن للهيمنة والإملاءات الأميركية، ومقال الوزير لافروف قد وضع النقاط على الحروف. روسيا حسب ما يؤكد المصدر الروسي تسعى لتحسين العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية لما فيه الخير لجميع الدول لكن إذا أصرّت اميركا على تصرفاتها العدوانية تجاه روسيا فإنّ الدب الروسي لن يقف متفرّجاً أمام الغطرسة الأميركية وقد أعذر من أنذر…