“ليبانون ديبايت” – المحرّر السياسي
كشفت أوساط قصر بعبدا، أن “رئيس الجمهورية ميشال عون قد قَبل اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري عن تأليف الحكومة وسيدعو في أقرب وقت إلى استشارات نيابية لتسمية شخصية جديدة، ولفتت إلى أن “الحريري لديه أسبابه للإعتذار، لكنه اعتذر في الوقت الذي كان من المفترض به أن يناقش مع رئيس الجمهورية في التشكيلة الحكومية التي قدمها”.
وأوضحت، أنّ “عون لم يرفض التشكيلة بالكامل كما في المرة الأولى أي أنه قال له أنه سيناقشها واستفهم عن بعض التسميات والإختصاصات، فأجاب الحريري أنه اختارها من اللائحة القديمة التي تسلمها منه سابقاً”.
وأضافت الأوساط، أنّ “المجتمع الدولي والدول المانحة وصندوق النقد، يؤكدون على الحكومة الإصلاحية ولذا قال رئيس الجمهورية أن يريد التعاون والنقاش من أجل تأليف حكومة تلبّي حاجات الشعب الأولى وليس الحلول الكبرى التي تأتي لاحقاً. وكشفت أن الحريري اتصل ظهر اليوم من أجل الإجتماع في الرابعة وطلب جواباً غداً من رئيس الجمهورية على أبعد تقدير، فبادره عون وسأله عن الأخذ بالإعتبار بعض الملاحظات، فرفض وعندها سال عون “لماذا سأجيب غداً”؟ وعندها قال الحريري “فليكن سأعتذر” فقال عون “متل ما بتريد”.
وخلُصت الأوساط، إلى أنه “اعتذار باعتذار”، وبالتالي لا يجب التأخر بالإستشارات للإتفاق على شخصية جديدة” لأننا نريد حكومة”، ذلك أن الرد الحقيقي والوحيد على محاولة الإنقلاب على الطائف وعلى التوازن الوطني وعلى الشراكة، هو بتأليف حكومة سريعاً وبعيداً عن الإعتبارات الطائفية والحصص، أي حكومة إنقاذ بكل المفاهيم لأنها ستقدم الحلول الكبرى لأزماتنا.
وفي سياق متصل وعلى مستوى ما يشهده الشارع، أكّدت الأوساط نفسها، على “الثقة بالجيش اللبناني ، لافتةً إلى إمكان حصول بعض التحركات على الأرض، وكاشفةً أن من سيتحركون “هم معروفون” من الأجهزة الأمنية وسوف يتم التعامل معهم ولكن “ليس بالدم”، لأن ما من أحد يرغب بذلك”.
واليوم فإن المطلوب هو التهدئة، قالت الأوساط، لأن “فورة الغضب قد تستمر يومين أو ثلاثة، وكذلك ارتفاع سعر الدولار لن يستمر وهو يحصل للإيحاء بأن الحريري هو المنقذ ومع اعتذاره سيذهب لبنان إلى الهاوية والجحيم. وشددت على أن هذا لن يكون الواقع وليس كذلك مع الحلفاء وفي مؤسسات الدولة كلها بدءًا من الجيش”.
وعليه، خلُصت الأوساط إلى “التأكيد أنه لا يمكن لاحد أن يلي ذراع الطائف تحت شعار أن هناك شعباً يتألم، لأن الإنقلاب على على الوفاق الوطني هو أكثر إيلاماً، ولذلك سنذهب لمعالجة الوجع والإنقاذ وهذا ليس شعراً، والطائفة السنية تزخر بالطاقات.
وقالت: “الله يسامح الحريري، كانت أمامه فرصة ذهبية لإنتاج حكومة وليس تسوية، ولكن لم يرغب وإن رغب لم يكن قادراً، وقد تمّ التعبير عن ذلك من خلال اعتذاره”.