٣ سيناريوهات لمرحلة ما بعد اعتذار الحريري

بولا مراد-الديار

الكل كان ينتظر اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي مهد له منذ أشهر.

وقبل اسابيع ابلغ قراره لاكثر من مسؤول محلي، وقال لمقربين منه ان قراره نهائي ولا رجوع عنه. لكن وقع الاعتذار رغم كل الاستعدادات له، يبقى كبيرا في بلد يصارع على المستويات كافة، بغياب كل مقومات الصمود والاستمرار.

وكما كان متوقعا، حلّق سعر صرف الليرة مباشرة بعد اعلان الحريري اعتذاره من قصر بعبدا، وتحرك الشارع الداعم له، بما يبدو باشارة واضحة منه، وما يمكن تأكيده ان الامور تتجه الى الانفلات، رغم حركة الديبلوماسيين الاجانب الناشطة التي استبقت الاعتذار ودفعت الى تجنيب البلد سيناريو الفوضى الشاملة.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة على الحركة الديبلوماسية، يمكن الحديث عن ٣ سيناريوهات لمرحلة ما بعد اعتذار الحريري:

– السيناريو الاول: تطور الامور في الشارع وانفلاتها، فتنطلق احتجاجات واعتصامات لأنصار الحريري، قد تتحول لاشتباكات ومواجهات مباشرة مع انصار احزاب اخرى، وبخاصة «التيار الوطني الحر»، باعتبار ان الاحتقان الاكبر هو بين الطرفين في هذه المرحلة. من دون استبعاد تطور الامور اكثر باتجاه فوضى شاملة وحرب، تستدعي التدخل الدولي المباشر وتدويل الازمة الذي بدأ الحديث عنه والترويج له قبل فترة، وهذا ما ظهر من بعض الاشارات في هذا الاتجاه قبل ايام، وبخاصة حركة سفيرتي واشنطن وباريس باتجاه الرياض. وتشير المصادر الى ان النصف الثاني من شهر تموز وشهر آب سيكونان أشد حرارة بعد من الطقس والاخطر منذ ما قبل الاستقلال اللبناني، بحيث ان الكيان اللبناني ككل بات مهددا، فالازمة الراهنة لم تعد أزمة سياسية، انما أزمة وجود لبنان الذي عرفناه منذ تأسيسه!

– السيناريو الثاني: استيعاب التحركات في الشارع سريعا لعدم رغبة القسم الاكبر من القوى بالدخول في مواجهة مباشرة مع بعضها بعضا، ما يؤدي الى استيعاب نقمة شارع «المستقبل» والنقمة السنية سريعا بجهود ومساع دولية، على ان يلي ذلك تسمية شخصية قريبة من الحريري ودار الفتوى تتولى تشكيل حكومة، تدير الانهيار والانتخابات النيابية المقبلة. والمؤكد ان السير بهذا السيناريو، لن يكون سهلا وسلسا، باعتبار ان الحريري كما «نادي رؤساء الحكومات السابقين» لا يبدون على الاطلاق حاليا، بصدد تقديم تنازل من هذا النوع، ما يحتم خضات متنوعة سياسية وامنية تسبق تنفيذ هذا السيناريو.

– السيناريو الثالث: يتحد فيه حزب الله و»التيار الوطني الحر» ليفرضا من جديد مرشحهما لرئاسة الحكومة، فاما تكون شخصية كالنائب فيصل كرامي او على غرار حسان دياب، علما ان الرئيس ميشال عون يدفع باتجاه تكليف كرامي بقراءة استشرافية للواقعين الاقليمي الدولي في ظل المفاوضات الناشطة، والتي يبدو انها اوشكت الوصول الى نهايتها وبخاصة بين واشنطن وطهران، ما يرجح ان يعيد تعويم دور دمشق، وان كان ليس بالسرعة التي يعتقدها البعض.

بالمحصلة، ايا كان السيناريو الذي سوف يعتمد، ففي كل الاحوال لبنان مقبل على اصعب مرحلة مر بها منذ زمن، بحيث تتزامن الازمة السياسية الحادة مع ازمتين مالية واقتصادية غير مسبوقتين، ما يمهد لتطورات امنية وفوضى لا يمكن تكهن حجمها ولا كيف تنتهي!

Exit mobile version