الوجود التركي في أفغانستان: حلم قد يتحول الى كابوس إسمه “طالبان”
في الوقت الذي تناقش فيه الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، احتمال بقاء قوات الأخيرة في أفغانستان، تحت ذريعة حماية مطار كابول.حذرت حركة طالبان الدولة التركية من بقاء قواتها العسكرية هناك، لتزيد من احتدام النقاش داخليا وخارجيا حول قرار أردوغان، والذي يطرح تساؤلات عدة، تتعلق بما هي مصلحة تركيا من بقاء قواتها في كابول؟ وهل هي مستعدة لمواجهة مباشرة مع طالبان، التي تعتبر أي وجود أجنبي في البلاد بعد 11 أيلول القادم احتلالاً؟
الوجود التركي
في كانون الثاني من هذا العام، تولى الجيش التركي قيادة قوة المهام المشتركة التابعة للناتو ذات الاستعداد العالي، ووضع الآلاف من جنوده في حالة التأهب والجهوزية، للانتشار في غضون أيام. وتتمركز هذه القوات، في مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابول. حيث يتواجد أكثر من 500 جندي، يشرفون على تدريب قوات الأمن الأفغانية. وأشرفت على إدارة المطار حوالي 6 سنوات.
ورغم العلاقة الوثيقة التي تربط تركيا مع جميع الجماعات الأفغانية، بما فيهم حركة طالبان والحركة الإسلامية والتنظيمات العسكرية المنتشرة في جميع أنحاء البلد. إلا أن طالبان رفضت استمرار هذا الوجود، كما رفضت اقتراح أنقرة، بحراسة وإدارة مطار كابول الذي تتفاوض عليه مع واشنطن.
نقاش تركي داخلي محتدم
وفيما ترجح بعض أوساط حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان)، أن تتمكن تركيا من التوصل إلى اتفاق وتفاهم مع طالبان، يسمح ببقاء هذه القوات، بعد تشكيل شبكة حماية سياسية وميدانية لها (من خلال دعم قطر وباكستان الدول الصديقة للحركة)، وبوجود موافقة ضمنية ومرحبة من واشنطن. إنقسم الداخل التركي بين مؤيد ومعارض، معللين ذلك بعدة أسباب، ستترك تأثيرات إستراتيجية على بلادهم:
فأسباب المؤيدين:
_ الوجود العسكري المباشر وتأمين المطار، يعني استمرار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والمشاركة التركية في صياغة السياسات الأمنية لأفغانستان.
_ الإدعاء بأن أحد أعباء تركيا هناك، هو وجود الأفغان ذو الأصول التركية، الناطقون باللغة التركية : التركمان والأوزبك والقيرغيز. ويتواجدون في المناطق الواقعة في الجزء الشمالي للبلاد، ويعيشون حالة صراع وجودي هذه الأيام.
_ السبب التركي الأهم ، تتمتع أفغانستان بأهمية جيوسياسية هائلة، بسبب محورية دورها في مبادرة الحزام والطريق الصينية. لذا تسعى أنقرة بصفتها جهة فاعلة إقليمية في المنطقة، إلى أن تصبح أكثر نفوذاً هناك، معللة ذلك بأن هذه المنطقة تشكل جزءًا لا يتجزأ من الجغرافيا السياسية للعالم التركي.
أما أسباب المعارضين:
_ الوجود العسكري ستطلب قدرة وفعالية على تنظيم التوازنات الداخلية الأفغانية، والتي تعد في ظل الظروف الحالية صعبة للغاية،ما قد يجعل هذه القوات تواجه مخاطر كبيرة.
_ بالإضافة إلى أن الخطر في هذه الظروف، لن يقتصر على حياة الجنود الأتراك فقط، بل سيهدد أي علاقات ودية بين البلدين مستقبلاً.
موقع الخنادق
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع