كتبت” النهار”: ان ينتظر او يتوقع اللبنانيون مفاجأة سارة في الساعات المقبلة من شأنها ان تحمل نهاية سعيدة لمسار تعطيلي بالغ التعقيد حال منذ تسعة اشهر دون ولادة حكومة انقاذية انتظرها العالم بأسره للجم تدحرج لبنان نحو أسوأ مصير عرفه في تاريخه ، فهذا بدا ويبدو اقرب الى المعجزة. اذ ان عناوين المحاولة المستجدة والأخيرة التي شرع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بها عصر امس عقب عودته فورا من زيارته للقاهرة لم تحمل ما يبعث على توقعات باختراق إيجابي خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة الا اذا برزت معطيات “سرية ” من صنع دولي في اللحظات الحاسمة وأدت الى تطويل امد المهلة النهائية لمسار تكليف الحريري ودفعته الى فرملة اعلان اعتذاره مساء اليوم ، الامر الذي يبدو مستبعدا.
والحال انه بدءا من الساعة الرابعة بعد ظهر امس بدأ حبس الانفاس حيال المحاولة الأخيرة لاعادة احياء مسار تأليف الحكومة بعدما بلغت الضغوط الداخلية المتأتية من كوارث الازمات المتهاطلة على رؤوس اللبنانيين والضغوط الخارجية الكثيفة والمتعاظمة التي تذكر بحقبات استقطاب المحن والأزمات اللبنانية لتدخلات الدول ذروة غير مسبوقة .
هذا العد العكسي شابته إشارة سلبية اولى حين لم تتبدل صورة الشكليات التي طبعت اللقاءات السلبية السابقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري اذ لم يدم اللقاء الا نصف ساعة . ثم ان الوضع الطارئ اكتسب بعدا مختلفا عن السابق حين قرن الحريري اعلان تقديمه تشكيلة ال24 وزيرا استنادا الى معايير المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري باعلانه طلب تبلغ موقف رئيس الجمهورية اليوم “ليبنى على الشيء مقتضاه” ، بما عكس مدى الجدية الحاسمة في توجه الحريري نحو حسم خياراته في الساعات المقبلة بعد تبلغه موقف عون . اما في المقلب الاخر فبدا واضحا ان بعبدا امتعضت من اعلان الحريري تحديد مهلة لرئيس الجمهورية لتبلغ موقفه ربما عبر عن ذلك عون حين أجاب الصحافيين عن سؤالهم عن المهلة مبتسما “بيؤمر”.
المصدر: النهار