عيسى بو عيسى-الديار
تتمحور كافة الاتصالات الدولية والاقليمية حول لبنان بالنظر لاي موضوع وحيد غير آبهة بكل المفاصل الاخرى ، وهذا التركيز على دعم الجيش اللبناني والقوى الامنية هو الوحيد الجدي والذي يمكن صرفه بشكل عملي ، فيما كافة إهتمامات هذه الدول لا تأبه بالسياسيين في السلطة وحتى مساعداتها كان شرط تقديمها الى المجتمع المدني وبعض الهيئات الانسانية ، ولهذا الامر دلالات واضحة من قبل المجتمع الدولي وفق مصادر وزارية :
1- ان مقومات صمود العسكريين في الحياة اليومية باتت في خطر، ويجب الحفاظ عليها ، من هنا ان الاعلان عن تحرك لتقديم المساعدة للجيش من مواد غذائية وطبية لمدة سنة كاملة، انما يصب في هذه الخانة، وتمهيدا للقول ان الازمة مرشحة للبقاء على حالها لفترة اطول من المتوقع، او قد تشهد تأزماً اضافياً يزيد من تعقيد الامور، وهذه النقطة لا يجب الاستخفاف بها كونها محورية لكل التحركات والتطورات التي ستحصل على الصعيد السياسي والدبلوماسي.
2 – إن الخارج ليس في وارد الدخول في الرمال المتحركة اللبنانية من الناحية العسكرية، فكل الدول تتفق على ان الغرق في مستنقعات عسكرية لا يفيد، وقد بدأت اتباع هذه الاستراتيجية، والانسحاب الاميركي من بعض أماكن تواجد الجيش الاميركي في أفغانستان والعراق والبعض من سوريا اخيراً خير دليل على ذلك ، ومع التسليم بأن التخلي الخارجي عن دول المنطقة هو فقط من باب التمني، لان المصالح لا تزال هي المتحكمة بقرارات الدول الكبرى، وهذا ما قالته بوضوح اللجنة الفرنسية في بيانها، لجهة الحفاظ على الحضور الفرنسي في المنطقة بشتى السبل بما فيها التواجد العسكري ولو بشكل خجول ومن دون تدخل مباشر، فإنه من المهم الاشارة الى ان التواجد السياسي والديبلوماسي يبقى الركن الاهم في الاستراتيجيات الدولية.
3- الموضوع الامني الممسوك خارجياً والذي لا يمكن خرقه من الداخل ، حيث من المعروف ان المعارضة الداخلية لاي تدخل خارجي يخف وهجها الى حدود الاختفاء عندما يتعلق الامر بقدرات البلد على الصمود وعلى تأمين لقمة العيش لشعبه ،وهذا ما تعمل عليه الدول حالياً وبالاخص فرنسا واميركا، وعدم ممانعة روسية طالما ان الامور ستبقى ضمن حدود المقبول وستوزع حصص النفوذ على نحو يرضي الجميع، من دون الاضطرار الى الدخول في مهاترات ومواجهات سياسية ودبلوماسية لا طائل منها حالياً، ومن شأنها زيادة تعقيد الامور بدلاً من حلها ، ولان لبنان بلد عربي، كان لزاما فتح القنوات مع الدول العربية وبالاخص السعودية التي لا يمكن تجاهل حضورها في لبنان لاعادة الحياة الى محركاتها، وهي من المؤكد لن تعترض حين يكون الطلب اميركياً او فرنسياً او من احدى الدول الكبرى .
من هنا تعتقد هذه المصادر أن مسألة التدخل الخارجي قد فتحت على مصراعيها، وإن لم يكن منذ وقت قصير على خلفية الارتباطات الداخلية اللبنانية بدول خارجية منذ وقت طويل ، ولكن جديد التدخل تلك اللقاءات التي تشير اليها هذه المصادر وهي بعيدة عن الاضواء بين الدول الكبرى وخصوصا فرنسا بوجه إنساني، فيما حقيقة الامر أن الجميع في الخارج يتصارع على النفوذ ، إنما هذه الصورة للتدخل يمكن «بلعها» وسط إنهيار البلد فيما الاّتي أعظم ، ومن هنا تتطلع هذه الدول المعنية الى صورة الوضع اللبناني بعد نهاية شهر آب حيث ستنهار كافة المؤسسات في البلد ويترافق معها فلتان أمني ، لتأتي قدرة الجيش اللبناني وتمكينه أمنيا ومعيشيا على وضع حد للحروب الصغيرة في غياب أية معارك كبيرة ، والجيش بإستطاعته مع قيادته الحكيمة تمرير هذه المأساة دون إشتعال البلد بأكمله !!