هل يفعلها ابن زايد؟؟.. المخابرات الإماراتية قد تسرب تسجيلات وفضائح لشخصيات في دوائر الحكم السعودي.. محمد العمري يكشف التفاصيل.
تحدث المعارض السعودي محمد العمري في حوار مع “الحقيقة بوست” عن امتلاك المخابرات الإماراتية تسجيلات ومعلومات عن النظام السعودي وأجهزته الأمنية قد تسربها في وقت لاحق للرد على تصعيد السعودية في خلافها مع الإمارات، مؤكداً أن محمد بن سلمان مكن الإماراتيين من المشاركة في القرارات الأمنية، لافتاً إلى اختراق ابن زايد لنخب السلطة في الديوان الملكي والوزارات السيادية.
وتوقع العمري إقدام المخابرات الإماراتية على اغتيال معارضين سعوديين لإلصاق التهمة بالمملكة، مضيفا أيضا أن أبو ظبي ستحرض المجلس الانتقالي لاستهداف القوات السعودية في اليمن.
ولم يستبعد العمري أن يقدم ابن سلمان على الإفراج عن محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز بعد أن أضعفهما وشوه صورتهما، مشيراً إلى أن الشارع السعودي تلقى قرارات التصعيد ضد الإمارات بارتياح كبير.
ولفت العمري إلى أن أسباب الخلافات بين السعودية والإمارات كثيرة ومتفرعة وتتناول الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية مع وجود خلافات تاريخية على الحدود في منطقة البريمي، وهي نقطة مثلث الحدود السعودية العمانية- الإماراتية، والتي تم مقايضتها بساحل خور العديد البالغ طوله خمسين كيلو متراً والمطل على الخليج العربي بين الإمارات وقطر، وحينها تم إلغاء منفذ سودا نثيل الواقع بين الدولتين، وبالتالي لم يكن هناك التزام بالحصص النفطية، وعند أقرب استحقاق تم كسره لتظهر الخلافات على السطح.
وفي ما يتعلق باغتيال خاشقجي قال العمري أن دول كثيرة اشتركت في دمه سواء بالتواطؤ أو بالتستر بعد عملية الاغتيال، والدوافع تحقيق مصالح اقتصادية ومقايضة السكوت -تركيا- بالصفقات التجارية، وهناك دول شاركت في التخطيط والتنفيذ والدعم والمساندة وتوفير الغطاء، منها الإمارات ومصر، وقد نشهد تسريبات لتسجيلات ومعلومات وفضائح لشخصيات في دوائر الحكم لإضعاف السعودية مع تصاعد الخلافات بينهما، خاصة أن المخابرات الإماراتية تغلغلت في دوائر أمنية سعودية.
وبحسب العمري بات موضوع الاختراق الأمني واضحاً في الخلية الإعلامية التي ترعاها الإمارات لمجموعة من الإعلاميين السعوديين داخل الإمارات، حتى إنها وفرت لهم الغطاء والحماية بمنحهم الجنسية الإماراتية.
ومع وصول محمد بن سلمان تمكن الإماراتيون من المشاركة في القرارات الأمنية، وهو ما نتج عنه اعتقال بعض الرموز والشخصيات السعودية ابتداء بالأمراء والتجار والمفكرين، كما أن التحالف الفجائي بين الدولتين، والتوسع في تشكيل اللجان المشتركة وفرق العمل والزيارات المتكررة مكنت محمد بن زايد من اختراق نخب السلطة في الديوان الملكي والوزارات السيادية ولا شك في أن تفكيك هذه الخلايا قد يتطلب اعتقالات كثيرة ومعالجات صعبة.
وتوقع العمري أن تصل ذروة الخلاف لمواجهات عسكرية و لكن ليست على الحدود، وإنما في الغالب ستكون حرباً بالوكالة في اليمن من خلال المجلس الانتقالي، حيث يبدأ بالهجوم الإعلامي ثم السياسي وصولاً لاستهداف القوات السعودية في اليمن أو حلفائها- من أنصار الجمهورية (الشرعية)- حسب تعبيره والأسهل للإمارات في المواجهة دعم انصارالله بالمعلومات والمال، لاستمرار الاستنزاف المالي للسعودية.
وقال العمري أن التحالف بين ابن سلمان وابن زايد وصل إلى نهايته. فضغوط الشارع السعودي وتحميل المعارضة السعودية للإمارات التدهور الحاصل في الملف الاقتصادي والأخلاقي شكل حالة رفض شعبي متنام لها، فأصبح الفراق وتفكيك الحلف أكثر فائدة لمحمد بن سلمان، لذلك عندما ظهر الخلاف للعلن وجد تأييدا شعبياً، فلأول مرة منذ 5 سنوات يشترك الشعب ويتفق مع الحكومة في قرار. فقرارات عزل الأمراء وسجن التجار والاعتقالات وفرض الضرائب وحرب في اليمن واغتيال خاشقجي، كلها قرارات لم تلق تأييداً شعبيا مقارنة بقرار التصعيد مع الإمارات حالياً. علماً أن هناك أصوات خرجت تطالب بالإفراج عن الدكتور محمد الحضيف والعميد محمد البناوي الذين يقضون فترة عقوبة لمطالبتهم السعودية بالحذر من مكر الإمارات وضرورة تحجيم العلاقات معها.
مضيفاً انه من الملفات التي أغضبت السعودية محاولات الإمارات أضعاف دور الرياض الريادي في المنطقة، وتصدر أبو ظبي مكانها في الحلف الأمريكي، بعد أن أوصلت السعودية لطريق مسدود خارجياً وداخلياً وجنائياً وحقوقياً على المستوى الدولي، ومن ثّم إضعاف السعودية وحلول الإمارات محلها كحليف أمريكي أول في المنطقة ثم تليها السعودية، وهي عملية تقزيم للدور الوظيفي للسعودية في العلاقة مع أمريكا.
وبلا شك فإن صفقة الطائرات والأسلحة النوعية كانت تقدم في المنطقة لإسرائيل بكامل المواصفات ثم إلى السعودية بمواصفات أقل، أما بيعها للإمارات فيعتبر خروجاً عن النص وخروجا عن المألوف.
وفي اعتقاد العمري أن بحوزة الإمارات اوراق ضغط عديدة يمكنها استخدامها ضد السعودية ومن ضمنها دعم “الحوثي” بحسب رأيه ودعم المعارضة السعودية ودعم الأصوات الإعلامية العربية في مصر ولبنان وغيرها، وفضح الممارسات والانتهاكات الحقوقية السعودية في الإعلام الغربي، وتعذيب السجناء والأمراء في الريتز، وقد تقدم المخابرات الإماراتية على اغتيال شخصيات معارضة سعودية لإلصاقها بالقيادة السعودية، خاصة أن السعودية اليوم دولة ضعيفة ومن السهل الضغط عليها وشيطنتها حسب اعتقاده.
ويرى العمري أن الخلاف السعودي الإماراتي سيعجل في تحسين العلاقات السعودية التركية وسيعزز العلاقات السعودية القطرية، خاصة إذا عمد البلدان لافتتاح مركز سودا نثيل الحدودي، لأنه سيعزز العلاقة السعودية القطرية العمانية على حساب تهميش الإمارات سياسيا والضغط عليها اقتصاديا.
المصدر: الحقيقة بوست- الواقع السعودي