د.علي رباح
يرفض سكان النيجر نهب فرنسا لثرواتهم،
فهي تستولي على خيرات هذا الشعب، وأقامت قوتها العسكرية وباتت واحدة من الدول النووية البارزة على حساب اهل هذا البلد، إذ يموت النيجريون بسبب الإشعاعات والمخلفات النووية دون تقديم أي مساعدة لهم.
وتنتشر المفاعلات النووية من الشمال إلى الجنوب الفرنسي على الخارطة الفرنسية، وتستعمل لأغراض إنتاج الطاقة الكهربائية، عددها الإجمالي يصل إلى 58 مفاعلا، ما يجعل فرنسا المنتج الثاني في العالم للطاقة النووية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن …
بروز فرنسا كقوة نووية عالمية، لم يكن ليكون لولا الدول الإفريقية وعلى رأسها النيجر حيث يتمّ جلب اليورانيوم من صحاري النيجر إلى فرنسا حتى تزداد قوةً ومناعةً وازدهاراً.
فيما يزداد النيجر فقراً واقتتالاً ودمارا
وتبلغ حصيلة ما استخرجته الشركات الفرنسية من يورانيوم النيجر منذ العام 1971 إلى غاية عام 2012 ما مجموعه 110 آلاف طن تم استخراجها من منجمي سومايير، وكوميناك، أما منجم إيمورارن الجديد الذي لا يزال قيد التجهيز فيفترض أن ينتج خمسة آلاف طن سنويا على مدى 35 سنة قادمة.
رغبة في التحرّر ولكن..
عام ٢٠٠٥ ، أرادت النيجر التخلص من الهيمنة الفرنسية وفتح أبواب الاستثمار في اليورانيوم أمام دول أخرى نظرًا للزيادة التي شهدها الطلب العالمي لهذه المادة فقد طالب الرئيس النيجري الأسبق حماني ديوري -عقب قرار فرنسا الاعتماد على الطاقة النووية – بزيادة حصة دولة النيجر من عائدات اليورانيوم التي تستخرجها الشركات الفرنسية من بلاده، لكن رد باريس كان مغايرا، فقد كان عبر رعايتها انقلابا عسكريا في إبريل/نيسان 1974 قاده الجنرال سيني كونتشي.
ليس هذا فقط، فقد تجرّأ الرئيس السابق ممادو طانجا (1999-.2010)، على إعادة التفاوض مع “أريفا” بشأن اليورانيوم، وفتح الاستثمار فيه أمام الشركات الأجنبية ومنح عدة تراخيص لشركات صينية وهندية وكندية، وهو ما أزعج الفرنسيين.
امتعاض فرنسا لم يدم طويلا، فقد دبّرت انقلابا عسكريا في فبراير/شباط 2010 أطاح بالرئيس طانجا وبطموحاته التحررية التي دفعته إلى تجاوز الخطوط الحمراء الفرنسية المتمثلة في المس بمصالح “أريفا” وفتح أبواب النيجر أمام الصين.
عقب الإطاحة بالرئيس، نصّبت فرنسا محله صديقها محمد إيسوفو المهندس والإطار السابق في “أريفا النيجر”، حتى يحمي مصالح الشركة الأم ومن خلفها فرنسا، ويضع حدّا للتغلغل الصيني في هذا البلد الإفريقي الغني بالثروات.
لم يكتف الفرنسيين بذلك، فقد استثمروا أيضا في ورقة الإرهاب، حيث وظفوا الهجوم الذي نفذته القاعدة في سبتمبر/أيلول 2010 على مقر “أريفا” في آرليت بالنيجر واختطاف سبعة من عمالها، لشرعنة تدخلها العسكري في المنطقة ونشر الآلاف من جنودها هناك.
ولك ان تسأل ايها العزيز من ينسق مع القاعدة ليحقق برنامجه الاستعماري ..
هذه عينة من الاجرام، السنا في لبنان نعاني من هكذا دول ..