ملخص ومنقول
لا يختلف اثنان ان لبنان يتعرض لحصار اقتصادي من قبل الإدارة الاميركية أوصل البلد الى الانهيار وأفقر الشعب اللبناني، ولهذا الحصار أسبابه وأدواته ،
فالأسباب واضحة لا تخفيها واشنطن ، وهي تتعلق بمحاربة المقاومة و”خنق” بيئتها اقتصاديًا في محاولة لتجييشها على حزب الله،
والإدارة الاميركية تسعى من وراء كل ذلك
لتحقيق ما عجزت عنه بالحروب العسكرية والأمنية ، فكانت الحرب الاقتصادية هي عنوان المرحلة لعلها تستطيع من خلالها “دق إسفين” بين المقاومة وشعبها وبين المكونات اللبنانية المختلفة ، ومن ثم الوصول الى زيادة مكاسب واشنطن في الداخل اللبناني
فيمكن الاشارة الى ان :
-الإدارات الأميركية المتعاقبة هي حليفة غالبية أهل السياسة والاقتصاد من الفاسدين في لبنان، لا سيما منذ ما بعد اتفاق الطائف وحتى اليوم .
-ان اميركا حليفة أساسية للأنظمة الخليجية التي تسيطر و”تمون” على فئة وازنة من الطبقة السياسية والاقتصادية التي حوّلت لبنان بعد “اتفاق الطائف” الى مركز لتقديم الخدمات السياحية والمصرفية
عملت على جعل لبنان صاحب اقتصاد ريعي من ألفه الى يائه بدون وجود أي شي منتج لا صناعيًا ولا زراعيًا، وأغرقت خزينة بديون باهظة حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم.
-اميركا كما لها أذرعها السياسية والاقتصادية، لها أذرعها الأمنية والعسكرية حيث زرعت الكثير من القيادات الأمنية والعسكرية في المؤسسات الرسمية اللبنانية وفي مناصب ورتب متنوعة تتوزع من أعلى الهرم الى أسفله،
-أميركا عبر حلفائها ورجال الاعمال التابعين لهم، تسيطر على المفاصل الاقتصادية الاساسية في لبنان، وهي بذلك تحتكر الكثير وربما كل السلع والمواد الأساسية على رأسها المشتقات النفطية من البنزين والمازوت والغاز، بالاضافة الى الإسمنت والترابة وصولا الى السلع الغذائية والادوية وحليب الاطفال والمستلزمات الطبية وغيرها من المواد،
-اميركا تعمل بشكل مستمر على نسج أفضل العلاقات اليوم مع قيادة الجيش اللبناني، وهي كانت ولا تزال تروّج انها تدعم المؤسسة العسكرية بينما الواقع يظهر انها تدعمها بأمور لوجستية واسلحة خفيفة فقط، ولا تدعمها بأسلحة وازنة وقادرة على حماية البلد كالسلاح المضاد للطائرات او تقوية سلاح الجو وغيرها من الاسلحة النوعية والدقيقة.
-الفيتو الاميركي واضح لمنع لبنان بالتوجه الى دول اخرى تدعمه وتستثمر فيه سواء روسية او ايران والصين وحتى بعض الدول الاوروبية،
-السفيرة الاميركية دوروثي شيا رفضت قبل أيام بصراحة ووضوح على إحدى الشاشات اللبنانية العرض الإيراني الدائم في ملف النفط الذي جدد الحديث عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، واعتبرت ان “هذه العروض لا تحل المشكلة..”، وكلامها هذا فسر بأنه “كلمة السر” لمن يعنيهم الأمر برفض العرض الايراني.
-اميركا -عبر سفارتها او جهات تابعة لها في لبنان- تنسج علاقات مع شبكة واسعة من الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة والمنصات الالكترونية المختلفة، بهدف تضييع الحقائق وتغيير الوقائع وبث الفتن والتهم هنا وهناك، بهدف تلمييع صورة واشنطن وحلفائها وتشويه صورة المقاومة ومحورها، وإبعاد “اسرائيل” عن صورة الاحداث والاضرار التي تصيب لبنان والمنطقة في مختلف الملفات،
-اميركا لديها قنواتها الفاعلة داخل المؤسسة القضائية والتي أدت الى إطلاق سراح عدة عملاء للعدو الاسرائيلي بينهم من يحمل الجنسية الاميركية وعلى رأسهم العميل عامر الفاخوري والعميل جعفر غضبوني، وهذا يدلل على مدى تأثير واشنطن وأدواتها في مختلف المؤسسات الرسمية اللبنانية.
-اميركا تتدخل بشكل مباشر وتزيد الحصار على لبنان في محاولة لتركيع بيئة المقاومة وهي لا تتوانى بإعلانها رفض دعم اي حكومة فيها حزب الله ما يظهر السبب الحقيقي لعدم تشكيل الحكومة وزيادة الضغط على لبنان وتدهور الاوضاع المعيشية،
وبالتزامن يسجل زيارة السفيرة الاميركية برفقة نظيرتها الفرنسية آن غريو الى السعودية للبحث تحديدا بالملف الحكومي والازمة في لبنان، ما يؤكد المؤكد ان اليد الاميركية طويلة في كل ما يجري.
-اميركا منذ سنوات طويلة كانت تضيّق على كل مصرف يتعامل مع “بيئة” المقاومة ورجال أعمال من طائفة معروفة، وذلك تحت مزاعم دعم حزب الله، وبهذا الاطار تم إغلاق الكثير من الحسابات وصولا لاغلاق مصارف وتصفيتها كبنك الجمّال او البنك اللبناني الكندي، وكل ذلك كان بتنسيق مباشر مع “رجل اميركا الاول” في لبنان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي كان يتشدد اكثر من الاميركيين في تطبيق القوانين التي ضربت السرية المصرفية وألحقت الاضرار الكبيرة بالاقتصاد والنظام المصرفي في لبنان وساهمت بهجرة الكثير من الرساميل اللبنانية والاجنبية الى الخارج، حتى ان بعض المصادر تتحدث ان جزءا من “لعبة” المصارف وسرقة اموال المودعين كانت بسبب ان النسبة الاكبر من هذه الودائع هي لمودعين من بيئة المقاومة ما سيؤدي حكما الى زيادة الضغط عليها.
-اميركا ومن خلفها “اسرائيل” تلاحق عبر العالم اللبنانيين من بيئة المقاومة وتلاحقهم لاسباب سياسية وغير سياسية وبحجج واهية بهدف زيادة الحصار والضغط على الاهالي والعوائل المؤيدة للمقاومة وحزب الله، ومن الامثلة على ذلك ملاحقة بعض رجال الاعمال اللبنانيين في اميركا وافريقيا وحتى بعض العاملين في دولة الامارات، كما ان اميركا عملت على فرض عقوبات على حلفاء للمقاومة وحزب الله وعلى رأسهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران وباسيل و”المعاون السياسي للرئيس نبيه بري” النائب علي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانونس القيادي في تيار المردة والمقرب من رئيسه سليمان فرنجية.
ولائحة التدخلات والممارسات الامركية تطول…
المصدر: الخنادق
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع