أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان مشكلة الحكومة ليست داخلية، مشيراً الى أننا نناشد الرئيس المكلف سعد الحريري منذ أن كُلّف بأن يؤلّف، وفعلاً اليوم عناصر التأليف باتت متوافرة، ونحن ذلّلنا كل عقبات التشكيل الداخلية وعلى حسابنا. على سعد الحريري تخطّي المشكلات الخارجية حتى نلاقيه”.
وقال باسيل في حديث لموقع “التيار”: “لكن اذا كان كل ما قمنا به غير كاف بالنسبة اليه لتذليل المشكلة الخارجية و”مقرر يعتذر”، فلماذا يقوم بذبح البلد ويسهم في نزيفه أكثر فأكثر؟”، مضيفاً “من واجبنا ان نقول إننا سنقوم بالتغيير والاصلاح ولا نزال حتى اليوم نقول الأمر عينه”.
حديث باسيل كاملاً:
-في حال اعتذر الحريري، ثمة من يقول إن نواب تيار المستقبل ومن يدور في فلكه لن يشاركوا في الاستشارات الملزمة… فهل بات التيار الوطني الحر أمام هذا الأمر مأزوماً؟
اذا فعلاً كانت هذه النيّة “البلد ما بيوقف”، ولا أحد يستطيع أن يشلّ الحياة فيه، الحريري سُمّي في الاستشارات من دون ميثاقية مسيحية ونحن رضينا. واذا هم قرروا كذلك سيُسمّى رئيس حكومة من دونهم.
-هل من الممكن أن يؤدي الحراك الاميركي الفرنسي الى تليين في الموقف السعودي تجاه الحريري؟
هذا المشهد هو أكبر دليل أن مشكلة الحكومة ليست داخلية وهو ردّ على كل القائلين بذلك، ويكفي الجهد الذي تقوم به كل من الولايات المتحدة وفرنسا مع السعودية ليظهر جانب أساسي من مشكلة الحكومة. كنت أتمنى أن نتفق نحن اللبنانيون مع بعضنا من دون تدخل الخارج، الذي من الممكن أن يساعد مادياً و اقتصادياً ولكن لا يجب أن يساعدنا على بعضنا البعض. من المعيب أن لا نتمكن من حل مشاكلنا بين بعضنا وأن نرفض أن نتحاور مع بعضنا.
-البعض يرى في الحراك الاميركي – الفرنسي مقدمة لتدويل الأزمة اللبنانية
لبنان سيبقى قادراً على المقاومة وتأمين مقوّمات حياته، والتدويل جُرّب في لبنان من قبل والقوات الدولية أيضاً، وكل ذلك لا يوصل الى نتيجة من دون إرادة لبنانية داخلية جامعة. هذا ما يخلّصنا، وكل ما هو غير ذلك رهانات ستخسر.
-في حديث سابق لك، قلت إن مشكلة منح الحكومة العتيدة الثقة كانت قد حُلّت، كيف وعلى أي أساس؟
هذا موضوع مع أصحابه والذين تدخلوا يعرفون جيّداً هذا الأمر، وحين يأتي الوقت المناسب سنتحدّث.
-بعض المعنيين في التأليف يقولون إن الحريري لن يعتذر في هذه المرحلة القريبة لأن ذلك يخدمك سياسياً وشعبياً، لكنه قد يعتذر بعد حوالى أربعة أشهر لتتشكّل حكومة تكون مهمتها فقط إنجاز الانتخابات النيابية… ما رأيك؟
نحن لن ننتظر أربعة أشهر حتى نتحرّك! فاذا أردنا أن ننتظر “هوى الرئيس المكلف” نكون نتفرّج على النحر اليومي للبنان أكان في موضوع الأدوية أو المحروقات أو غيرها. نحن نناشده منذ أن كُلّف بأن يؤلّف، وفعلاً اليوم عناصر التأليف باتت متوافرة، ونحن ذلّلنا كل عقبات التشكيل الداخلية وعلى حسابنا. على سعد الحريري تخطّي المشكلات الخارجية حتى نلاقيه، ونحن لن نختار يوماً الخارج على حساب الداخل، ولكن اذا كان كل ما قمنا به غير كاف بالنسبة اليه لتذليل المشكلة الخارجية و”مقرر يعتذر” فلماذا يقوم بذبح البلد ويسهم في نزيفه أكثر فأكثر؟ ومن أراد حرق العهد إنما حرق البلاد بأكملها.
-كيف هي العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط؟
العلاقة عاديّة، وإنشاء لله حين يكون هو جاهزاً لتطويرها نكون نحن جاهزين.
-هل ستزور سوريا؟
هذا تفصيل شكلي، الأهم بالعمق هو أن العلاقة جيّدة ونحن نبحث عن علاقات جيدة للبنان مع الخارج كلّه فكيف اذا كان الامرمع جارته سوريا، وهناك ارتباط معها، فنحن تأثرنا بأزمتها ويمكن أن نستفيد من حلولها، وفي المقابل الأمر سيّان بالنسبة الى سوريا. ما يهمّنا اليوم نقطتان ونحن نعمل عليهما لبنانياً ومع الجانب السوري: 1-عودة النازحين ونحن نعمل على الملف مع السوريين ومع العالم لأنه ما من سبب لعدم تأمين العودة اللازمة للسوريين الى سوريا. ورقة استخدامهم قد سقطت. وانا لا أزال حتى اليوم أراسل وأتحدث مع مسؤولين دوليين لتغيير سياساتهم تجاه ملف النازحين في لبنان عبر تمويل عودتهم الى بلادهم لا عبر تمويل بقائهم في لبنان.
2- موضوع إعادة الإعمار حيث سيكون لبنان مساهماً في هذا الأمر. وأنا أدعو اللبنانيين للعمل جديّاً ليكونوا جاهزين لمرحلة إعادة إعمار سوريا على كافة الأصعدة والمستويات.
-ماذا عن الوفد الروسي الذي زار لبنان والمعلومات التي رافقت هذه الزيارة حيث قيل إن الوفد قدّم عروضاً ضخمة للاقتصاد والكهرباء والبنى التحتية وإعادة إعمار المرفأ، لكنها كلّها قد تطير بسبب الحسابات السياسية لدى بعض الافرقاء؟
-نحن مع استثمار أيّ كان في لبنان ونحن بالسياسة المشرقية نعتبر ان لروسيا دوراً اقتصادياً مهمّاً ونقوم بتشجيع هذا الأمر خصوصاً أنه لم يقدّم أحد للبنان مشاريع متعلّقة بالمصافي كما فعل الروس، وفي ظل الأزمة التي نعيشها تنفيذ هذا العرض يخفّض الفاتورة النفطية كثيراً ويوفّر الكثير على لبنان، ونحن مع الاسراع فيه. أما اذا كان هناك بعض الأفرقاء يريدون عرقلة هذا الأمر لمصالح خارجية كما فعلوا في وقت سابق، فنحن سنواجههم.
-الناس يرزحون تحت وطأة الأزمات، الا تعتبر أن هناك نقمة شعبية على التيار لأنه قدم وعوداً كبيرة لم يستطع أن يحقق منها الكثير؟
من الطبيعي أن تكون هناك نقمة من الناس علينا وعلى كل السياسيين لأن الوضع المعيشي أكثر من صعب، لكن على الناس أن تراجع التاريخ لتعرف من تسبب بهذه الأزمة منذ التسعين، ونحن من واجبنا ان نقول إننا سنقوم بالتغيير والاصلاح ولا نزال حتى اليوم نقول الأمر عينه. في هذا الاطار أعتقد أننا قمنا بأمر بغاية الأهمية وهو أننا فككنا المنظومة الاقتصادية والمالية الموجودة لنستبدلها بأخرى، وعلينا أن نبقى نأمل والا نرضخ للواقع القائم. نعم هذه المنظومة أكبر منا. الا يدل حجمنا بالمجلس النيابي على هذا الأمر؟ وجودنا في مجلس الوزراء والتصويت الذي كنا نخسره في كل المراحل الا يدل على أننا لسنا أكثرية وهناك أكثرية أخرى أقوى؟ هل نمسك بالأمن؟ هل نمسك بالمفاصل المالية كمصرف لبنان ووزارة المال أو ديوان المحاسبة أو غيرها؟ هل نمسك بالقضاء؟ وأكبر دليل على ما أقول هو أن الأموال التي حُوّلت الى الخارج تؤشر الى الجهة التي تتحكم بزمام الأمور المالية في البلاد. نحن الجهة الوحيدة التي تطالب باستعادة الأموال التي حُوّلت الى الخارج، ويكفي كتاب المدعي العام التمييزي الذي يظهر أن الى سويسرا فقط تم تحويل 3.3 مليار دولار خلال عامين. فليتفضّل الحريص على أموال المودعين أن يضع يده بيدنا.
-هل ستؤثر النقمة الشعبية على التيار الوطني الحر في الانتخابات؟
كما قلت إن هذه النقمة ستؤثر على الجميع، وبعض الخارج يراهن على تمويل جماعات وجمعيات… أما أنا فثقتي بالشعب اللبناني تبقى كبيرة أيّاً يكن خياره. وفي ختام هذا الموضوع أقول فليبقَ الذي يعاني من فوبيا الأرقام على حساباته الخاطئة.
-هل قمتم في التيار بمراجعة ذاتية لملف الانتخابات وتحالفاتكم من بعد كل ما حدث خصوصاً بعد احتجاجات 17 تشرين حيث أن الكثير من الذين تحالفتم معهم أصبحوا في مكان آخر؟
نحن نقوم بمراجعة ذاتية بصورة مستمرة. ما من شكّ أن المعيار الذي اعتمدناه في الانتخابات الأخيرة كانت أرقام استطلاعات الرأي مع أفضلية لمرشحي التيار، وهذه المرة سيكون الأمر سيّان. أما النكران والخيانة فهما بطبع بعض صغار السياسة فهم يعتقدون أنهم بقوتهم فازوا بالانتخابات متنكّرين للحاصل الانتخابي الذي منحهم إياه التيار لكن حقيقة هذا الأمر ستظهر في الانتخابات المقبلة. المياه الصافية هي التي تفضح الغطّاس. الخيانة والوفاء طبيعة بشرية لها علاقة بالأخلاق، وهذا الأمر سيحاسب عليه الناس.
-ماذا تقول للهازئين من شعار العهد القوي؟
هو منطق الضعف الذي حاولوا إرساءه، كقوة لبنان بضعفه وقوة الرئيس أن يكون حكماً ولا يقوم بأي فعل، هم يريدون تدمير فكرة أن يصل الى سدّة الرئاسة رئيس قوي بتمثيله الشعبي ومع كتلة نيابية وازنة لقتل دوره. أما نحن فنريد أن نعزز دور رئيس الجمهورية أكان دستورياً أو في القوة الشعبية لأننا نريد التوازن بالرئاسات. وكل ما يؤمن استقراراً سياسياً لا مشكلة لدينا معه أكان في المداورة أو في تطوير النظام، لكن اذا اعتقدوا أنهم يريدون لبنان قوياً مع رئيس ضعيف فهذا لن يحدث.
-بعض الاطراف رأوا في الطلبات الاخيرة للقاضي بيطار استهدافاً سياسياً، فما رأيك؟
نحن مع العمل الذي يقوم به القاضي بيطار لأن فيه جدية واحترافاً ومن الواضح أنه يعالج كل زوايا الملف، ونحن لا نتدخل في عمله، ومستعدون للقيام بكل ما هو مطلوب منا للتسهيل والمساعدة لأننا حريصون على الا يكون هناك أي عرقلة في عمله. أضيف الى ذلك أنه من الضروري أن تكون لدينا معطيات كاملة للملف حتى نعطي رأينا، لأن أسئلة عدة تُطرح حول الشخصيات التي تم الادعاء عليها وعلى أي أساس ومعيار… فلماذا مثلا تم الادعاء على رئيس حكومة حالي وليس السابقين، علماً أنني لا أملك المعطيات الكاملة بهذا الموضوع. وفي كل الاحوال، أستطيع أن أقول إن في الملف 3 طبقات في العقوبة:1-الاهمال الوظيفي حيث أنني لا أعتبر أن المهملين على هذا المستوى كانوا يقصدون القتل وأكيد يجب معاقبتهم بحجم الجرم.
2- قضية النيترات، من إدخالها حتى تخزينها واستعمالها
3-من الذي فجّر وماذا حصل في ذلك اليوم المشؤوم
وأنا كنائب عليه أن يتخذ قراراً في رفع الحصانة أو عدم رفعها عليّ أن أفهم كيف حصل التقصير وعلى من تقع المسؤولية الكبرى. وفي كل الحالات، يمكن أن نسأل عن الادعاء مثلا على قادة أجهزة قدّموا تقاريرهم حول النيترات وهذا ما ينطبق على بدري ضاهر واللواء طوني صليبا واللواء عباس ابراهيم وغيرهم، وفي المقابل يمكن أن نسأل لماذا لم يتم بعد الادعاء على الذين لم يقوموا بواجباتهم لنبني على الشيء مقتضاه. من المهم لنا كنواب أن نأخذ إحاطة كاملة بالموضوع مع تأكيدنا أننا مع رفع الحصانة عن كل من أخطأ، ومع رفع كل غطاء سياسي وكل حماية لكل متورّط، وهذا أمر تلقائي، وفي الوقت نفسه لا يجب أن يكون هناك أي ظلم لكل من قام بواجباته.
-رسائل الى شباب لبنان… وجمهور التيار ماذا تقول لمن يحرض بعض الشباب على “شيطنة” جبران باسيل؟
أنا معجب بحماس الشباب ومع أن يحوّلوه لخير لبنان وليس لأي اتجاه فيه شر. وللمضَلَّلين منهم اقول ان الأيام ستثبت قدر التشويش الذي يتعرضون له، ومع الوقت سيعرفون كم كانت لديهم مواقف غير مبنية على الحقيقة. اذا أراد الشباب أن يبنوا مستقبلا لهم في لبنان عليهم الا يحيّدوا الفاسدين ويهاجموا “الأوادم”. ففي الحرب ثمة من أسس ميليشيات دمرت لبنان، ودخلت بعدها في السلم الى الدولة ودمرتها، واليوم هم أنفسهم يتغلغلون في عقول الشباب ويدمّرون مستقبلهم.
-في الختام، ماذا تقول لجمهور التيار الوطني الحر؟
صحيح أن جمهور التيار الوطني الحر تعرّض في المرحلة القريبة السابقة لأزمة كبيرة تحمّل على أثرها التنمّر والضغوطات، لكن التيار تعرّض لضغوطات أكبر بكثير في مراحل سابقة كالسجن والضرب والعنف من الداخل والخارج وقد صمد. اليوم المرحلة صعبة لأنها تطاول أدنى متطلبات الناس اليومية، يريدون أن يكسرونا اقتصادياً لأنهم لم يقدروا أن يكسرونا لا عسكرياً ولا سياسياً. أقول لجمهور التيار لا تفقدوا ايمانكم ولا تفقدوا ثقتكم فينا وبما نقوم به وسننتصر من جديد… أنتم لا عمولة بين يديكم ولا عمالة على ضميركم.”إنتو بتهتّوا الكل وما في حدا يهتّكن، أوعا تخلّوا حدا يكسر عليكن بوطنيتكن وبآدميّتكن، وبالآخر الكل رح ينكسروا بالحق قدامكن”.