كشف بحث جديد عن أن نحو ثلث دبلوماسيي وزارة الخارجية الأميركية وموظفي الدعم المحترفين يفكرون في ترك الوزارة، ويبحثون بنشاط عن وظائف جديدة، وهذا يشير، كما ذكر تقرير حصري لمجلة “فورين بوليسي” ، إلى “أزمة معنويات وإدارة” داخل السلك الدبلوماسي الأميركي.
وكانت الدراسة، التي أجراها فريق من طلبة الدراسات العليا في كلية كينيدي الحكومية بجامعة هارفارد وأصدرها معهد دراسات الدبلوماسية بجامعة جورج تاون يوم الجمعة، قد استطلعت رأي نحو 3 آلاف من مسؤولي واختصاصيي السلك الدبلوماسي، ووجدت أن معدل التناقص كان أعلى من توقع وزارة الخارجية، إذ بلغ نحو ضعف عدد الموظفين الذين تركوا الوزارة في عام 2016.
وذكرت المجلة الأميركية أن هذه الدراسة تأتي بعد 4 سنوات من التحذيرات من دبلوماسيين حاليين وسابقين بشأن انخفاض الروح المعنوية ومزاعم بتفشي سوء الإدارة في وزارة الخارجية في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ولكن الدراسة توضح أيضا أن المشكلات في الوزارة تتجاوز حقبة ترامب، مشيرة إلى مشاكل الإدارة المنهجية التي ستعيق قدرتها على توظيف المواهب والاحتفاظ بها.
وألمحت المجلة إلى أن المعنويات في الوزارة تراجعت خلال إدارة ترامب إذ تركت المناصب العليا فارغة أشهرا أو حتى سنوات، وأجبر دبلوماسيون مخضرمون على ترك وظائفهم وانجرفت الوزارة إلى معارك حزبية ساخنة، وسط محاكمة ترامب الأولى التي تركزت على حجب المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وبين عامي 2017 و2020 غادر نحو ربع كبار مسؤولي السلك الدبلوماسي، بما في ذلك 60 من السفراء المهنيين، وهي أعلى رتبة يمكن تحقيقها في السلك الدبلوماسي.
ويقول نحو 20% من السلك الدبلوماسي إن أهم المخاوف التي تدفع الناس إلى المغادرة كانت مرتبطة بأسرهم ومهامهم وترقياتهم وتحيزهم.
ومن بين الدوافع المتصورة للتناقص صنفت الدراسة التحيز ضمن الخمسة الأوائل، وأما لدى المسؤولين الأميركيين من أصل أفريقي والهنود الأميركيين، فقد احتل التحيز المرتبة الثانية كأهم محرك لتناقص مسؤولي السلك الدبلوماسي.