تتبع معظم الوظائف الحيوية التي تحدث في العقل والجسم بما فى ذلك النوم والاستيقاظ الإيقاعات الطبيعية، فغالباً نشعر بالنشاط والنعاس في نفس الأوقات كل يوم بفضل إيقاع الساعة البيولوجية للجسم،
الساعة البيولوجية هي دورة تتكون من 24 ساعة، وهي التي تتأثر بالنور والظلام اللذان يلعبان دورًا رئيسًا في خلق الشعور بالنعاس أو اليقظة فعندما يعم الظلام، ترسل العين إشارة إلى المخ أن الوقت قد حان ليشعر الجسم بالتعب، فيرسل المخ بدوره إشارة إلى الجسم لإطلاق الميلاتونين الذي يجعل الجسم متعبا، ولذلك يتزامن إيقاع الساعة البيولوجية مع دورة النهار والليل، وعلى هذا الأساس ننام ليلاً ونستيقظ صباحاً إن الساعة البيولوجية عادةً ما تتحكم بوظائف الجسم الآتية:
النوم واليقظة.درجة حرارة الجسم.التوازن في مستويات ونسب السوائل في الجسم.وظائف جسمانية أخرى، مثل: الشعور بالجوع.
في بعض الأحيان تتسبب بعض العوامل فى اضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية منها:
العمل بنظام الورديات الحمل اختلاف التوقيت بسبب السفر الأدوية تغييرات في الروتين اليومي مثل البقاء حتى وقت متأخر دون نوم المشاكل الطبية بما في ذلك مرض الزهايمر أو مرض شلل الرعاش الأمراض العقلية
تعزى اضطرابات النوم عادة لهرمون الميلاتونين (Melatonin) الذي يساعد الشخص على النوم، ويؤثر النور والظلام على إفراز هذا الهرمون، كما أن معظم ما يتم إفرازه من هذا الهرمون يتم ليلًا بينما يقلل حضور أشعة الشمس في النهار من إنتاجه في الجسم.
إن الإيقاع اليومي لإنتاج الميلاتونين تُحركه الساعة البيولوجية الرئيسية للجسم، هذه الساعة موجودة في منطقة من الدماغ، ويُعبر عنها سلسلة من الجينات تتذبذب باستمرار طوال اليوم، تتم مزامنة هذه الساعة مع إيقاع الشمس.
عن طريق إدخال الضوء من العينين، فإن هذه الساعة المُتصلة بالغدة الصنوبرية عبر مسار معقد في الجهاز العصبي، والذي يمر عبر مناطق مختلفة من الدماغ إلى الحبل الشوكي ثم يصل أخيراً إلى الغدة الصنوبرية، ويتوقف إنتاج الميلاتونين عن طريق إرسال رسائل مُثبطة إلى الغدة الصنوبرية.
وفي الليل، تكون الساعة البيولوجية أقل نشاطاً، ويتم تقليل التثبيط الذي يحدث خلال اليوم مما ينتج عنه زيادة إنتاج الميلاتونين بواسطة الغدة الصنوبرية، فالضوء هو مُنظم مهم لإنتاج الميلاتونين.
يختلف جدول إنتاج الميلاتونين، كما سبق الذكر، وفقاً للضوء، يقوم بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم بتناول حبوب الميلاتونين لمساعدتهم في الحصول على قسط من الراحة، ويحذر الخبراء من أن المستخدمين يجب أن يكونوا حريصين على مراقبة حجم الجرعات وتوقيتها حتى لا يقوموا بالقضاء على ساعاتهم البيولوجية الطبيعية.
إذا كنت ممن يعملون ليلًا باستخدام مصادر إضاءة اصطناعية قد يقوم جسمك بإفراز كميات قليلة من الميلاتونين، كما يتمتع بعض الأشخاص بنمط ساعة بيولوجية مختلف عن أغلبية الناس، وهؤلاء هم في العادة إما أشخاص يخلدون للنوم مبكرًا جدًا أو أشخاص لا يستطيعون النوم إلا في وقت متأخر جدًا.
جميع الكائنات حية تعتمد على ساعاتها البيولوجية
تعتمد الدببة على إيقاعات الساعة البيولوجية الموسمية لتخبرها عن موعد السبات لفصل الشتاء، وكذلك موعد الخروج من أماكن اختبائها، لدى الثدييات الأخرى أيضاً ساعات للجسم تُملي عليها إيقاعات مُعينة عندما ترتفع الشمس في الصباح وعندما تغرب مساء.
وبالمثل تطير الطيور جنوباً لفصل الشتاء بناء على إيقاعات الساعة البيولوجية، والتي تتكيف مع التغيرات في درجات الحرارة وتناقص كمية ضوء الشمس يومياً.
ليس فقط الثدييات التي تحتفظ بالوقت بشكل طبيعي وتعتمد على ساعاتها البيولوجية، ولكن أيضاً الإيقاعات الداخلية تدفع النباتات إلى فتح أوراقها عند الفجر وإغلاقها ليلاً، كما أنها تحدد متى تتفتح الزهور موسمياً
تحكي الأسطورة أن مشاجرةً وقعت بين الريح والشمس والمطر والنوم لمعرفة مَن منهم الأقوى، واتفق الأربعة على أن يكون مقياس “الأكثر قوة” من نصيب مَن ينجح في إجبار رجل صادفوه مارًّا أمامهم على التخلي عن رغيف خبز كان يحمله في يده.
أرادت الريح خطف الرغيف من الرجل باستخدام قوة عصفها، لكن الرجل أمسك به بقوة، وحاول المطر استهداف الرغيف عن طريق قطرات الماء، لكن الرجل أخفاه بين طيات ملابسه، ولم تنجح أشعة الشمس الحارقة في إجباره على التخلي عن رغيف الخبز، لكن عندما داعب النوم جفونه، أفلت منه الرغيف بسهولة ليتوج “النوم” “سلطانًا” تنحني أمامه هامات الجميع.
واستهدف الباحثون دراسة العلاقة بين النوم السيئ وتراكُم لويحات أميلويد، التي يُعَدُّ تراكمها أحد المؤشرات على ظهور مرض ألزهايمر والخرف؛ إذ تتراكم بكميات كبيرة في المخ وتدمر الخلايا العصبية بشكل تدريجي وتقطع اتصالاتها بنظيراتها المجاورة، وتكون أعداد هذه اللويحات أكبر في الحالات الحادة للإصابة بـ”ألزهايمر”؛ ففي حال لم يتم تخلص الدماغ من الأميلويد بيتا، فإنه يتراكم في شكل لويحات تدمّر نقاط الاشتباك العصبي التي تصل بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور في القدرات المعرفية للمريض وفقدانه الذاكرة.
من المعروف أن من من 6 صباحًا إلى 9 صباحًا ، يقطع الضوء إفراز الميلاتونين (هرمون النوم) ويزيد هرمون التستوستيرون ، ولهذا يبدأ الجسم في الاستيقاظ. يُنصح بممارسة النشاط البدني المعتدل ولكن غير المكثف ، لأن أجسامنا ليست مستعدة بنسبة 100٪.
من من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 12 ظهرًا ، جسدنا في الأداء الجسدي والفكري الكامل. من الظهر إلى ما بعد الأكل ، يدخل الجسم في مرحلة أكثر استرخاء بسبب نشاط المعدة ، مما يقلل من قدرتنا ومستوى انتباهنا.
في 5: 00 مساءً يحدث تغيير جديد ، يصل إلى ذروة جديدة في الإنتاجية الفكرية والنشاط البدني. إنه وقت جيد لممارسة الرياضة. من هذه اللحظة ، يستعد جسمنا لتناول العشاء وللمرحلة السابقة للراحة. الالساعات الأولى من النوم هي المفتاح لتجديد الجسم والتخلص من السموم . الساعات التي تسبق الاستيقاظ هي للشفاء.
تعمل الساعة البيولوجية بشكل أفضل عند وجود عادات للنوم منتظمة كالذهاب إلى الفراش ليلا والاستيقاظ صباحاً في نفس الأوقات يوميا بما في ذلك عطلة نهاية الاسبوع
تظهر على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الساعة البيولوجية بعض الأعراض الآتية:
صعوبة بدء النوم النعاس أثناء النهار تركيز ضعيف صعوبة في الحفاظ على النوم ضعف في الأداء، بما في ذلك انخفاض في المهارات المعرفية صعوبة استعادة النوم الصداع مشاكل بالجهاز الهضمي
تكون الرعاية الطبية ضرورية إذا استمرت قلة النوم لأكثر من شهر مصحوبة بواحد أو أكثر من الأعراض التالية:
تركيز ضعيف النسيان النعاس المفرط أثناء النهار صعوبة النوم النوم غير المنعش الشخير
قد تشمل بعض طرق العلاج تغييرات نمط الحياة، والذي يمكن القيام به بسهولة في المنزل، ومن ناحية أخرى، يوجد طرق علاج أخرى تتطلب إشراف دكتور مختص
ملك الموسوي