دموع الأسمر-الديار
تفلت أمني وانتشار للأسلحة الخفيفة بين المواطنين واشكالات متنقلة
دخل اللبنانيون في الايام الاخيرة ابواب جهنم بعد ارتفاع حرارة الطقس اللاهبة، وارتفاع اسعار البنزين والغاز والمازوت، وبات راتب اللبنانيين يكفي لشراء تنكة بنزين و ٥ امبير كهرباء اشتراك.
يوم امس انتشرت اخبار في المدينة تتحدث عن حالة غليان في احياء عديدة بعد فرض رسوم جديدة على مولدات الكهرباء، فبات المواطن بين خيارين امرهما صعب، اما الدفع او القطع.
كان المواطنون على أمل ان تتحسن الكهرباء الى درجة التخلص من دفع فاتورتين، فاتورة الدولة وفاتورة الاشتراك، لكن ما حصل ان المواطنين وما يجري معهم من اذلال بسبب ارتفاع اسعار الاشتراك، يتجهون الى العصيان وعدم دفع فواتير الدولة، وخصوصا ان التقنين يزداد يوما بعد يوم حتى اصبحت ساعتين من ٢٤ ساعة.
ويوم امس وضعت تسعيرة جديدة للقهوة والدخان حتى بات المواطن لا يستطيع أن ينظر الى هاتين المادتين الا بعين الاسى بعد أن صارت للترف والمقتدرين، وارتفعت اسعار المياه المعدنية الى ثلاثة اضعاف، وكذلك الخبز واللحمة والدجاج اما السمك فاصبح تناوله للاغنياء فقط.
في لبنان، هذا البلد الذي يعيش على وقع ازمات سياسية متراكمة ، سياسيوه يتناحرون على ما تبقى فيه وبات الشعب في واد والمسؤولون في واد اخر، الشعب يسعى الى تأمين قوت عائلته، والمسؤولون يلهثون وراء رمي العصي والدواليب امام كل المبادرات لاغراق البلاد والعباد في اتون الحرمان والظلم والقهر.
فمنذ ايام تشهد شوارع عديدة في طرابلس حالات عصيان وتذمر من الواقع المرير الذي تغرق فيه المدينة حيث لا دواء ولا كهرباء ولا ماء ولا عمل للشباب ولا مستشفيات تفتح ابوابها قبل دفع الاموال بالملايين، فأي ظلم سيواجه اللبناني خلال الايام القادمة الا المزيد من تفاقم الاسعار، وربما لا يكفي الراتب لتسديد ثمن خمسة امبير لذلك فان ابسط مقومات الحياة من كهرباء وماء باتت مفقودة وسط تجاذبات لا تنتهي بين الطبقة السياسية المسؤولة عن الامن الاجتماعي والاقتصادي والراعية لمهام حفظ الامن والاستقرار وتوفير حياة رائدة لمواطنيهم، بينما ما يجري على الارض عكس ذلك، ورغم التحذيرات من دول عديدة ودعوتهم للاسراع في تشكيل الحكومة علها تبدأ بعملية انقاذ لكن على ما يبدو ان البلاد تتجه الى حالة فلتان امنية لن تحمد عقباها، وخصوصًا ان مصادر عديدة تؤكد انتشار السلاح بين المواطنين بشكل لافت، وعند وقوع اي اشكال فان استعمال السلاح بات يشكل تهديدا للسلم الاهلي، وهذا ما يحصل يوميا وفي كل ليلة الامر الذي استدعى انتشارا جديدا للجيش اللبناني ونالت طرابلس اهتمام قيادة الجيش حيث زار المدينة قائد الجيش العماد جوزيف عون للاشراف على أمن وسلامة المدينة نظرا لحساسية الوضع الطرابلسي وخطورته.