أطلقت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل تقريراً بعنوان “الأمم المتحدة.. تواطؤ مع العدوان وشريك في قتل الأطفال”.
تناول التقرير صمت الأمم المتحدة إزاء الوضع الإنساني المتردي في اليمن بفعل الغارات الوحشية على المدنيين وخاصة الأطفال، والحصار المفروض عليهم من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تقف موقف المتفرج على الانتهاكات المرتكبة بحق الطفولة على مدى سبع سنوات، وغضها الطرف عن كل ما يرتكبه التحالف من مجازر بشعة راح ضحيتها الآلاف من الأطفال.
ولفت التقرير إلى أن الأمم المتحدة لم تصدر قرارا واحدا لفك الحصار المفروض على اليمن برا وبحرا وجوا، والذي نتجت عنه آثار كارثية في كافة القطاعات سواء الاقتصادية أو الصحية وغيرها.
كما ناقش التقرير موقف الأمم المتحدة المخزي والذي تعرت فيه من الإنسانية حين قامت بشطب تحالف العدوان ولأكثر من مرة من اللائحة السوداء لقتلة الأطفال، متعللة تارة بأنها تعرضت لضغوط من الدول الكبرى بقطع الدعم عنها، وتارة أخرى بأن تحالف العدوان عمل على خفض عدد القتلى من الأطفال، وكلها أعذار واهية، مؤكداً أن الأمم المتحدة لا تراعي إلا مصالحها ومصالح الدول الكبرى.
وتطرق إلى ردود الأفعال المناهضة لما تقوم به الأمم المتحدة من قبل بعض المنظمات الدولية كمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
ووثق التقرير الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين وخاصة الأطفال ، مبيناً أن العدوان تسبب في مقتل ثلاثة آلاف و816 طفلاً، وجرح أربعة آلاف و 149 آخرين حتى نهاية يونيو 2021م.
وأشار إلى الآثار الكارثية جراء استهداف العدوان للقطاع الصحي وفرضه حصارا على سفن المشتقات النفطية والغذاء والدواء، مبيناً أن الحصار تسبب في تهديد أكثر من 1500 مستشفى ومركز صحي و400 بنك دم ومختبر بالتوقف ومعها حياة الآلاف مهددة بالموت، وأن 200 طفل مولود يوميا مهددون بالموت بسبب إغلاق الحضانات نتيجة شح الوقود، كما أنه يموت 100 ألف طفل من حديثي الولادة بمعدل 6 أطفال كل ساعتين بسبب الحصار، ويولد سنويا حوالي مليون طفل ولا يوجد سوى 200 حضانة.
وحسب التقرير يوجد أكثر من خمسة آلاف و 200 مريض بالفشل الكلوي بينهم أطفال حياتهم مهددة بالموت بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية، وقرابة 200 ألف مريض بالسكري بينهم أطفال يحتاجون إلى الأنسولين الذي يحتاج للتبريد المناسب في ظل مؤشرات حادة بقرب توقف أجهزة تبريدها.
وذكر أن إغلاق مطار صنعاء أدى إلى خسائر بلغت 150 مليون دولار، وتسبب في وفاة أكثر من 80 ألف مريض بينهم أطفال كانوا بحاجة ماسة لتلقي العلاج في الخارج، ولا يزال أكثر من 450 ألف مريض بحاجة للسفر للخارج منها أكثر من 65 حالة مرضية بالسرطان وأكثر من 12 ألف مريض بالفشل الكلوي وبحاجة إلى عمليات زراعة الكلى بصورة عاجلة، كما أن انعدام الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية تهدد حياة أكثر من مليون مريض.
وأفاد التقرير بوجود أكثر من ثلاثة آلاف حالة تشوه خلقي، وأكثر من ثلاثة آلاف مريض يعانون من تشوهات قلبية بينهم أطفال بحاجة إلى العلاج في الخارج.
وقد أدى حصار العدوان إلى انتشار الأوبئة وأمراض سوء التغذية بين الأطفال، مبيناً أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، وأكثر من 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الوخيم، كما أن عدد الأطفال دون سن الخامسة والمصابون بسوء التغذية بلغ قرابة مليوني طفل بينهم 400 طفل بحالة حرجة و12 ألف طفل توفوا.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية و500 يعانون من فشل كبد بائي، وأكثر من ثلاثة آلاف طفل بحاجة لعملية قلب مفتوح لاستبدال صمامات في ظل الحصار الذي يمنع دخول صمام واحد إلى اليمن.
وتسبب العدوان في انتشار أمراض كالكوليرا والإسهالات والدفتيريا وحمى الضنك والحصبة والملاريا والأمراض التنفسية المختلفة والسرطان وغيرها من الأمراض، والتي زادت حدتها نتيجة ممارسات دول تحالف العدوان واستخدامها للأسلحة والقنابل المحرمة دولياً وغيرها من الوسائل التي ساهمت في انتشار الأمراض.
وتحدث التقرير عن بعض فضائح الأمم المتحدة وتقديمها مساعدات من الأدوية والأغذية منتهية الصلاحية، ورفضت سفر بعض الأطفال الذين كانوا بحاجة ماسة لتلقي العلاج في الخارج على متن طائرتها الخاصة.
ورصد التقرير أبرز الجرائم بحق الطفولة في اليمن والتي راح ضحيتها الآلاف كجريمة حافلة ضحيان، ومدرسة الفلاح، ومدرسة الراعي، وعرس بني قيس، وجمعة بن فاضل وعرس سنبان.
وأوضحت رئيسة المنظمة سمية الطائفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن إطلاق التقرير يأتي لتعرية موقف الأمم المتحدة أمام ما ارتكبه تحالف العدوان من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب اليمني ووقوفها الى جانب المجرم وتجريم الضحيه وآخرها قرار تصنيف الشعب اليمن ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال ..
وأشارت إلى أن التقرير وثّق نماذج من جرائم العدوان بحق الأطفال والمعاناة الإنسانية جراء ممارساته الإجرامية بحق الشعب اليمني وتدميره البنية التحتية ومقدرات البلاد وإغلاق المطارات والموانئ.
ودعت الطائفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة للاضطلاع بالمسئولية وتجريم المجرم وإيقاف العدوان ورفع الحصار والضغط على دول العدوان للسماح بدخول سفن المشتقات النفطية وعدم التعرض لها مستقبلاً.
المصدر: منظمة انتصاف