واشنطن وباريس.. التسوية وفق قواعدنا


علي منتش -لبنان24

لم تعد الحلول التي تطرح او التي تفعّل لانقاذ قطاع ما تصمد لاكثر من اسبوع، هذا حصل في الكهرباء التي عاد الحديث عن انقطاعها النهائي خلال ايام، وهذا ما سيحصل مع المحروقات التي لم تحل ازمتها بل تفاقمت بالرغم من رفع اسعارها.

قد يكون الواقع الاقتصادي في لبنان خرج عن السيطرة، وقد يتفاقم الى حدود غير مسبوقة ويهدد شكل الدولة وتماسكها وحتى اصل النظام، وهذا ما يشكل قلقاً للقوى الاقليمية والدولية التي لا ترغب ابدا بسقوط الهيكل من دون بدائل ولا تريد ابدا تغيير النطام اللبناني بنظام اخر يكون مناسبا اكثر لـ”حزب الله”.

لكن بالتوازي مع الاهتمام الاميركي العام بلبنان، الا ان واشنطن ترى ان اولوياتها في المنطقة في مكان اخر، بالرغم من الاصوات الداخلية التي تتحدث عن ضرورة الانخراط اكثر في الازمة اللبنانية لضبطها ومنع تفلتها.

لاءات واشنطن واضحة، لا للفوضى ولا للانهيار الذي لا قيام بعده، لكن مع استمرار سياسة الضغط الكبرى، اذ ان الاميركيين يرغبون في استثمار كل ما حصل في السنوات الماضية في السياسة، ويعتبرون انه اذا لم تحصل تسوية تضمن تبدلا في موازين القوى داخل السلطة اللبنانية فلا داعي للتسوية. واذا كان هناك من ضرورة لمعالجات موضعية، مثل منع الانقطاع النهائي للكهرباء، او منع تضرر الجيش الى حد كبير، او المحافظة على خدمة الانترنت، فلتحصل، ولكن غير ذلك لا شيء مسموحا.
ترغب واشنطن بإعطاء المزيد من الدعم للفرنسيين الذين فشلوا حتى اللحظة في اثبات قوتهم وقدرتهم على التأثير في الساحة اللبنانية، لذلك كان الاجتماع الثلاثي الذي ضم ايضا السعودية، على اعتبار ان وجود الرياض سيساهم في اعطاء غطاء اقليمي للفرنسيين لفرض تسوية ما.

كل ذلك ضمن سياق كامل من التعقيدات الاقليمية ومن التسويات التي لم تنضج، لتصبح واشنطن بشكل اساسي امام معضلة القدرة على ضبط الانهيار او القبول بتسوية تحافظ على الوضع السياسي القائم…

Exit mobile version