مصباح العلي -لبنان24
منذ فترة غير بعيدة، تبدي السلطات الروسية اهتماما بالشأن اللبناني تجلى اكثر فاكثر بالوفود السياسية التي تقاطرت إلى موسكو انطلاقا من حزب الله ما جعل دورها يتخذ الطابع التوجيهي وطرح الأفكار والمبادرات ويتخطى الدور المعهود للديبلوماسية الروسية في الشرق الأوسط.
في هذا المجال، يؤكد ” أصدقاء” روسيا في لبنان بأنها لم تقلع عن سياستها التقليدية حيث تعتبر لبنان بوابة عبور لفهم تناقضات المنطقة وصراعاتها، كما تبدلاتها الحادة، ويعيدون التذكير بحقبة ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت سفارة بيروت تعتبر مركز ثقل القطب السوفياتي في ارجاء العالم العربي.
المستجد، هو الدور المباشر الذي تضطلع به روسيا في الازمة السورية والذي يحتم الارتباط العضوي مع لبنان خصوصا بما يتعلق بقضايا جوهرية على غرار قضية النزوح السوري، والتي تشكل تقاطعا عابرا للحدود صوب مصالح حيوية إقليميا ودوليا، وما زاد من أهمية الدور الروسي القدرة على الحوار مع مختلف الأطراف دفعة واحدة و هي ميزة تفتقر لها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الاوروبي.
هذا الجانب، لا يحجب بطبيعة الأحوال الرغبة في دخول الشركات الروسية على خط المشاريع الاقتصادية والمتصلة حكما في إعادة اعمار سوريا، والملفت ان الجانب الروسي قارب ملف تنقيب لبنان عن ثرواته الطبيعية بحذر شديد، فقد تعاطت الشركات الروسية على حذر و أبدت اهتماما من بعيد رغم كونها رائدة في مجال استخراج النفط والغاز. ويقول مطلعون بأن موسكو تقارب الموضوع من زاوية المصالح المتشابكة مع تركيا وعدد من الدول الاوروبية.
كل ذلك، لا يحجب الانخراط الروسي في عمق القضايا اللبنانية الشائكة ، لكن في الوقت نفسه، يؤكد مصدر ديبلوماسي أوروبي بأن الروس محكومون بضوابط أميركية صارمة لا تتيح هوامش كبرى للتحرك على غرار ما يجري في سوريا وليبيا وحتى مصر حيث يشهد الحضور الروسي تطورا لافتا.
و يدلل المصدر عينه بأن الإدارة الأميركية الجديدة تتعاطى بجدية فائقة مع الشأن اللبناني ، وهي تتولي، وبشكل علني رعاية المؤسسة العسكرية كما الإشراف المباشر على المفاوضات البحرية الدائرة بين لبنان وإسرائيل. وتدل كل المؤشرات عن استعادة أميركا في الاونة الاخيرة الإشراف المباشر على الملف اللبناني ، وإنما ضمن نهج جديد قائم على التنسيق مع أطراف أخرى أبرزها فرنسا بالدرجة الأولى ثم روسيا والدول العربية المؤثرة.