طرابلس : تدهور امني واجتماعي يُنذر بالأسوأ
دموع الأسمر-الديار
قطع طرقات.. واقفال «بالقوة».. وتفلّت أمني
كل ما كان يحكى عن انفجار اجتماعي في احياء طرابلس الشعبية لم يعط اي اهمية.. ورغم التفلت الامني الذي عاشته المدينة منذ ايام على خلفية ازمة البنزين والمازوت استمرت القوى الامنية ملتزمة بالصمت، لكن بعد ورود اخبار عن وفاة طفلة تعاني من حالة الربو بسبب انقطاع التيار الكهربائي تأزمت حالتها وفارقت الحياة ، وبين من يؤكد الخبر وينفيه انفجر الوضع في احياء التبانة وادى الى خروج عدد كبير من المسلحين الى الشوارع ، وشهدت احياء التبانة انفلاتا جراء اطلاق الرصاص ادى الى حالة هلع وقلق وفوضى.
بعد انتشار الخبر المغلوط عن وفاة الطفلة توترت الاوضاع في منطقة التبانة والاسواق والنجمة والبرانية وساحة النور فعمد اصحاب المحلات والمؤسسات الى اقفال ابوابهم خصوصا بعد تبلغهم باخبار تؤكد ان مجموعات غاضبة تجول في الشوارع وتطالب كل المحلات بالاقفال.
كذلك كان لمنطقة الضم والفرز حصة من الغضب حيث وجه عدد من الغاضبين رسالة اكدوا فيها ان هذه المنطقة تعيش بكوكب لا يمت الى واقع الاحياء الشعبية بصلة ، وهددوا باحراق كل المطاعم والمقاهي في حال عدم الامتثال.
واعتبرت اوساط طرابلسية ان هذه التهديدات دليل على ان المدينة تعيش في حالة فوضى عارمة والخوف في حال عجز الجيش اللبناني من ضبط الاوضاع.
ما جرى يوم امس في شوارع طرابلس يؤكد ان الانفجار الاجتماعي وقع ولا عودة الى الوراء، وغياب كافة القوى السياسية الطرابلسية يزيد من ارتفاع وتيرة الغضب لكن ما اعلن عنه النائب فيصل كرامي من تأمين كميات ليست قليلة لاصحاب المولدات والتزام اصحابها بتشغيل الكهرباء يمكن ان يخفف من وتيرة غضب المواطنين لكن هذه الكميات تكفي ساعات قليلة.
لكن من بين المواطنين الذين خرجوا في الامس من منازلهم اطفال شاركوا بالاحتجاجات وكان لافتا ما عبروا عنه من فقدان الطعام في منازلهم واكدوا ان عائلاتهم لا تشتري اللحوم والدجاج وان طعامهم اليومي هو البرغل والارز وغيرهم اكد ان ما يجري ليس سوى معاقبة الناس لانها خرجت من منازلها وواجهت المسؤولين بفسادهم وهم اليوم يدفعون الثمن.
ثم انطلقت من احياء التبانة مسيرات حاشدة شارك فيها الكبار والصغار تعبيرا عما الت اليه الاوضاع وهتفوا ضد المنظومة السياسية المسؤولة عن تفلت الاسعار وفقدان الدواء والطبابة والكهرباء عن المنازل. ثم خرجت مسيرات غاضبة في احياء القبة والاسواق والسويقة وغيرها وكان لافتا مشاركة واسعة من هيئات شعبية ومخاتير واكدوا ان المدينة اصبحت في مواجهة يومية ولن يغادروا الشارع قبل توفير مقومات الحياة ولن يسمحوا للاسواق والمحلات التجارية والمطاعم وغيرها من العودة الى العمل قبل عودة الكهرباء الى المنازل.
ونزل عشرات الشبان في منطقة جبل محسن واعلنوا العصيان والتضامن مع اهالي التبانة الغاضبين واكدوا انهم يتشاركون مع الجميع بالمعاناة.
ووجه الشيخ نبيل رحيم رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اكد فيها ان انقطاع الكهرباء ادى الى وفاة طفلة في التبانة فطالب اهالي التبانة التروي والهدوء وعدم قطع الطرقات واطلاق الرصاص لان الطفل مات ولن يعود والمدينة تعيش أسوأ ازمة من بطالة وسرقات وانهيار مؤسسات واكد ان اقفال الطرقات واحراق الدواليب وتكسير المحلات لن يخفض الدولار والاسعار واوضح ان الامل مقطوع من السياسيين بمد يدهم الى هذه المدينة لذلك المطلوب من الاغنياء الاسراع بالمساعدة لان الامور تتفاقم بشكل خطير.