رفع درجة الاستنفار الامني والحزبي… والمقاومة على جهوزيتها
علي ضاحي-الديار
على غرار الاوضاع الامنية والاقتصادية والمعيشية الملتهبة على وقع فلتان سعر صرف الدولار وانقطاع البنزين والمازوت والكهرباء بفرعيها «كهرباء لبنان» والمولدات، يعيش البلد أزمة حكم ونظام وسياسة وعقم في تأليف حكومة جديدة، لكن البلد لم ينته بعد، والانفجار الشامل والذي لاعودة عنه لم يحصل، والحرب لم تقع بعد.
وينطلق مرجع كبير في 8 آذار خلال جلسة خاصة، وفق ما ينقل عنه زواره، من هذا السرد ليقول: صحيح ان الوضع صعب وخانق، لكن لا يجب ان نقطع الامل وان نيئس الناس، وان نستسلم لرغبة الخارج بشد الخناق وارتهان الداخل الى هذا الخارج، لان الخارج استفاد من سوء امانة وادارة بعض «اللصوص» في الداخل والفاسدين وسارقي المال العام ومبددي اموال الودائع.
ويكشف المرجع وبعد سلسلة من الاتصالات في الساعات الماضية، انه لم يشعر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع «الراية البيضاء» وسيستسلم للتعطيل وينهي مبادرته، وانه ماض فيها، كما لم يتبلغ جديداً بخصوص الرئيس المكلف سعد الحريري والعائد امس الاول الى بيروت او انه يتجه الى الاعتذار كما تردد في بعض الكواليس، وان هناك إجماعاً سنياً ومغطى من دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين على رفض اعتذاره عن تأليف الحكومة، ولن يكون هناك تغطية لأي خيار سني آخر!
ويؤكد المرجع ان لقاءاته بالسفراء، تتركز على الوضع الامني والمعيشي، ويسأل السفراء عن خيارات حزب الله السياسية والامنية، ويبدي الاوروبيون والفرنسيون تحديداً حماسة لاجراء الانتخابات النيابية، ولم يسمع المرجع منهم اي كلام عن حكومة طوارىء او حكومة انتخابات، وان التركيز عندهم على الوضع الامني والمعيشي ومدى قدرة الجيش والقوى الامنية على ضبط اي انفلات في الشارع.
ويشير زوار المرجع المذكور الى ان ليس لديه معطيات حاسمة عن حرب اميركية و»اسرائيلية» على لبنان، وان التوجه الاميركي ورغم الضربات الجوية في المنطقة وبين سوريا والعراق اخيراً ، هو لشن حروب او فتح جبهات، بقدر ما هو للملمة واحتواء الاوضاع في المنطقة، وتأتي الضربات لتأكيد ان الاميركي موجود في سوريا والعراق، ولن يسمح باستهدافه عسكرياً ويحاول وضع خطوط حمراء بالدم والقصف.
كما يؤكد هؤلاء الزوار ان الحديث عن اغتيالات داخلية لشخصيات في محور المقاومة و8 آذار، ولا سيما من قيادات حزب الله والمقاومة العسكرية والامنية،هو من باب التحليل والتحسب، وليس هناك من معطيات حازمة وجازمة، رغم ان الاغتيالات واردة في اي لحظة ويمكن ان تحصل بنسبة اكبر عندما يكون هناك قلاقل وازمات سياسية وامنية واقتصادية، وبالعودة الى الماضي تقول القاعدة ان عندما «تُسّكر» في السياسة، تفتح بالامن والعسكر اي، ربما يكون هناك مناوشات عسكرية او تطورات امنية او تفجيرات او اغتيالات محدودة لمزيد من الخوف والارباك والفوضى!
في المقابل، يكشف هؤلاء الزوار المنتمون الى تحالف «الثنائي الشيعي» و8 آذار، ان قيادات الصف الاول في هذا التحالف ولا سيما المقاومة، رفعت من مستوى تدابيرها الاحترازية بالاضافة الى استنفارها العادي اي الجهوزية الدائمة، والتي ترتفع او تنخفض حسب تقديرات القيادة الميدانية، وعززت الاجراءات خلال التنقل، وتم تخفيف الكثير من النشاطات والاجتماعات بسبب «كورونا»، وحتى بعد ان خفت موجة الانتشار، لا تزال الاجتماعات قليلة ويجري التواصل بين الامناء العامين وكبار القيادات عبر مندوبين شخصيين لكل طرف.
كما يكشف هؤلاء ان الاجراءات الامنية حول المقار الحزبية ايضاً، قد رفع منسوبها وان التحسب من اي خلايا نائمة تكفيرية وغير تكفيرية تابعة لاجهزة المخابرات الاجنبية والعربية والخليجية واستمالة بعض السوريين والفلسطينيين موجود، بالاضافة الى اتخاذ تدابير محددة في بعض القرى من قبل الشرطة البلدية وحتى الحزبية بالتعاون مع الجيش والاجهزة الامنية لمنع خروقات مماثلة.