“أمل” تهدّد “باحتلال” ميرنا الشالوحي؟
“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر
قام نواب الأمة بواجبهم مشكورين، فأقرّوا بطاقة تمويلية تموينية، إنتخابية بامتياز، لا ينقصها سوى مصادر التمويل الجدّية، و”داتا” حقيقية لمن ستشملهم، وآلية واقعية لتطبيقها، بعدما بات أكثر من 80% من الأسر اللبنانية بحاجة إليها. فالجلسة التي انعقدت على وقع الحماوة الأمنية الطرابلسية، التي استبقها حل عسكري للمجلس الأعلى للدفاع، للأزمة الإجتماعية والإقتصادية، في مجموعة قرارات باهتة بصيغها المتكرّرة التي حفظها اللبناني عن ظهر قلب، شهدت حماوة سياسية و”ضرب غير جائز بجثة حكومة غرندايزر الميتة”، مارسته “الجمهورية القوية” قبل أن تنسحب، معترضةً على أداء الأصيل والمكلّف، ومن خلفهما البرلمان “العايش بغير عالم كأن شيئاً لم يكن أو سيكون”.
وسط هذه الصورة، كل المؤشرات الحكومية و”اللَتّ والعَجن” السياسي الذي تنشره المقرّات، والذي بلغ حدود تسويق صيغ واقتراحات وبث أجواء تفاؤلية عن مفاجآت الدقائق الأخيرة، أظهرت بما لا يقبل الشك عدم وجود أي جدية أو تقدم حقيقي. فالرئيس سعد الحريري غير مستعجل التنازل أو التراجع، مع تأكيد مصادره أن كل ما يُحكى عن عقد فُكّكت هو “حكي بحكي”، و”الثنائي الشيعي” لا يعلن وفاة مبادرة الإستيذ، لكنه لا يحييها، فيما الرئيس ميشال عون عينه على موسم الإصطياف، ورئيس “تكتل لبنان القوي” جبران باسيل، يمارس للمرة الثانية القنص على “أجهزة أمنية منخرطة في شبكات وعمليات تهريب عبر الحدود”.
وعلى قدر فرحة اللبناني بخيباته، هي فرحة أبو مصطفى، بعد حسم أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله لخياراته، وخيبة “البرتقاليين” الضمنية من مساعدة السيد حسن، التي جاءت وفقاً لمجرى رياح الحارة، لا وفقاً لما تشتهيه البيّاضة، فقد دلّ الحوار بين الصهر والإستيذ خلال جلسة البارحة، إلى القلوب المليانة بين الطرفين، وعدم قدرة أي منهما على تحمّل الآخر.
فصحيح أن الفريقين “مش طايقين بعضهم”، وأن وساطات الحليف بين المقصّرين المعنيين، وجولات حاجّه المكوكية، نفعت في التخفيف من الإحتقان و”نفّست الجبهات” الإعلامية على وسائل التواصل الإجتماعي إلى أقصى، ب”مَونة” السيد حسن وتكليفه الشرعي، إلاّ أن الخروقات استمرت، ولعلّ أخطرها ما حصل منذ يومين من بلبلة في محيط ميرنا الشالوحي، والذي انتهى إلى لا شيء.
ففي التفاصيل، وصلت منذ يومين إلى مقرّ مركزية “التيار” معلومات عن سيارات تجوب شوارع النبعة المحسوبة على حركة “أمل”، داعيةً المواطنين إلى التجمّع في بورة قريبة من ميرنا الشالوحي، تُستخدم عادة لركن السيارات، وذلك تزامناً مع نشر تغريدة “مجهولة” المصدر ومُريبة، تتحدث عن أن حركة “أمل” تنوي مهاجمة مقرّ “التيار الوطني” الرئيسي. عند هذا الحدّ، جرت إتصالات سريعة بالقوى الأمنية حيث نفّذ عناصر أمن الدولة عملية انتشار في محيط ميرنا الشالوحي مدقّقين بالهويات، وسط غياب كامل لعناصر الإنضباط التابعين لـ “التيار الوطني الحر”، الذي علّق كل نشاطاته المحدّدة مواعيدها مسبقاً، بما فيها اجتماع منسّقية المحامين، خوفاً من حصول أي مواجهات أو عمليات تخريب في المكان ومحيطه، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ودون تسجيل أية حوادث أو تحرّكات غير طبيعية، وليمرّ القطوع على خير.
إنقضى الوقت المحدّد ليتبيّن أن الأمر”فوفاش”، وأن شيئاً غير عادي لم يحصل، قبل أن يعاود الجميع نشاطهم الروتيني، سكان الأحياء الشيعية المجاورة، وكذلك أهل المقرّ وحرسه، مع انسحاب العناصر الأمنية من المكان. ولكن، هل حقاً كانت “أمل” تعدّ لاحتلال ميرنا الشالوحي؟ بالتأكيد الجواب يأتيك بالنفي، وهو أمر منطقي وطبيعي، مع إشارة أوساط مواكبة، إلى أن التحرّك الذي دُعي إليه، لا علاقة له بـ “التيار” لا من قريب ولا من بعيد، ما يتقاطع مع أوساطه التي أكدت أن إجراءها كان وقائياً. إذن من هو هذا الطرف الذي يريد الدم بين الطرفين؟ ولأية غايات؟ أم هي “بروفا” وجسّ نبض؟ وقد تكون عملية لعب بالأعصاب من يدري؟ وهل القصة مجرّد تجييش عالحامي لأغراض إنتخابية؟ أين حلّ هذه الحزورة؟
في كل الأحوال “مش كل مرّة بتسلم الجرة”، أياً كان الهدف.
“اللبناني فرحتو لقرعتو”… أكيد، فالبنزين بات متوفراً وإن أغلى، والكهرباء عادت ولو نظرياً لساعات إضافية، والدولار تراجع ألف ليرة. فشو بدكن أكتر من هالنعيم؟ صح إنه نعيم جهنم بمفهوم الشاطر حسن، الذي متل كتار، الفرحة الحقيقية يوم بفلوا كلن… كلن يعني كلن… فقولوا الله.