في مقابلة له على برنامج “world affairs” أوضح وزير الحرب الأمريكي الأسبق Chuck Hagel سبب سحب الولايات المتحدة لأنظمة الدفاع والطائرات المقاتلة من المملكة.
وقال هيجل عند سؤاله عن الوضع في السعودية و اين ستتجه تحت قيادة محمد بن سلمان، و هل يُحتمل أنه سيقود البلاد بشكل صحيح ويكون قادراً على تولي زمام الأمور أم أنه لا شيء مؤكد مع حالة الدولة السعودية ؟؟
أجاب هيجل: في وضع ابن سلمان اعتقد أننا شاهدنا مسيرته بوضوح خلال سنوات حكمه الأربعة ولا يُمكن وصفه إلا بالسفّاح وهذه حقيقة أفعاله التي يقوم بها.
وأضاف: ليس بسبب ما فعله بخاشقجي فقط، لكنه يتظاهر برعاية الإصلاحات بينما يلقي النساء الناشطات في السجون و يعذبهن.
وتابع: لقد وضع السعودية في موقف صعب مع جميع دول العالم، لا أحد يثق به وهنا أقصد لا أحد بدءاً بالولايات المتحدة لذلك بدأنا عملية كبيرة بسحب بطاريات الصواريخ منه والطائرات المقاتلة وايقاف الحماية العسكرية له والغاء الصفقات التي عقدت معه.
وختم: اعتقد انها رسائي واضحة لإبن سلمان لكي يعيد ضبط ادارته بالشكل الصحيح مه أنني لست متأكداً انه يستطيع القيام بذلك.
وكانت الولايات المتحدة قد سحبت عددا من منظومات الدفاع الجوية المضادة للصواريخ التي تنشرها في الشرق الأوسط، في إعادة تنظيم كبيرة لبصمتها العسكرية هناك، حيث تركز القوات المسلحة الأمريكية، على التحديات من الصين وروسيا.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الجمعة، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، بأن الأخيرة قلّصت “بشكل حاد”، منظوماتها الدفاعية بالمنطقة.
ووفق الصحيفة، بدأت وزارة الحرب الأمريكية، سحب ما يقرب من 8 بطاريات “باتريوت”، من دول بينها العراق والكويت والأردن والسعودية.
وقال المسؤولون للصحيفة، إن الوزارة تسحب أيضاً نظام “ثاد” المضاد للصواريخ عالية الارتفاع، من السعودية، وتقلّص عدد أسراب الطائرات المقاتلة التي تغطي المنطقة هناك.
وتشمل إعادة الانتشار مئات الجنود في الوحدات التي تشغل أو تدعم تلك الأنظمة.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يخطط فيه الجيش الأمريكي لانسحاب كامل من أفغانستان، وبعد أن خفضت الولايات المتحدة عدد قواتها في العراق بمقدار النصف.
وأوضح مسؤولون للصحيفة، أن هذه التغييرات بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، بعد مكالمة في 2 يونيو/حزيران، أبلغ فيها وزير الحرب الأمريكي “لويد أوستن”، ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” بمسارها.
وأشار مسؤولون إلى أن معظم المعدات العسكرية التي يتم سحبها، كانت تنتشر في السعودية.
وهذه الخطوة هي المرة الثانية، التي تزيل فيها الولايات المتحدة بطاريات “باتريوت” المضادة للصواريخ من الشرق الأوسط، ففي ربيع العام الماضي، أزال الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 3 بطاريات “باتريوت” من السعودية، وفكر في إخراج صاروخ “ثاد”.
وبدأ البنتاجون، في إرسال بطاريات “باتريوت” المضادة للصواريخ، ونظام “ثاد” إلى السعودية، بعد أن تعرضت منشأة نفطية سعودية لهجوم بطائرات مسيرة يمنية، في سبتمبر/أيلول 2019.
ويعكس قرار إزالة بعض الأنظمة الدفاعية، وجهة نظر البنتاجون، بأن خطر تصعيد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران، قد تضاءل، مع استمرار إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن”، في المحادثات النووية مع طهران.
وأشارت إلى نيتها تخفيف العقوبات إذا تمت استعادة الاتفاق النووي لعام 2015.
ونقلت الصحيفة، عن جنرال أمريكي كبير (لم تسمه)، أن عمليات سحب المعدات ترقى إلى مستوى العودة إلى مستوى تقليدي أكثر للدفاع في المنطقة.
ففي عهد الرئيس السابق “دونالد ترامب”، نشرت الولايات المتحدة أنظمة دفاعية بالإضافة إلى القوات وأسراب المقاتلات النفاثة والسفن الحربية البحرية، لدعم حملة الضغط القصوى ضد إيران.
ويقول المسؤولون الأمريكيون، إن هذه الأنظمة لم تردع إيران أو حلفائها عن الأعمال المزعزعة لاستقرار اسرائيل.
كما يعتقدوا أن السعودية حسنت أيضاً من قدراتها الدفاعية، ونجحت في اعتراض معظم الهجمات الصاروخية من تلقاء نفسها حسب زعمهم.
بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام الأنظمة المضادة للصواريخ الأمريكية بكثافة في السنوات العديدة الماضية، وتحتاج إلى إعادتها إلى الولايات المتحدة للصيانة والتجديد، كما قال المسؤولون.
ورفضت القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وأفغانستان، التعليق على هذه التغييرات، كما لم يرد المسؤولون الذين يمثلون الدول على الفور على طلبات التعليق.
ويتوقع مراقبون، أن تستغل روسيا والصين، اللتان توسعان نفوذهما العسكري والاقتصادي في الشرق الأوسط، هذه الفرصة لزيادة أهدافهما في المنطقة.
المصدر: الواقع السعودي