زياد عيتاني -أساس ميديا
مازن الحجّار.
الاسم ليس معروفاً في الأوساط الشعبية السُنّية، حتى في إقليم الخروب، حيث تقع بلدته شحيم، بعض الناشطين القدماء فقط يعرفون القليل عنه. يقول أحد الإعلاميين في الإقليم إنّه كان مع “الجماعة الإسلامية” في مطلع شبابه، مثل الكثيرين من أبناء قريته، ثمّ قيل إنّه انتسب إلى “حركة التوحيد” التي كان يرئسها الشيخ سعيد شعبان في مدينة طرابلس. ويُروى أيضاً أنّه أُصيب خلال انتسابه إلى تلك الحركة من دون أن تُحدَّد مناسبة هذه الإصابة، أكانت خلال التدريب أو خلال مواجهة عسكرية في الشمال أو الجنوب.
الرجل المجهول في الأوساط الشعبية تعرفه جيّداً أوساط الجمعيّات والحركات الإسلامية. ونائب تيار المستقبل الدكتور مصطفى علّوش عندما يتحدّث عنه يصفه قائلاً: “الحاج مازن”. أمّا هو فقد قدّم نفسه إلى القيادات السنّية على أنّه تخرّج في أحد المعاهد البريطانية المتخصّصة بالأمن، ومستشارٌ أمنيٌّ للعديد من المؤسسات الدولية والشخصيات العربية الخليجية. وبدا لافتاً تخصيصه صفحتين، في مقدّمة ملفّ الإعداد لوثيقة إعلان المبادئ لمبادرته، من أجل التعريف بنفسه، تحت عنوان “لِمَن لا يعرفني”. فيقول: “عملت في المجال الاستشاري في أحد مراكز صناعة القرار في بريطانيا…”. ويضيف: “لي علاقات (بحكم اختصاصي ووظيفتي) بمؤسسات “صناعة قرار”، وبأصحاب قرار رسميين، وقيادات سياسية، ومَن على رأس الهرم… ما يربطني بهؤلاء من صلات “غير مشبوهة” (و”غير تقليدية”) هو بعيدٌ كلّ البعد عن صفات “الارتهان” أو التملّق… لقد سبق أن وعدت بألّا يرى وجهي وألّا يسمع صوتي أحدٌ من العامّة وعلى أيّ وسيلة إعلامية، أمرئية كانت أم مسموعة… وها أنا أجدّد وعدي هذا أمامك، وليكن ذلك بيدك في وجهي (دائماً) عندما ترى منّي يوماً ما ينقض وعدي أو يتناقض مع ما أقول”.
لا علاقة له بالجماعة الإسلامية كما صرّحوا أمام العديد من الشخصيات التي التقوها؟
– لماذا استبُعد المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان عن هذه المبادرة؟
يقول الدكتور علوش لـ”أساس”: “الكلام عن علاقة مازن وعمر بالإخوان المسلمين، أي الجماعة الإسلامية، هو كلام غير صحيح. فحجم الجماعة الإسلامية لا يسمح لها بمبادرة من هذا الحجم. مازن ليس من الجماعة الإسلامية، فيما ينتمي عمر المصري إلى الجماعة. وهذا أمرٌ مؤكّد”.
أمّا عن العلاقة مع الإخوان المسلمين، يقول الحجار إنّ “الكلام الذي يدور حول الجماعة الإسلامية والإخوان غير صحيح، وهو كلام لبناني، إن صحّت العبارة، حيث لا صحة له مطلقاً. لقد جلست مع العديد من الأفرقاء، وكنت أوّل شخص بالمقاومة الإسلامية، ودرست في مدرسة “الفرير” 14 سنة، وكنت كل نهار أربعاء أدخل إلى الكنيسة أصلّي. خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي، كنت أوّل من حمل السلاح مع المقاومة الإسلامية، وبمبرّرات أفتخر بها أمام الغرب، وليس لديّ ما أخفيه، بل أفتخر بكلّ محطات حياتي. كان عمري 20 سنة عندما هاجرت، وبقيت في الخارج 30 سنة. لم أدرس عند أيّ شيخ، ليس تهجّماً على المشايخ، ولكن لديهم مشكلة في تركيبتهم، وليس الحقّ عليهم بل على سياسات المؤسسات الدينية”.
ويضيف: “لا علاقة لي مطلقاً بالجماعة الإسلامية أو الإخوان المسلمين أو أيّ حزب آخر. أوراقي مكشوفة أمام الجميع وأمام الأجهزة الأمنيّة”.
وحول استبعاد دار الفتوى والمفتي عن هذه المبادرة، يقول الحجار لـ”أساس”: “مَن اتصلت بهم رحّبوا. وأنا أؤيّد أن تكون دار الفتوى معنا. وقد سمعت الكثير من الملاحظات على هذا الموضوع. لكن هذا عمل الشباب. وبعد إعلان المبادئ، من المؤكّد سيتمّ الاتفاق مع دار الإفتاء لتبنّيها”.
من جهته، نجل الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية عمر المصري قال لـ”أساس”: “واقع البيئة السُنّية هو واقع مأزوم، وهذا الأمر لا يخفى على أحد. محاولة الدكتور مازن الأخيرة ليست الأولى، فقد تكرّرت المحاولات كثيراً. أنا على المستوى الشخصي لا أمثّل الجماعة الإسلامية مباشرة في هذا الحراك، وانخراطي في هذه المبادرة سببه علاقتي بالدكتور مازن وغيرتي على مصالح طائفتنا. فأنا لا أمثّل الجماعة بشكل رسمي”.
وأضاف: “المبادرة طرحها الدكتور مازن، وتتلاقى مع طروحات وأفكار الجماعة الإسلامية، وناقشتها الجماعة مع الدكتور مازن. وقد واكبت كل الخطوات وباركتها وقدّمت كل ما تستطيع لإنجاح هذه المبادرة. الجماعة واكبت كل الخطوات التأسيسية، إلا أنّ مشاركتي أنا شخصيّاً لا علاقة لها بالجماعة”.
غداً في الحلقة الثالثة: “عامية عائشة بكّار”: للإجماع على الاعتذار