علي منتش-لبنان24
يبدو ان احدى الافكار المطروحة، والمقبولة عند الرئيس سعد الحريري هي الذهاب الى حكومة انتخابات يسمي الحريري رئيسها على ان تكون مهمتها محصورة بإجراء الانتخابات النيابية وتحضير الارضية السياسية واللوجستية لها.
احد اهم الشروط لتشكيل حكومة الانتخابات هو الا يكون رئيس هذه الحكومة واعضاؤها راغبين بالترشح للانتخابات النيابية ، على ان يكون اعضاء الحكومة من الاختصاصيين، وتسميهم القوى السياسية من غير الحزبيين.
لكن امام التوافق على “حكومة انتخابات” عوائق اساسية اهمها ان الرئيس سعد الحريري لم يأخذ قراره بالاعتذار بعد، وبالتالي فإن محاولات تشكيل الحكومة برئاسته لا يزال امرا ممكنا، ليكون الخيار الثاني عنده هو حكومة انتخابات.
لكن، كيف يمكن الذهاب لحكومة انتخابات اليوم او بعد اسابيع، والقوى السياسية غير راغبة بانتخابات نيابية مبكرة، بمعنى اخر كيف يمكن ترك كل مشاكل البلد والمهام الانقاذية ومحاولات ترميم هذه المؤسسة او تلك والتركيز فقط على الانتخابات التي ستحصل بعد نحو سنة؟
هذا يعني ان الانهيار سيأكل كل شيء، وانه الى حينه، اي الى وقت الانتخابات الرسمي، قد لا تكون الدولة قادرة على تنظيم هذه الانتخابات من اساسها، وقد يكون المواطن غير راغب بالمشاركة بها لاسباب قهرية وليس فقط لاسباب “اعتراضية”.
اضافة الى ذلك، يبدو ان العهد لا يوافق على نظرية حكومة الانتخابات، ولديه شروط جدية للقبول بمثل هذه الحكومة، اولها ان تكون للحكومة مهام اخرى بغض النظر عن تسميتها، اي ان تكون لديها صلاحيات بالاتفاق مع صندوق النقد، او بتوقيع اتفاقات مع شركات استثمارية او بالاتفاق السياسي مع سوريا.
وترى مصادر ان العهد يعتبر ان تشكيل حكومة انتخابات من دون امكانية اتخاذ قرارات اخرى سيؤدي الى تسريع الانهيار، في حين ان الرئيس سعد الحريري سيكون خارج السلطة يمارس دورا معارضاً، وبالتالي يكون قد رمى كرة النار في ملعب العهد وجلس يعارض الفشل المحتوم.
كذلك، يبدو صعبا ايجاد رئيس حكومة يتمتع بقدرة تقريرية، يقبل بحكومة انتخابات سينهار خلالها الهيكل على الجميع، لذلك فالعهد يعارض ان يسمي الحريري رئيسا للحكومة غير ممثِلٍ شعبيًا وغير قادر على اخذ القرارات بنفسه..