قد يكون مقالي قاسياً الى حدٍ بعيد او قريب، بحسب المتلقي، وقد يكون لئيماً بعض الشيء، ولكن لا يخلو من دعوة للاستقامة الثورية، فالشعب الذي يلعن السلطة يومياً، ويلعن ساعتها ودقائقها وثوانيها، ليست الا انعكاساً لشخصياته المتقلبة بين النظري والتطبيق، فهو بالتنظير من جنس الملائكة، وبالتطبيق الاستاذ الذي تخرج على يده الابليس الاكبر، حيث لا مكان للابالسة الصغار في اكاديمية هذا الشعب …
دعوني من الخوض كثيراً في المقدمة، كي انصرف الى تبيان ما يفعله الشعب، وما تقترفه يداه، حيث لا امل منه في التغيير، بل ننتظر مئة سنة اخرى عله يعتبر ويتعلم، مع اني لست متفائلاً جداً، ولكن عسى ولعل …
هذا الشعب
١. يهاجم الفاسدين بالكلام والبهورة، ويدعمهم فعلياً وفي زمن الاوغاد .. عفواً زمن الانتخابات (الظاهر اني متأثر ببعض المسلسلات) .. حتى ان قطاع طرقه يفتحون الطريق للفاسد ويمنعون المواطن من المرور …
٢. لا وجود لتكفل وتعاون واحساس جمعي في قاموسه، والشخصانية والفردية تنهش به، يريد الكل ان يؤمن لنفسه كل شيء من كل شيء حتى لو فسدت مواد واشتعلت اخرى ورمى بالاخريات لانتهاء الصلاحية ..
٣. يعرف بكل شيء عن كل شيء، الطب والهندسة والاعلام والسياسة والطاقة النووية والميتافيزيقيا … ويدلي بدلوه مانعاً الاختصاصيين من الادلاء مستخدماً كل مفردات العهر والهجاء …
٤. الفهم عند هذا الشعب، مرتبط بماركة سيارة، وحذاء جلد ايطالي، وكلب يجره او يجر كلب، لست ادري من منهما يجر الاخر، وبضع كلمات من اللغات الاجنبية تسولها من هنا وهناك …
٥. ينظر في محاربة الفساد، ولا يترك موبقة فاسدة الا افتعلها، ان كان صاحب محطة لعب بالعداد، ان كان صاحب صيدلية احتكر الدواء، ان كان صاحب مدرسة لم يعطِ الاساتذة حقوقهم وتلاعب بالوثائق، ان كان صاحب تعاونية سرق البضائع المدعومة وباعها على انها غير مدعومة …. والحبل عالجرار، حتى بتنا لا نرى صاحب مصلحة او موظف او مدير او حتى اي فينيقي في اي موقع علا او دنى، الا وكان حربوقاً (يعني فاسد حتى العظم) ..
وغيره وغيره مما لا يتسع المقام لذكره ..
هذا الشعب يستحق هكذا طبقات ومسطرات، من سلطة واحزاب ورجال دين وزعماء، فكما انتم يولى عليكم …
لن تقوم لهذا الشعب قائمة حتى يغير نفسه قبل ان يغير اي شيء .. والسلام