ماذا وراء مهادنة نصرالله لعون وباسيل؟


خاص “لبنان 24″

كان لافتًا الأسلوب الهادىء الذي إستخدمه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله”، في مخاطبته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي ردّه على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب (الوزير) جبران باسيل، وهو ما إعتُبر مؤشرًا إلى أن العلاقات بين “التيار” والحزب على خير ما يرام، وفق قراءة أولية لمقربين من “ميرنا الشالوحي”، على عكس ما يحاول البعض تصويره، فيما رأى آخرون أن أسلوب المهادنة هذا يدّل إلى أن الحزب لا يزال يراهن على وقوف باسيل إلى جانبه في معاركه المقبلة.
وفي رأي بعض الذين يقرأون عادة بين السطور فإن سيد المقاومة، الذي لديه هموم أخرى غير الهمّ اللبناني، على أهميته، تقصدّ التقرّب من عون وباسيل ليس من كيسه بل من كيسهما، وذلك بهدف إعادة تجميع صفوف الثامن من آذار عندما تحدّث عن أن كل فريق في الأكثرية النيابية له رأيه الخاص به ولا يخضع لمسار واحد، وكأنه أراد بذلك توجيه رسائل إلى رئيس أكبر تكتل نيابي بعد تغريده خارج السرب عندما تحدّث عن دور سلاح “حزب الله” وضرورة حصر السلاح في يد الشرعية، وبعدما كثر الحديث من قبل أكثر من قيادي في “التيار” عن جدوى “تفاهم مار مخايل”.

ما أراد “السيد” أن يقوله أمس الأول هو إعادة الجميع إلى “بيت الطاعة”، وذلك بإسلوب ناعم لم يألفه مستمعوه من قبل، خصوصًا أنه خاطب باسيل بلهجة “الصديق”، الذي لن يتخلى عن صديقه، وحاول تفسير مواقفه الأخيرة وإستنجاده به تمامًا كما فعل أحد أساتذة اللغة العربية عندما كان يشرح لتلاميذه قصيدة لأحد الشعراء. وصودف أن هذا الشاعر كان مارًّا من أمام شرفة الصفّ وسمع شرح الإستاذ لقصيدته، فطرق الباب ودخل وعرّف عن نفسه وقال للإستاذ: صِدقنا عندما نظمت قصيدتي تلك لم أكن أفكرّ بكل هذه المعاني التي كنت تشرحها لتلاميذك.
فلو أتيح الظرف لباسيل لكان قال للسيد نصرالله الكلام نفسه الذي قاله الشاعر لإستاذ اللغة العربية. ولكن وبما أن باسيل يعتبر أن كلام “السيد” هو سيد الكلام فنام على حرير، وهو “أذكى” من أن يدخل في تفاصيل التفاصيل، التي لم يعد لها قيمة، ولو معنوية، بعد الكلام الذي سمعه، وهو لم يكن يتوقعه، لأنه أعطاه جرعة جديدة بعدما كان إعتقد أن أسهمه قد إحترقت في حسابات “حارة حريك”، لكنه “يعرف مكانة الحبيب”، ولذلك يسمح لنفسه “بأن يتدلل”.
وفي الإعتقاد فإن رئيس “التيار” فهم على “صديقه” على “الطاير” بعدما تلقّى منه أكثر من رسالة، وأهمهما عدم محاولته اللعب بنار العلاقة الوثيقة القائمة بين الحزب وحركة “امل”، إذ أن الرئيس بري بالنسبة إلى السيد حسن هو خط أحمر ممنوع تجاوزه، حتى ولو صدر كلام من قبل بعض المسؤولين في الحركة ككلام النائب علي خريس الذي وصف فيه رئيس الجمهورية بـ”أنه الفاسد الأكبر”.
فإذا كانت عرقلة قيام حكومة “مهمة” من الداخل، وهذا ما اشار إليه جوزيب بوريل بعد زيارته الأخيرة للبنان، فإن من المتوقع أن تشهد الأيام الطالعة حلحلة، ولو في الشكل، من قبل “الوزير” باسيل. وهذا ما سيتم إبلاغه إلى الحاج وفيق صفا، الذي هو مهندس العلاقة بين “ميرنا الشالوحي” و”حارة حريك”، على أن يأتي الإعلان عن النتائج الإيجابية من بوابة “الخليلين”، وذلك بعد التنسيق مع الرئيس بري، صاحب المبادرة شبه الوحيدة في الوقت الحاضر.
ومن الإيجابيات التي بدأت تظهر تجاوبًا مع مساعي نصرالله دعوة “التيار الوطني الحر” محازبيه ومناصريه إلى عدم الدخول في أي سجال مع مسؤولي وقيادات وكوادر حركة “أمل”.

Exit mobile version