عندما يقوّي نصرالله باسيل ..مسيحياً
“ليبانون ديبايت”- بولس عيسى
لاحظت أوساط متابعة للإطلالة الأخيرة للأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، أنه أراد بالأمس ، إعطاء رئيس “التيار الوطني الحر”النائب جبران باسيل بالشكل، فذهب باتجاه الدفاع عن موقفه وتبريره ، حيث توقف مطوّلاً عند الإحراج الذي تسبّب به باسيل لنفسه بسبب كلامه عن ائتمان “نصرالله” على حقوق المسيحيين، فأدرك الأخير أن ذلك تسبّب بإحراج كبير لرئيس “التيار”، وحاول بالإنابة عنه توضيح مواقف باسيل، خشيةً من إضعافه مسيحياً أكثر، لأن هذه العبارة كانت كفيلة بضرب المزيد من وضعيته السياسية وشعبيته.
فكان السيد نصرالله في هذا المؤتمر بمثابة محامي الدفاع عما قاله باسيل، في الوقت الذي لم يكن مضطراً فيه أن يكون في موقع المدافع أو المبرّر أو المفسّر، بل ببساطة كان باستطاعته أن يعبّر عن موقفه وأن يبدي التجاوب مع المبادرة التي تمنّاها باسيل عليه أو عدمه، وهنا نتحدث ليس فقط عن ائتمانه لحقوق المسيحيين بل لجهة تحكيمه في الصراع الداخلي.
وبالتالي حاول إعطاء باسيل في الشكل ، لأن إضعافه ينعكس سلباً على “حزب الله” كما على التحالف بين الطرفين، لذلك كان في الموقع الدفاعي عن مؤتمره الصحافي والذي من الواضح أنه لم يكن موفقاً، والدليل أن نصرالله لم يكن بحاجة لتخصيص هذا الوقت لتبرير باسيل وتلطيف المسألة وتغيير معانيها.
وفي المضمون فمؤتمر الأمين العام لـ”حزب الله” لم يقدّم شيئاً، إذ تحدث عن مواصلة المساعي التي هي أساساً أُجريت ونُفذت ولم تُحقق أي تقدم، إذا عن أي مساعٍ يتكلم؟ خصوصاً أن ما يريده باسيل كان واضح المعالم بنقطتين أساسيتين ردّ عليهما نصرالله بوضوح بشكل سلبي: “النقطة الأولى ، يريد باسيل أن يفصل “الحزب” وأمينه العام بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، و ردّ عليه نصرالله بقوله “باسيل يُدرك ولا يقصد هذا الفصل بين “حزب الله” وحركة “أمل”، لأنه يدرك بأن هذه المسألة غير مطروحة إطلاقاً أي أنه أجابه “خيّط بغير هالمسلة” ، علماً أن القاصي والداني يعلم أن باسيل قصد بكلامه اختيار نصرالله بينه وبين بري.
أما النقطة الثانية ، فهي أن باسيل كان يريد ان يخرج نصرالله من موقعه الذي اتخذه على مسافة واحدة بين “التيار” وبري والرئيس المكلف سعد الحريري، فأكد في كلامه وجوب وصول رئيسي الجمهورية ميشال عون، والحكومة إلى تشكيلة معينة ما يعني تمسّكه بالحريري ودعمه.
وبالتالي إذا حافظ نصرالله على تموضعه الوسطي بين الجميع، ولم يعط رئيس التيار ما يريده ولم يفده بشيء لناحية الإنحياز معه ضد بري والحريري، والإكتفاء بأنه سيواصل مساعيه التي لم تصل الى أي نتيجة ولن تصل.
لذلك فإن هذا المؤتمر لم يقدم أي جديد، وهدفه كان تفسير كلام باسيل وتبريره بالشكل، للحفاظ على رضى الجمهورين والمحافظة على الغطاء المسيحي وحماية وضعية التيار من الانهيار، ولكن في المضمون “تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي”.
وبالتالي لم يتبدل أي شيء، وما يطلبه باسيل لا يريده تنفيذه نصرالله. إذاً نحن مستمرون بالفراغ ذاته، وظهر نصرالله في موقف المُحرج وغير القادر على الدفع بأي اتجاه،( كما كنت كتبت في مرحلة سابقة).