د. شريف نورالدين
بداية المؤامرة على لبنان، بدأت منذ إعلان استقلاله عن فرنسا في 22 نوفمبر 1943 وانسحاب الاحتلال الفرنسي في 1946، منذ ذلك الوقت ولبنان يمر بمراحل ومتغيرات وتقلبات سياسية متكررة من اللاستقرار والازمات والتزعزع، منها داخلي وآخر خارجي وأول الغيث النظام السياسي للبنان الذي خلفه الفرنسي عليه.
– حرب 1948:
احتلال فلسطين وتهجير الفلسطينيين ومنهم إلى لبنان.
– أزمة 1958:
في عهد رئاسة كميل شمعون وتدخل القوات الأجنبية لصالحه.
– حرب 1967:
بين العدو الإسرائيل من جانب ومصر وسوريا والأردن من جانب أخر وادت إلى استيلاء إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان، وكان لها تأثير سلبي كبير على الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان.
– أزمة 1969 واتفاقية القاهرة:
سنة 1969 نشبت أزمة بين الجيش اللبناني والقوات المسلحة الفلسطينية التي بدأت تنتشر في لبنان وتقوم بعمليات عسكرية. حاول الجيش اللبناني ضبط الوضع إلا أنه تطور إلى مواجهات عسكرية مما جعل العديد من الدول تتدخل لايجاد حل وبخاصة جمال عبد الناصر. في تشرين الثاني 1969، وقع لبنان “اتفاق القاهرة” مع منظمة التحرير الفلسطينية.
– حرب 1973 واتفاقية كامب دايفيد:
حرب أكتوبر أو حرب تشرين أو حرب يوم الغفران هي حرب دارت بين كل من مصر وسوريا من جانب و العدو الإسرائيلي من جانب اخر، ودائما يتأثر لبنان بشكل سلبي.
– الحرب الأهلية لبنانية 1975-1990:
دارت الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي ١٩٧٥و ١٩٩٠، بدأ الصراع بين المسيحيين من جهة والفلسطينيين والحركة الوطنية من جهة أخرى. إلا أن الامور تعقدت واخذ الصراع يتغير ويصبح بين الحلفاء أحيانا أخرى.
– الجيش السوري في لبنان عام 1976:
تواجد الجيش السوري في لبنان عام ١٩٧٦ أبان الحرب
انتهت الحرب الاهلية باتفاقية الطائف.
– اجتياح العدو الاسرائيلي للبنان عام 1978.
– إجتياح العدو الإسرائيل للبنان 1982:
خروج القوات الفلسطينية والسورية من لبنان وتوقيع اتفاقية 17من أيار الذي لم توقع.
– أزمة عام 1982:
مذبحة صبرا وشاتيلا والعمليات ضد مواقع المارينز والقوات الفرنسية.
– الجيش السوري في لبنان عام 1982:
سحب السوريون قواتهم إلى البقاع في عام 1982 مع خروج القوات الفلسطينية. بعدها انتخب الرئيس امين الجميل إثر اغتيال شقيقه الرئيس بشير الجميل يوم 14 سبتمبر 1982.
– انتخاب امين الجميل رئيسا:
بداية أفلاس خزينة الدولة اللبنانية والصفقة المشبوهة للطائرات المروحية.
– أزمة عام 1983:
1983 حصلت انتفاضة 6 شباط/فبراير التي قادها رئيس حركة امل نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عام 1984 ضد اتفاق 17 أيار. ودارت المعارك بين الاطراف اللبنانية ، مثل معارك أمل ضد الفلسطينيين وحزب الله ومعارك أمل والاشتراكيين ضد المرابطون ومعارك امل مع الاشتراكيين.
– عودة السوري إلى لبنان:
عودة القوات السورية أتت بطلب محلي إقليمي دولي، فدخلت القوات السوري كقوى ردع عام 1987 لإعادة الهدوء إلى المناطق الغربية من بيروت والجبل.
– ازمة اتفاق الطائف 1989:
اتفاق تم التوصل اليه في السعودية بمبادرة عربية ودولية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف. وأنهى هذا الاتفاق الحرب الأهلية اللبنانية، وما زالت تداعيات هذا الاتفاق حتى يومنا.
– حروب 1989-1990:
استلم قائد الجيش ميشال عون، رئاسة الحكومة الانتقالية لانتخاب رئيس جمهورية جديد.فنشاء حكومتين في لبنان. واحدة بدعم سوري قوي وأخرى استقلال القرار اللبناني وذلك بمحاربة السوريين. فأعلن ميشال عون حرب التحرير، بمساعدة القوات اللبنانية التي أدت إلى دمار كبير ونتائج كارثية مما استوجب الاتفاق على انهاء الاعمال العسكرية أو ما سمي باتفاق الطائف. وكانت الحرب العبثية الثانية بين القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وبين الدولة اللبنانية الممثلة بحكومة الجنرال ميشال عون وسميت معركة التغيير.
وبعد اجتياح الكويت من قبل العراق، أخذ السوريون الضوء الأخضر في بسط السلطة على لبنان. وفي تشرين الأول 1990، وصلت القوات السورية والجيش اللبناني بقيادة اميل لحود المناطق الخاضعة لسلطة ميشال عون والقصر الجمهوري مما أجبره على الالتجاء إلى السفارة الفرنسية من أجل الحماية. ويعتبر هذا التاريخ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية وانتهى بخروج قواته من لبنان عام ٢٠٠٥، على أثر ما يسمى(ثورة الارز).
– اندحار العدو الإسرائيلي عن لبنان عام 2000:
سنة 2000، أعلن ايهود باراك الانسحاب التام من لبنان وتبع انسحاب جيش العدو الإسرائيلي جميع القوى اللبنانية المساندة له. ومع انتصار المقاومة الإسلامية ، أظهرت المقاومة مسؤولية وانضباطية عالية بحيث عومل سكان المناطق الجنوبية باحترام وإنسانية بخلاف ما كان متوقع مما اكسبها احترام اللبنانيين وبخاصة المسيحيين.
– حروب العدو الإسرائيلي على لبنان:
شن العدو الإسرائيلي عام ١٩٩٣ حربه على لبنان والثانية عام ١٩٩٦، وانتصرت المقاومة عليه ، مما ادى إلى اتفاقيات غير مباشرة بين العدو الإسرائيلي ولبنان…
– ثورة الارز:
بعد معارك سياسية بين اللبنانيين والقوى المتحالفة مع سورية، وتمديد فترة حكم رئيس الجمهورية، اعلنت الأمم التحدة القرار 1559 الذي صدر في شباط 2004 والذي يطالب بانسحاب القوى الاجنبية منه وحل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، وفي 14 شباط اغتيل الرئيس رفيق الحريري فقامت المظاهرات تطالب بانسحاب القوات السورية وبقيام محكمة دولية لكشف ومعاقبة قاتلي الرئيس الشهيد. حشد حلفاء سورية مظاهرة ضخمة في 8 أذار في لبنان موجهين التحية للمقاومين وللجيش السوري. في المقابل، قام اللبنانيون المناهضون للوجود السوري بمظاهرة مضادة هي الأخرى في 14 آذار، أقيمت بما يعرف بساحة الشهداء، أدت الى خروج القوات السورية من لبنان، وعرفت هذه الحركة بانتفاضة الأرز. ومن حينها انقسم اللبنانيون إلى فريقين، فريق8 آذار وفريق 14.
– الأغتيالات:
شهد لبنان بعد خروج السوريين سلسلة من عمليات الاغتيال استهدفت العديد من الشخصيات السياسية والاعلامية والعسكرية اللبنانية، كما استشهد العديد من المرافقين أو المارة الابرياء. وقررت الأمم المتحدة إضافة هذه الاغتيالات إلى ملف المحكمة الدولية.
– معركة نهر البارد:
20 أيار 2007 كان مخيم نهر البارد، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة طرابلس، محور صراع عسكري عنيف بين جماعة فتح الإسلام وجيش اللبناني، ويعد هذا القتال من أسوأ معارك لبنان الداخلية منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل، استمرت المعارك أكثر من ايار/مايو إلى ايلول/سبتمبر، وانتهت بالقضاء على المسلحين وتدمير شبه كامل للمخيم.
– احداث السابع من أيار 2008:
يوم 7 أيار من العام 2008 جرت أحداث في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة. تعتبر ميدانياً الأكثر خطورة وعنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.وكانت إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي. الأمر الذي اعتبرته المعارضة تجاوزا للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة، مما أدى الى إعلان اتفاق الدوحة الذي نص على إقامة حكومة وحدة وطنية وإزالة اعتصام المعارضة من وسط بيروت الذي استمر لأكثر من سنة ونصف لمطالبة الحكومة بالاستقالة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
– اتفاق الدوحة:
هو الاتفاق الذي توصلت اليه الفصائل اللبنانية يوم الأربعاء 21 مايو 2008 في الدوحة بقطر. وهو يمثل نهاية لـ 18 شهراً من الأزمة السياسية في لبنان شهدت بعض الفترات منها أحداث دامية. وأهم بنود الاتفاق هو انتخاب رئيس جمهورية توافقي، تأليف حكومة وفاقية من المعارضة والموالاة والاتفاق على قيام الانتخابات النيابة في أيار 2009.
– مصالحات آنية أو وهمية:
مع تأليف أول حكومة وحدة وطنية مع الثلث المعطل (أو الضامن)، بدأت في أيلول 2008 مصالحات بين القوى المختلفة بدءا بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله. وبين سعد الحريري وحزب الله، وخطوة سعد باتجاه المصالحة في الشمال، وبين جعجع والمسيحيين.
– خلاصة:
بشكل سريع ومحدود على ما ذكرته من تلخيص عن وضع لبنان، ما يزال في قلب العاصفة،والتي تشتد يوما بعد يوم أكثر فأكثر، هي نفس الطريق والدرب التي سلكته المؤامرات عليه، ما زالت مستمرة ومستمرة حتى أحرقت الأخضر واليابس.
ومنذ عام ١٩٨٥ مع إعلان اندحار العدو الإسرائيلي عن الجزء الأكبر من لبنان، ويعتبر ذلك أول انتصار للمقاومة على العدو.
وفي ذات العام أعلن لبنان عن أول افلاس لخزينته، وبدات المؤامرة تأخذ منحى آخر وشكلا مغاير للصراع، من حيث أدواته ومكوناته وامكانياته، المحلية الإقليمية والدولية، والتي نتج عنها حروب وحروب وأزمات لن تنتهي فصولها، حتى وصل الصراع اليوم على الشكل القائم، اقتصادي، مالي، اجتماعي، غذائي،أمني ومعيشي.
لكن أصعب ما نتج عنه، التعقيدات التي وصل إليها من حيث الشكل والمضمون، والذي بات الحل بعيدا عنه لأسباب عدة اهمها:
– المقاومة ورأسها.
– الحرب مقابل السلاح.
– التفجيرات مقابل السلاح.
– الفساد مقابل السلاح.
– التفليس مقابل السلاح.
– الانهيار مقابل السلاح.
– اقتصاد لبنان مقابل السلاح.
– فقدان الأمن الاجتماعي والغذائي مقابل السلاح.
– الاحتكار مقابل السلاح.
– تجويع الناس مقابل السلاح.
– ذل الناس مقابل السلاح.
– الطوابير مقابل السلاح.
– تركيع الناس مقابل السلاح.
– تركيع البلد مقابل السلاح.
– التوطين مقابل السلاح.
– اللاجئ السوري مقابل السلاح.
– شل الدولة ومنظومتها مقابل السلاح.
– تغييب مؤسسات الدولة مقابل السلاح.
– النفط مقابل السلاح.
– الدواء مقابل السلاح.
– المساعدات والقروض والهبات مقابل السلاح.
– تشكيل حكومة مقابل السلاح.
– انتخابات برلمانية ورئاسية وبلدية مقابل السلاح.
– الإصلاحات مقابل السلاح.
– التفاهمات والمصالحات مقابل السلاح.
– عودة الأموال المنهوبة مقابل السلاح.
– تهريب الاموال مقابل السلاح.
– الثورات مقابل السلاح.
– الفوضى مقابل السلاح.
– الاقتتال والعنف الداخلي مقابل السلاح.
– العزلة مقابل السلاح.
– الموت والانتحار مقابل السلاح.
– التطبيع مقابل السلاح.
– الاممية مقابل السلاح.
– إقصاء لبنان عن خريطة العالم مقابل السلاح.
– نفي لبنان من الكرة الارضية مقابل السلاح.
– ترحيل لبنان خارج المنظومة الشمسية مقابل السلاح.
– نهاية العالم مقابل السلاح.
– نهاية الكون مقابل السلاح.
أف! بل تف! لكم وعليكم، هذا السلاح هو ضمانة لبنان بالخروج عن حدود العقل إلى الجنون، ما وصل إليه لبنان مغاير لواقعه، بل المنطق والتجربة اللبنانية، تؤكد أن تكون الحرب دائرة في زواريبه اليوم، ولكن يبقى هذا السلاح الحد الفاصل بين اقتتال اهله، وما عبر عنه سماحته دائما ليس كلاما عابرا حول الحرب الأهلية، هي حقيقة مرة والبعض تناولها باستهزاء للأسف من عقول متحجرة ونفوس مضطربة وانانية وحمق وبغض وحقد اعمى …
نعم كلام سماحته واضح وصريح للجميع(كالشمس) في الشكل، والقابض على حرها في المضمون…
هو المستور المعلوم والغامض المكشوف في تهديد كفه المبطن، وقلبه القاظم على المظلم، وسر قوته في صمته المعظم، لكن ابتساماته وحركاته وايماءاته، تحذر وتنذر،
وكفى به يحمل في كفيه ويطوي باهداب عيونه وطن يحميه من كل شر مستطير ونحر…
هو المسامح في المهمات، والصارم في الملمات، لا حرب ولا فوضى، قالها وهو قائلها…
والله صدقت فيها…
الفساد ابعد منك، والدنيا تغرب عنك، لكن أصحابها يلوذون بك…
هم أنفسهم! انت والكل يعرفهم…
لكن حرب الكون أمامك لأهون من حرب فسادهم…
هي الحيرة والخيرة بين الحلو والعلقم، فاجترعت علقمهم، لتحمي أوطانهم…
هو قول جدك المتجذر في ضميرك ووجدانك…
خفتهم على دينهم فخافوك على دنياهم…
يشع نور جدك في أحرف نطق بها لسانك وخرجت من بين أسنانك في مبسم جمالك وهيئة كمالك…