ولد رئيسي في مدينة مشهد في تشرين الثاني/نوفمبر 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عيّن مدعيا عاما في مدينة كرج قرب طهران وهو لا يزل في العشرين من العمر، وذلك بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
أمضى رئيسي قرابة ثلاثة عقود في هيكلية السلطة القضائية للجمهورية الإسلامية، متنقلا بين مناصب عدة منها مدعي عام طهران بين 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية اعتبارا من 2004 حتى 2014 حين تم تعيينه مدعيا عاما للبلاد.
في 2016، أوكل إليه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي مهمة سادن العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد، وعيّنه بعد ثلاثة أعوام على رأس السلطة القضائية، أحد الأركان الأساسية للنظام السياسي.
وفي عام 2018 عمل على تدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية خصوصا في مدينة مشهد المقدسة، مسقط رأسه.
ورئيسي هو أيضا عضو في مجلس الخبراء الذي تعود إليه صلاحية تسمية المرشد.
متزوج من جميله علم الهدى، أستاذة علوم التربية في جامعة شهيد بهشتي بطهران، ولهما ابنتان تحملان شهادات في الدراسات العليا. جعله هذا الارتباط العائلي نسيبا لحجة الإسلام أحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثل المرشد الأعلى في مشهد
ينظر الى رئيسي كالمرشح الوحيد القادر على أن يجمع حول شخصه تأييد مختلف المعسكرات السياسية للمحافظين والمحافظين المتشددين “الأصوليين”. وكان سبعة مرشحين، بينهم خمسة من المحافظين المتشددين، نالوا أهلية مجلس صيانة الدستور لخوض الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، وانسحب منهم ثلاثة خلال الحملة لصالح رئيسي.
رفع خلال حملته الانتخابية شعار مواجهة “الفقر والفساد”، وهو المبدأ نفسه الذي خاض على أساسه الانتخابات الرئاسية عام 2017 ونال 38 بالمئة من الأصوات، لكن ذلك لم يحل حينها دون فوز المعتدل حسن روحاني بولاية ثانية.
.ويقول رئيسي في أحد ملصقات حملته الانتخابية: “لقد ذقت الفقر، ولم أسمع عنه فقط”، في إشارة إلى أنه “مرشح الفقراء”.
وقال في فيديو على الإنترنت: “أعزائي الشباب، إذا شعرتم بالإحباط لأي سبب من الأسباب، فعليكم أن تعلموا أنه في ظل الحضور النشط في الساحة الانتخابية، يمكن تشكيل حكومة شعبية قوية”.
أعلنت إيران فوز المرشح المتشدد والخاضع للعقوبات الأمريكية، إبراهيم رئيسي، برئاسة البلاد بعد أن حصد 62 بالمائة من أصوات الناخبين، خلفًا للرئيس الإصلاحي حسن روحاني الذي قضى فترتي رئاسة، ليُصبح بذلك ثامن رئيس منذ الثورة التي أطاحت بنظام حكم الشاه محمد رضا بهلوي في عام 1979.
إبراهيم رئيسي لم يكن معروفًا تقريبًا بالنسبة لغالبية الإيرانيين لسنوات، إلى أن أصبح واحدًا من أبرز الشخصيات في إيران، وحلّ في صدارة الخلفاء المُحتملين للمرشد الأعلى آية الله خامنئي ذي الـ82 عامًا.
ووفق موقع “إذاعة أوروبا الحرة”، فإن السبب الرئيس وراء شهرة رجل الدين الإيراني المتشدد البالغ من العمر 60 عامًا يعود إلى كونه أحد المقربين الأكثر ثقة من خامنئي، الأمر الذي دفع لتعيينه في عام 2016 رئيسًا لإحدى المؤسسات الدينية الأكثر ثراءً في البلاد، ورئيسًا للسلطة القضائية القوية بعدها بـ3 أعوام.
وكخامنئي، يؤمن رئيسي بتفسير صارم للفقه الإسلامي كأساس للدولة والحكومة. وفضلاً عن كونه يُعارض فتح إيران أمام المستثمرين الأجانب، ويكيل الانتقادات للولايات المتحدة، فإنه يدعم فكرة المحادثات بشأن الاتفاق النووي، التي قد تُفضي إلى إزالة العقوبات عن طهران، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وشدّد رئيسي خلال فترة الحملة الانتخابية، على نيته “تشكيل حكومة من الشعب من أجل إيران قوية”، والقضاء على “أوكار الفساد”.
وهو يستند في ذلك الى العمل الذي قام به خلال توليه السلطة القضائية. وقد حصلت في عهده محاكمات كثيرة حظيت بإضاءة واسعة من وسائل الإعلام، بحق مسؤولين بارزين على خلفية تهم بالفساد. وطالت الإجراءات قضاة أيضا يشتبه بضلوعهم في ملفات مماثلة، وهو أمر لم يكن معهودا سابقا في إيران.
أعتبرت إسرائيل أن انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران يمثل تهديدا كبيرا عليها وعلى والغرب.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن رئيس لجنة الأمن والخارجية في الكنيست الإسرائيلي، رام بن باراك، قوله على حسابه على “تويتر”: “انتخاب رئيسي دليل دامغ على قرار خامنئي بجعل سلوك إيران متطرفا، وتحديا أمام الغرب وإسرائيل”.
قال علي فتح الله نجاد، الباحث المنتسب إلى جامعة برلين الحرة، لإذاعة أوروبا الحرة: “بالرغم من أن رئيسي هو رجل الدين الوحيد من بين المرشحين المعتمدين، يُتوقع أن يزداد ثقل الحرس الثوري الإيراني في ظل رئاسته”.
ملك الموسوي 23/6/2021