مستويات قياسية للدولار وفوضى بالاسعار.. هل فشلت منصة “Sayrafa”؟
كارل قربان -لبنان24
ارتفعت معظم أسعار السلع الغذائية، وشهدت فوضى في الايام الاخيرة. سُعرّت على 16 الف و18 ألف ليرة في السوبر ماركت والمحلات التجارية، في وقت يرزح اللبنانيون بأغلبيتهم تحت خط الفقر والبطالة وانعدام القدرة الشرائية. مستوردو المواد الغذائية رفعوا الصوت، وطالبوا مصرف لبنان بتسديد مستحقاتهم من المواد المدعومة والبالغة 75 مليون دولار، بينما، يستحصلون على معظم دولاراتهم من السوق الموازية لتأمين المواد الغذائية على سعر 15500 ليرة.
ليست هذه المشكلة الوحيدة المتعلقة بالدولار، فلا تزال السوق الموازية تتحكم بسعر الصرف، ولا تزال تجارة الدولار فيها أعلى بكثير من منصة “Sayrafa” التي أطلقها مصرف لبنان. ومع توجه المواطن إلى السوق الموازية، وزيادة الطلب على الدولار، تدهورت الليرة أكثر، وبلغت مستويات قياسية جديدة، بـ15500 ومساء أمس 15600 ليرة مقابل الدولار الواحد. لم تستطع المنصة ضبط سعر الصرف بل هو آخذ في التفلت أكثر.
وتجدر الاشارة إلى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أعلن أن عملية البيع عبر منصة “sayrafa” أصبحت يومية منذ نهار الاثنين 20 حزيران 2021، في محاولة لزيادة بيع الدولارات للتجار ومستوردي المواد الغذائية غير المدعومة عبر “المركزي”. هنا، يسأل الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان عن كيفية تأمين مصرف لبنان للعملة الخضراء لبيعها للتجار على سعر 12 الف ليرة. ويقول: “لا يمكننا معرفة إن كان يملك المبالغ الكافية لتمويل المنصة، في وقت لا يمكنه إدخال دولارات جديدة إلى صندوقه”.
وعن إعلان مصرف لبنان في بيان سابق أن العمليات التي تمّت من خلال المنصة بلغت 28 مليون دولار عبر المنصة، يشير أبو سليمان في حديثٍ لـ”لبنان24″ إلى أن هذه الاموال تعود للتوظيفات الالزامية التي يملكها “المركزي”.
أما على صعيد شراء التجار للدولار لتأمين المواد الغذائية، فيلفت أبو سليمان إلى أن “معاملات المنصة ليست سهلة وبطيئة جدا، لهذا يتجه التجار لشراء الدولار من السوق الموازية، لان المنصة لا يمكنها تأمين كافة حاجاتهم من الدولارات، فأرقام عمليات البيع التي أوردها “المركزي” في بيانه منخفضة وليست كافية لشراء التجار كل المواد التي يحتاجها المستهلك”.
وعن ارتفاع سعر صرف الدولار المستمر، والتعويل على السوق الموازية للحصول على العملة الخضراء، يقول أبو سليمان إن “المواطنين لن يبيعوا عملتهم الصعبة لمصرف لبنان، فهم يشترونها بملبغ 12 الف ليرة من المنصة، ويمكنهم بيعها بـ15 الف أو أكثر في السوق الموازية وتحقيق أرباح”. ويضيف: “أصبح اتجاه المنصة واحد، وهو شراء الدولار وليس بيعه”. ويؤكد أن حاليا، السوق الحقيقي الذي يتحكم بسعر الصرف هو السوق الموازية.
وعن استمرارية المنصة، يوضح أن لا أموال سوى في الاحتياطي الالزامي ولا طريقة أخرى لتمويلها، فلا مورد لمصرف لبنان لادخال الدولارات إليه. ويشدد أبو سليمان على أن المنصة تشكل دعما إضافيا، على سعر 12 الف وليس 3900 ليرة كما في السابق. وطالما هناك دولارات لتمويل “Sayrafa”، لا يمكن القول إنها فشلت حتى الان.
ومع رفع الدعم عن بعض المواد الاساسية، وغيرها من السلع، يؤكد أبو سليمان أن المنصة ليست بديلا عن رفع الدعم، لان مصرف لبنان لا يمكنه تأمين 6 مليارات دولار على سعر صرف 12 الف ليرة.
وعن تثبيت سعر الصرف، يُردف أن المنصة لا يمكنها تثبيته بوجود 3 و4 أسعار للصرف حاليا، فلتثبيت السعر، يجب على مصرف لبنان التدخل بالسوق، وأن يكون هناك دولارات لضخّها.
ومع تبذير الدولارات الاخيرة لدى مصرف لبنان، يسأل بعض التجار، أليس من الاجدى تسديد مستحقات دعم الادوية وحليب الاطفال والمستلزمات الطبيّة والقمح والمحروقات والسلّة الغذائية، بدل بيع الدولارات للتجار لشراء بعض الكماليات؟