“ليبانون ديبايت”- المحرر السياسي
الثابت في الضاحية الجنوبية، قرار عدم تناول “طرح جبران باسيل” والقاضي بالإستعانة بـ”صديق” هو أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله عبر الإعلام على أن يأخذ طريقه للنقاش في الغرف المغلقة. والمتحرّك أن حزب الله على إستعداد كامل للدفع بالمبادرات قدماً.
عند هذه الثوابت عقد إجتماع ثانٍ بين مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل في دارة الأخير بالبياضة.
الإجتماع الأوّل والذي عقد يوم أمس، كان إستطلاعياً إذ كانت الغاية منه إستفهام ما لدى باسيل من أفكار والوقوف عند الأسباب التي دفعته للإستنجاد بالسيّد نصرالله، وكان تذكيراً من أن المبادرة الحالية، أي مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي التي لم تسقط بإقرار من مطلقها، تمثل في الأساس مطلباً لدى الحزب لكونها نالت تفويضاً علنياً من السيّد نصرالله، فيما الإجتماع الثاني والذي عقد مساء اليوم، تناول سبل “تفكيك” الجمود الحكومي والعودة إلى مسار المفاوضات عبر الوسطاء، بالإضافة إلى تعميم منطق التهدئة سيما بعد الذي ساد مؤخراً على جبهتي بعبدا – عين التينة.
وفيما تركت الإجتماعات متفوحة بين الرجلين، علماً أن إعفاء حركة أمل من تناول “طرح باسيل” خلال بيان المكتب السياسي للحركة أسهم في تبريد الأجواء ووضع حد للتراشق الإعلامي وهو ما أفاد “سفارة صفا”.
في مقامٍ ثانٍ، بحث موفد الحزب مع باسيل أفكاراً عدة على صلة بالمجال الحكومي، وكان تأكيداً من جانب باسيل على المصلحة في تأليف حكومة “من دون شروط مسبقة”، وقد أعيد تجديد النقاش حول الصيغة الحكومية الثانية أي 888 وكيفية توزيعها.
ومع أن الأمر يحتاج إلى نقاش متواصل، خلصت المصادر إلى تظليل الجولتين بالإيجابية إفساحاً في المجال أمام إستعادة الزخم، وقد لوحظَ أن عين التينة على إطلاع على الإتصالات الجارية حالياً وليست بعيدة عن الأجواء، وهي في صدد البناء على ما قد يستجد لإعادة تسيير مسيّرة النائب علي حسن خليل.
في المقابل، يؤكد أكثر من طرف على صلة بملف تأليف الحكومة، أن إحتمالات تأليف حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلّف سعد الحريري ضمن الفترة الراهنة قد طُويت وإلى أجل غير مسمى، ذاكراً أن السعي الحالي يقتصر على محاولة “لملمة الأمور وعقد تفاهمات مشتركة وتطييب خواطر وكسر حواجز ونزع جليد كمقدمة لعقد مصالحات، وبعدها لكل حادث حديث”.