جويا بو يونس-الديار
الحريري غير معني باي صراع مسلم – مسيحي
مصادر بري: اي ضمانات يُريد باسيل اكثر مما قُدِّم؟
بعدما كانت هدأت على جبهة حرب البيانات بين «عين التينة» وبعبدا، اتى كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الاحد ليقلب المعادلة الحكومية ويضع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في «مهب الريح» ، ومعها صيغة الثلاث «تمانات» المرفوضة، لكونها مثالثة مقنعة بحسب باسيل. الجديد في كلام باسيل هو استبدال الوسيط الحكومي غير العادل ، وهو بري بحسب باسيل، بصديق هو سماحة السيد حسن نصر الله ، الذي اراده باسيل ان يكون حكما وامينا على موضوع الحقوق. اكثر من ذلك قال رئيس التيار: «نصر الله بيعرف انّو نحنا مستهدفين، وكل شي عم يصير هو للنيل منا، وهو بيعرف اننا تنازلنا بموضوع الحكومة عن كتير من حقوقنا»، ليضيف: «نقبل بما تقبل به انت لنفسك وهيدا اخر كلام الي بالحكومة».
قال باسيل ما لديه، قدم فكرة جديدة ومشى…
مضت 48 ساعة على كلام باسيل من دون ان يصدر اي موقف رسمي او على لسان اي نائب سواء في «التنمية والتحرير» او «الوفاء للمقاومة» تعليقا على طرح باسيل، وهنا تفيد المعلومات بان بري اوعز الى المعنيين عدم التعليق على كلمة باسيل والتزام الهدوء، وهذا ما لاقى تفهما داخل الكتلة.
الا ان مصادر مطلعة على جو بري اكتفت بالقول: «اذا كان الكلام لا يكفيه فلعل الصمت يشفيه» ، لتضيف جازمة «ان مبادرة الرئيس بري مستمرة»، ولكن علام يعول بري ليقول بان مبادرته مستمرة، علما ان رئيس التيار نسفها، تجيب المصادر: لانها المبادرة الوحيدة على الطاولة والتي تحظى بدعم محلي دولي وعربي.
اكثر من ذلك، تذكر المصادر المطلعة على جو بري بان النائب علي حسن خليل ومعه الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا زاروا باسيل في دارته، بعدما كان امين عام الحزب قد استعان بالصديق بري وفوّضه الوساطة الحكومية، معلنا ان الحزب مستعد لمساعدة بري وتسأل المصادر: لم لم يثق وقتها باسيل بما قاله له زواره الآتين «برضى السيد»؟ لتضيف: قال باسيل في كلمته الاحد، ان السيد يعلم انهم مهددون، وبالتالي فهو بحسب المصادر يطالب بضمانات فما المطلوب؟ تسال مصادر بري.
المصادر نفسها تكشف كواليس بعض ما ورد في اجتماعات الخليلين مع باسيل فتشير الى ان الخليلين اكدا لباسيل ان حصة الرئيس 8 وزراء والحزب (اي حزب الله) مستعد لان يكون هو ضمانة التيار، وبالتالي ان يكون وزيراه الاثنين من حصته عند اي موقف يتطلب ثلثا ضامنا، الا ان باسيل رفض ذلك، فاي ضمانة يطلبها اكثر من ذلك تسأل المصادر.
اما عن صيغة الـ 3 تمانات المرفوضة لكونها مثالثة مقنعة، كما قال باسيل فتعلق المصادر بالقول: «لقد شارك في السابق بحكومة من 3 عشرات، فهل 3 تمانات مثالثة و3 عشرات ليست مثالثة؟ لتختم المصادر بالقول: واضح ان باسيل لا يريد حكومة.
اما على خط حزب الله المعني الاول بما قاله باسيل، فلا يزال الصمت سيد الموقف، اذ رفض اي مسؤول التعليق بشكل واضح على طرح باسيل، واكتفت بعض الاوساط المطلعة على جو حزب الله بالاشارة الى ان الموضوع حساس ولا تعليق، لتضيف ان العمل جار على تذليل العقبات، وهناك دائما مسعى لحلحة الامور، واكدت المصادر بان الجو بين الحزب والتيار جيد، وان الاتصالات قائمة ومستمرة، كاشفة عن مساع لتهدئة الخطاب بين التيار وامل، وعن مساع جدية تبذل لتخفيف التوتر على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا في حارة حريك، اما في ميرنا الشالوحي، فتعلق مصادر في التيار الوطني الحر على ما قيل من ان حزب الله ممتعض مما قاله باسيل، بعدما احرج الامين العام لحزب الله بين الحليف المسيحي التيار، والحليف التاريخي نبيه بري بالقول : ما حصل يؤكد ان العلاقة بين التيار والحزب امتن مما يتخيل البعض، وتحديدا العلاقة بين باسيل والسيد، مشيرة الى ان ما قاله رئيس التيار احرج الوكيل لا الاصيل، اي احرج بري، بحسب المصادر، التي تكمل شارحة ان باسيل طلب من الاصيل ان يكون عادلا وان ما يقبل به لنفسه يقبل هو به».
وعلى خط «بيت الوسط» الهادئ هذه الايام بعدما غادره الرئيس المكلف باتجاه الامارات، فتفيد مصادر مقربة من الحريري ، بانه كما فعل بري، طلب من نوابه عدم التعليق على ما اثاره باسيل في كلمته، واشارت المصادر الى ان اي موضوع يتعلق بصراع مسلم – مسيحي لا يقبل «المستقبل» الدخول به ويعتبر نفسه غير معني به.
الا ان مصادر في «المستقبل» اعتبرت ان باسيل فتح «باب جهنم» عليه على مستويين: الاول بتصويره ان مسألة الخلاف هي بين المسلمين والمسيحيين وادخاله الشيعة على خط الخلاف باستثناء حزب الله، وفي هذا الامر خطورة ، اي ان الدخول بين الثنائية الشيعية وبهكذا موضوع حساس لدى الشيعة ، ليس لمصلحة باسيل، بحسب المصادر، التي اعتبرت ان رئيس التيار يحاول ان يسترجع شعبيته بحجة ان المسيحيين مستهدفون، لكن «هذه البضاعة ما بقا تبيع»، ودائما على حد تعبير المصادر.
وبانتظار ردود الفعل الرسمية، وما اذا كان هناك من كلمة مرتقبة للسيد نصرالله بالايام المقبلة، علما ان اي موعد لكلمة ما، لم يكن حتى الامس على اجندة الامين العام للحزب، وكذلك عودة الحريري الى بيروت، فلا جديد سجّلته الاتصالات الحكومية بالساعات الماضية، الا ان المعلومات تفيد بان الساعات المقبلة ستعود لتشهد اجتماعات مهمة بين المعنيين بالتأليف، وفي مقدمهم حزب الله والتيار، وقد تتوسع اكثر، لاسيما ان الحزب دخل على خط التهدئة بين «امل» و «التيار».
وفيما كانت بعبدا حتى الامس لا تزال ترصد المواقف وردود الفعل وتعمل على تقييم الامور، فكشفت اوساط مطلعة على جوها، بان القصر الجمهوري لم يتبلّغ اي انزعاج او استياء لدى حزب الله ، واكدت ان اي شيء ليس محسوما بعد باتجاه اي خيار قد يتخذه رئيس الجمهورية اذا ما بقيت حال المرواحة على ما هي عليه اليوم ، مشددة في الوقت نفسه على ان بعبدا قد تكون بصدد اتخاذ الاجراءات التمهيدية لشرح الموقف اكثر لجهات داخلية او خارجية معنية بالوضع الداخلي اللبناني، على غرار ما فعلت مع المسؤول الاوروبي جوزيف بوريل.