نون -اللواء
شهادة المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية في إجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي عن سوء أداء أهل السلطة والسياسيين في إدارة شؤون البلاد والعباد، تكريس جديد لتصنيف الدولة الفاشلة في لبنان، الأمر الذي يتطلب تدخلاً خارجياً لإنقاذ الشعب اللبناني من أخطر الأزمات التي يواجهها في تاريخه الإستقلالي.
لم يكتشف جوزيب بوريل «البارود» بعد لقاءاته الدرامية مع كبار المسؤولين اللبنانيين، الذين حصروا أحاديثهم معه بالإنتقادات والإتهامات المتبادلة بينهم، بعيداً عن التطرق إلى أية خطة إصلاحية كان من المفترض أن تُناقش معه، بحثاً عن سبل الخروج من مهاوي الإنهيارات المتلاحقة، والتي أوصلت لبنان، دولة وشعباً، إلى الإفلاس.
في هذه الأجواء الأوروبية المتشائمة جاء كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مؤتمره الصحفي الأخير ليصب الزيت على نار الأزمة الحكومية، موصداً كل الأبواب والمنافذ أمام مبادرة الرئيس نبيه بري للتوصل إلى «تسوية ما» تُخرج الحكومة العتيدة من دوامة الصراعات المحتدمة، التي حالت دون الولادة الحكومية بعد ثمانية أشهر من تسمية الرئيس المكلف.
ولكن كلام باسيل كان مزيجاً من الخبث والغباوة في العمل السياسي، حيث توهم أن بمقدرته الدخول في ملكوت الثنائي الشيعي، عبر شن حملة كراهية ضد رئيس حركة «أمل» من جهة، وإعلانه تفويض الأمين العام لـ«حزب الله»، بالتفاوض عنه في الملف الحكومي، وإستعداده القبول سلفاً بما يقبل به «الصديق» لحزبه وطائفته!
لم تفشل مناورة باسيل الساذجة على المستوى الشيعي وحسب، حيث إعتبرت بمثابة «هدية مسمومة»، بل أشعلت عاصفة من الرفض والغضب في الوسط المسيحي، في الوقت الذي يدّعي فيه رئيس الكتلة المسيحية النيابية الأكبر أنه يعمل من أجل الدفاع عن حقوق المسيحيين ودورهم في السلطة السياسية!
كان الله في عون اللبنانيين المغلوب على أمرهم مع المتاجرين بالطوائف، والفاسدين حتى آخر قرش في الخزينة المفلسة!