الحدث

باسيل يستعين بـ«صديق»: على الحريري التأليف أو الرحيل

 

الأخبار

بين تحذير وليد جنبلاط من أيام صعبة مقبلة وتلويح ممثل الاتحاد الأوروبي مجدّداً بالعقوبات، كان النائب جبران باسيل يتّهم الرئيس نبيه بري بالسعي إلى المثالثة والانحياز للرئيس سعد الحريري، ويتوجّه إلى السيد حسن نصر الله، مستعيناً به كـ«صديق»، مؤتمناً إياه على حقوق المسيحيين.

الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزف بوريل، الذي زار بيروت السبت، حمّل المسؤولين اللبنانيين تبعات الأزمة والانهيار المحتمل. وأكد أن الأزمة داخلية مئة في المئة. وأعاد التلويح بسلاح العقوبات، مؤكداً أن المطلوب أن يتحمّل اللبنانيون مسؤولياتهم للخروج من الأزمة وتأليف حكومة إصلاحية تتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي هو الممر الإلزامي لحصول لبنان على الدعم الأوروبي السخيّ في مقابل التلويح بصراحة بأن سلاح العقوبات الأوروبية مطروح على الطاولة.
لكن على ما يبدو، فإن كلام بوريل لن يكون له تأثيره على الأزمة المتفاقمة سياسياً، وخصوصاً أن المبادرة الوحيدة التي كانت على الطاولة سقطت نهائياً بعد كلام باسيل، الذي عقد أمس مؤتمراً صحافياً خصّصه للهجوم على بري ووصفه بالمنحاز، طالباً تدخّل الأمين العام لحزب الله «لحماية الحقوق». ورأى باسيل أن العيب ليس في المبادرة، بل لأن الوسيط نفسه ليس نزيهاً. وأشار إلى أنه تبيّن أن بري «طلع منحازاً ومسيئاً»، وهو «يطلب منا التنازل وهو لم يتنازل عن وزارة واحدة للمداورة، لذا لا يحق له أن يعطي مواعظ للناس بالتنازل». أضاف: «وصل بكم الأمر لتقولوا لرئيس الجمهورية لا يحق لك أن تسمّي أي وزير، ولا كلمة لك بتسمية رئيس الحكومة، ولا حتى يحقّ لكتلة تفوّضك تسمي باسمها كما تريد، وليس لك صوت بمجلس الوزراء، وبعد ناقص تقولوا له: شغلة واحدة». ورأى أن «أزمة التأليف أظهرت أن المشكلة ليست في النصوص الملتبسة للدستور الذي يفتقر إلى المهل، بل بالنيات الدفينة التي تفضح أصحابها في لحظة تأزم أو غضب… وبهذه اللحظة تسقط كل معاني الشراكة والعيش المشترك ووقف العدّ، ويحلّ محلها التذكير بالعدد (…) واضح أن هناك من لم يبلع استعادتنا للدور الذي شلّحونا إياه بين 1990 و2005، واليوم يعتبرون أن عندهم فرصة جديدة ليستعيدوا زمن التشليح والتشبيح». وسأل: «أيّ ردة فعل تنتظرون منا، عندما تستشهدون بالبابا والبطريرك لتكذبوا عليهما بالمناصفة، وتعودون لنا بالمثالثة المقنّعة وبصيغة ثلاث ثمانات بالحكومة؟ المناصفة الفعلية هي 12 بـ 12، يسمّيهم بالتساوي المسيحيون والمسلمون، وليس 8 يسمّيهم المسيحيون و16 يسمّيهم المسلمون… هذه مثالثة ومرفوضة».وتوجّه الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالقول: «أتعتقد أنك تخفي جريمتك بسكوتك إذا تحججت بأننا لا نعمل معركة حقوق بل معركة مصالح؟ لماذا لم تقم بها في الطائف بالـ 90 عندما غطّيته وكان عندك نواب ووزراء، ولماذا لم تقم بها بالقانون الأرثوذكسي ولا تقوم بها اليوم؟ أو أنك ملتهٍ بتعمير القلعة فوق التلّة من الخوات ومن Fundraising والمال السياسي وبيع الكرامة والحقوق؟».
وفيما دعت مصادر في 8 آذار إلى انتظار رد فعل أمل وحزب الله على موقف باسيل، ليبنى على الشيء مقتضاه، بمعنى التعامل معها إيجابياً بوصفها مسعى للحل أو مسعى لحشر حليفه، أكدت مصادر في التيار الوطني الحر أن كلام باسيل «ليس حشراً لحليفه الذي يتفهم كل اعتباراته، وواضح أننا نستعين بصديق»، وقد «آن الأوان لإقناع سعد الحريري بالتأليف أو بالرحيل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى