السجال يشتعل مجدداً.. “القوات”: لن نرضى بتسليم لبنان لـ”المرشد”.. و”التيار”: نخوض “معركة وجود”


حسن هاشم -لبنان24

اشتعل السجال مجدداً بين “الأخوة الأعداء” أيّ “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” على خلفية الهجوم الذي شنّه رئيس “التيار” النائب جبران باسيل على رئيس “القوات” سمير جعجع، و”استعانة” باسيل بـ”صديق” لحلّ مسألة تأليف الحكومة وهو الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن الله نصرالله.

هي ليست المرة الأولى التي يصوّب فيها باسيل سهامه على البيت الداخلي المسيحي، وهو، بحسب ما تقول مصادر مقربة من “القوات”، في كلّ مرّة “يحشر” فيها بالزاوية، يلجأ إلى التصويب على “القوات” ظناً منه أنّ الهجوم عليها “بيربّح” شعبياً ولا سيما أنّنا بتنا في مرحلة التحضير للانتخابات النيابية.

وتستغرب المصادر محاولات باسيل المتكررة لاستحضار الماضي و”نبش القبور” وهي مراحل من المفترض أنّ نكون تخطيناها في “اتفاق معراب” أقلّه في الشق المتعلّق بالمصالحة.

وترى المصادر نفسها أنّ كلام باسيل بالأمس لا يمكن التوقّف عنده فقط بما خصّ الهجوم على “القوات” وجعجع، بل المسألة الأخرى هي قضية مبدئية دفع ثمنها المسيحيون دماً وشهداء لأجل سيادة لبنان.

وتسأل: “كيف لباسيل أنّ يتبجّح بتسليم أمر لبنان إلى السيد نصرالله وكأنّه يقول إنّ لبنان بات تحت حكم “المرشد الأعلى” على الطريقة الإيرانية؟”.

وتضيف أنّ “باسيل أهان بهذا الطرح القضية اللبنانية والمقاومة اللبنانية التي قدّمت التضحيات لأجل لبنان والقضية اليوم لم تعد مرتبطة بصراع البيت الداخلي المسيحي – المسيحي، بل باتت مرتبطة بكرامة المسيحيين وكلّ اللبنانيين السياديين”.

وتجزم المصادر أنّ “القوات وكلّ الفرقاء السياديين لن يقبلوا بتسليم لبنان لـ”المرشد الأعلى” وللقرار الإيراني ،وما قاله باسيل هو إهانة ليس بحقّه وحقّ رئيس الجمهورية فحسب إنّها بحقّ الموقع الرئاسة التي يتغنّى بها عون وباسيل أنّ الزعامة المسيحية الوحيدة في المشرق والعالم العربي”.

أمّا على مقلب “التيار”، فإنّ المعركة أبعد من معركة سياسية بل هي “معركة وجود”، ووفقاً لمصادر مقربة من “التيار”، فإنّ “من يدّعي أنّه وسيط كان طرفاً حاول إلغاء الدور المسيحي الذي استعاده الرئيس ميشال عون في الدولة، ونحن ندرك أنّ السيد نصرالله حريص على “التيار” والمسيحيين، وبالتالي ما الذي يمنع من أن يكون هو الوسيط في الملف الحكومي طالما أنه يعرف أن المطلوب إلغاؤنا”.

وترى المصادر أنّه “ليس جديداً على “القوات” التنازل عن حقوق المسيحيين من أجل “وهم” الوصول إلى زعامة المسيحيين”.

ووفقاً للمصادر نفسها، فإنّ “التخاذل في الدفاع عن الحقوق اليوم هو نفسه “الحياد” الذي شاهدناه عام 1990 من الطائف والقبول بمحاولة السطو على ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية”.

وتشير مصادر “التيار” إلى “أنّنا لم نستعن يوماً الا بشعبنا من أجل مصلحة وطننا لكنّ على “القوات” أن يتذكّروا أنّهم استعانوا بالمحتلّ للهجوم على المنطقة الحرة وعلى الشرعية للوصول الى مآربهم الضيقة”.

وتختم مصادر “التيار” مذكرة “بأنّنا لم نُرتَهَن يوماً لأي دولة، ولم نقبض يوماً لنخوض إنتخابات، ولم نَخَف يوماً من مُحتلّ، كما أنّنا لم نساوم يوماً على حقوقنا ولم نتراجع ولن نتراجع لأنّنا نخوض معركة وجود”.

Exit mobile version