نصرالله لباسيل: غلطت بالعنوان…
“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر
سيد بكركي، بيك المختارة، صهر العهد، كِلّن قالوا وبوضوح، لا حكومة قريباً. عبارة ستتكرّر في تقارير النقّ عا مدّ عينك والنظر، على طاولة بروكسل، يلّلي عينها عالعقوبات وتفو عليها. باختصار، هذا ما سيرفعه وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، وكذلك مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في تقديره لنتائج حرب الصلاحيات وحماية الدستور وتفسيره.
فغرام بوريل في عين التينة والإنتقام في بعبدا، فجّر التشنّج والإنفجار العوني، الذي تراكم، من قلب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الطاولة، بإقناع الرئيس المكلّف سعد الحريري بالتراجع عن الإعتذار، بعدما كان تبلّغ من جهات عربية ضرورة الرحيل، إلى حماية رئيس المجلس للرئيس المكلّف، تحت شعار التزام الكتاب، الذي بحجّة السهر على حفظه، يخوض جنرال بعبدا معركة حياة أو موت مع بيت الوسط.
مستعيناً بنفس مواقفه السابقة، وإن بحدّية المنتصِر السابق لأوانه، بعد ثلاثية قنابله التي رماها في وجه بري – الحريري – جعجع، والذي للمصادفة، شكّل نقطة الإلتقاء الوحيدة بين صهري العهد المتّفقان على نتف ريشه، قبل أن تردّ “القوات اللبنانية” عليه، “مستقوي بنصرالله”. في إطلالتين إعلاميتين بفارق ساعات قليلة، خرج جبران باسيل، رامياً مادةً سياسيةً جدليةً، كفيلةً بملء فراغ الأسبوع الطالع، فاتحاً الطريق أمام كلمة “لبَيّ الكل” لن يغيب الإستيذ عنها، ومن أبرز نقاطها:
ـ قطع الطريق على مسعى الإستيذ، دافناً مبادرته المجهولة البنود، بوصفه وسيطاً غير نزيه، كونه جزءاً من المشكلة والحملة، ضد فريق العم والصهر، خلافاً لتاكيدات الشيخ نعيم قاسم وكتلة “الوفاء للمقاومة”. ويبدو واضحاً أن النائب البتروني لا يريد أي دور لرئيس المجلس في عملية تشكيل الحكومة.
ـ بكلمات مؤثّرة ووجدانية، لا تخلو من “الثَعلبة” السياسية، ورّط باسيل السيد نصرالله وحشر الحارة في الزاوية، بعد طول معمعة لموقفها، إذ بات على “حزب الله” أن يحسم خياره، ” إمّا معنا وإمّا ضدنا”، بالتأكيد دون “تسليمه أمره وأمر من يمثّل”. وهنا، لا بد من التساؤل، كيف تخيّل شيخ بيت الوسط وقبله سيد المقاومة، أنه يمكن لإستيذ عين التينة أن يكون حلاّل المشاكل مع جنرال بعبدا؟
ـ إعادة طرحه لمسألة تعديل الدستور، فيما خص المهل المتعلّقة بالتكليف والتشكيل، بل ذهب أبعد من ذلك في معركته مع أبو مصطفى، داعياً إلى ضرورة تعديل مهل تتعلق بعمل المجلس النيابي ورئاسته.
ـ جاء كلامه ليؤكد على رغبة رئيس الجمهورية بالدعوة إلى الحوار، كمخرج للأزمة الحكومية، بجدول أعمال حدّد بنوده، مقدّماً مطالعته للنظام الإقتصادي والسياسي الجديد: الحكومة، إصلاح النظام السياسي مقترحاً اللامركزية الموسّعة في مواجهة المثالثة، مكافحة الفساد والإستراتيجية الدفاعية. فهل لذلك علاقة بيقينه أن السيّد لن يبادر تجاهه؟ وهنا أيضاً، يبدو أنه أمسك باليد التي تُوجع “حزب الله”، مع وضع سلاحه على الطاولة من جهة، وناسفاً المثالثة التي لن تمرّ. وعليه يمكن الإستنتاج أنه وفقاً للموازين الحالية، لن يُكتب النجاح لهكذا مؤتمر، في ظل مقاطعة الأطراف له.
ـ تصويبه على “الثنائي الشيعي” الذي يحاول إرساء أعراف جديدة من خلال تثبيت وزارة المال للطائفة الشيعية، فيما يطالب بالمداورة في باقي الوزارات، وهو أمر مرتبط بالمثالثة الحكومية، وما يمكن أن يكون بعد بعدها.
ـ تأكيده أن الإنتخابات يجب أن تكون في موعدها، على أن يسبقها إصلاح النظام، ليأتي التغيير في صناديق الإقتراع. إلاّ أنه في المقابل، هزّ العصا ملوّحاً بأنه لم يُسقط من حسابه الإستقالة من المجلس تمهيداً لانتخابات نيابية مُبكرة خلافاً لرأي ورغبة “حزب الله”. ولكن كيف سيسقط المجلس، وهل عبر إسقاط الميثاقية المسيحية عن المجلس النيابي؟
ـ دعوته المراهنين على العقوبات الدولية أيّاً كانت هويّتها كأداة ضغط على “التيار الوطني الحر”، إلى لعب غيرها، ف”البرتقالي” ما اعتاد التراجع أمام الضغوط والتهديدات، خصوصاً إذا ما وصلت معه لمنخاره.
في المحصلة، الكلّ ارتاح باستثناء “حزب الله” الذي زُرك بالزاوية، وقرّر أن يبلّغ طالب “الدبس” بموقفه من “الحشرة” في غضون ساعات، “بري نحن ومبادرته مبادرتنا”، فالخيارات أمامه بين المرّ والأمرّ. فهل يستجيب سماحته بعد حشره في الزاوية. أمّا “التيار”، فإلى الشارع دُرّ عند كل محطة وحدث يفترض ذلك. فإلى أين سيقوده الصديق؟
وعليه، لا حكومة ولا إنقاذ مع طبقة تعيش بمَيل وشعبها بمَيل، لذلك كان اللجوء إلى البديل المنشود عند المجتمع المدني، الذي يُؤمَل أن يكون بديلاً عن السلطة عن طريق انتخابات يجب أن تكون في موعدها ووقتها وإلا…
إلاّ، أكيد أوروبا مش قدّها…
فبوريل لم يكتشف البارود، “وما خبّرنا شي ما منعرفو”… بكل بساطة أعاد كلاماً حفظه اللبنانيون عن ظهر قلب بكل لغات العالم ومِش ناقصهم بعد غير الصيني… كما يقول الشاطر حسن…