هناك إجماع عند كافة المواطنين اللبنانيين ان غالبية السياسيين مع حاكم مصرف لبنان والمصارف خدعوهم، والدليل ان كل الوعود لم يتحقق منها شيء، إضافة الى ان الليرة ليست بخير، بل توفيت وانهارت، وغالبية المؤسسات أفلست، والشركات أغلقت أبوابها، والمواطن غير قادر على استعادة امواله الا بالقطارة، هذا في حال استعادها، وتبين أن الرابح الوحيد هم فقط أشخاص عدة من السياسيين وأصحاب البنوك، على حساب الشعب وبقاء الوطن.
وهذا دليل كاف على أنه في لبنان لا يوجد مواطنون، او بين مزدوجين “شعب”، لأن السياسي لو كان يقيم وزنا للشعب، أو يحترم المواطنين ،لكان اقله إما استقال او اقال حاكم البنك المركزي ،وهو موظف كأي موظف في مؤسسة عامة، وحاسب البنوك التي كذّبت على الشعب اللبناني بأن همها هو تطوير الاقتصاد وخلق فرص إنتاجية وتأمين حياة كريمة للمواطنين.
ولا يقولن لي أحد ان الحزب(حزب الله) حامي السياسيين والبنوك ،او انه يريد السيطرة على البلد، لانه لا يوجد أحد تضرر من السياسيين الذين يهاجمونه ليلا نهارا، ومن سياسة العقوبات ، وتقييد أموال مثل ما تضرر الحزب، وخطاب السيد مازال حتى هذه اللحظة ينشر، متوجها للبنوك ويناشدهم ان يدعموا بواحد بالمائة من الأرباح التي جنيت من هذا الشعب “المعتر” الذي أصبح مفلسا.
عليكم ان تحدّدوا: إما أن الحزب يحمي السياسيين ،او انه يريد أن يحكم البلد. فإذا قررتم ان الحزب يريد أن يحكم البلد، فلا يحق لكم ان تقولوا عنه أنه يحمي السياسيين، لان الذي يريد أن يحكم البلد يجب عليه إنهاء دور السياسيين.واذا كان يحمي السياسيين ويقوّي نفوذهم ،فهو لا يريد أن يحكم البلد.
لو كان الحزب يعلم أن الشعب سيكون معه ضد السياسيين، لتحرك من اول يوم وواجههم، لكن الحزب يعلم أنه في حال توجه ضد أي سياسي فإن الفتنة ستشتعل والعصبية الطائفية ستنتشر وتتمدد.
المشكلة ليست في السياسيين وحدهم بل في الشعب أيضا، الذي يعتقد ان هذا السياسي او ذاك همه الشعب.
بالرغم ان الدواء مقطوع عن كل الطوائف، حتى حبة الاسبرين التي هي ارخص منتج غير متوفرة، تجد كل طائفة تدافع عن سياسييها، مع ان السياسيين لو يخافون الله او همهم طائفتهم والشعب، لكان أقله تحركوا وغضبوا، لان كل مريض يموت بسبب فقدان الدواء هو في رقابهم.
اما مقولة فلان قادر على الانقاذ وعلان سيشيل الزير من البير، أيضا هذه كذبة كبيرة. فالجميع يعلم أنه في الختام واصلون إلى رفع الدعم. فالزرع لا ينبت بالاحلام، بل بالعمل، والشعب اللبناني غير قادر على تأمين قوت يومه ولا قادر على شراء اي شيء من الكماليات، كما أنه عاجز عن الإنتاج والربح في ظل تدهور العملة وتوقف العجلة الاقتصادية. اذا كانت الدولة عاجزة عن جباية الضرائب والرسوم،فمن أين سيكون الدعم؟
جميع الحكومات لم تفكر يوما بالشعب، فلا نقل عام، ولا خطط تطويرية، ولا وضع حد للبطالة.
الجميع يقول إنه قدم المشاريع، فما فائدة المشاريع ان لم تنفذ؟
انا قدمت مشروعا لزوجتي باني سأبني لها قصرا ،وكل سنة سآخذها في جولة سياحية حول العالم، ولم أحقق وعدا واحدا من وعودي.
عندما يتوقف الدعم عن المحروقات ،ماذا يفيد كل ما نسمعه ولا يوجد نقل عام، فالمواطن الذي معاشه مليونا ليرة غير قادر ان يصل إلى عمله بسيارات الأجرة، وغير قادر على شراء تنكة البنزين، هذا بحال لم تتعطل سيارته.
علينا أن نستيقظ.. كل ما نسمعه كذب بكذب. معظم السياسيين وأصحاب البنوك غير مستعدين لصرف دولار واحد من أجل الوطن.
مثلا الجيش اللبناني الذي هو العامود الفقري للكيان اللبناني والمؤسسة الوحيدة التي يمكن ان تنقذ الوطن، وهي التي تحمي الشعب، وتحافظ على الانصهار الوطني ووحدته، وهي مؤسسة يشهد لها بكل كلمات الفخار والنزاهة والاعتزاز والوطنية، وتضحيات قادتها وجنودها وتفانيهم اكبر واعظم من كل الكلمات التي من الممكن أن تقال بحقهم، وبالرغم من الانضباط العالي والتقيد بكافة القوانين، انظروا كيف يعامل غالبية السياسيين هذه المؤسسة العريقة.
للاسف لبنان انتهى لان معظم السياسيين الذين يعلمون أن تسعيرة انتخابهم للمواطن لا تعادل ثمن حمار امتطوا عصبيته الطائفية، مما حوّل المواطن إلى عاجز عن شراء حمار يركبه.
وصدقا، غالبية السياسيين يستكثرون على الشعب صفة غنم، لأنهم لو كانوا ينظرون إلى الشعب على أنه غنم لكانوا قدموا له السكن والعلف والرعاية البيطرية، وحموه من الذئاب، لكن غالبية السياسيين هم الذئاب التي تفتك بالغنم..
اصلا نحن لسنا حتى ي مزرعة، فكل صاحب مزرعة يعمل على تطويرها وفلاحتها وصيانتها، وتأمين المعدات الزراعية والكهربائية لها.
نحن للاسف في غابة لا يوجد فيها الا وحوش لا تحترم حتى قانون الغريزة، فالحيوان يقتل عندما يجوع، إنما في لبنان غالبية الساسة يقتلون لخلل عقلي وجنون مارسوه لعقود، ومستعدون في اي لحظة للعودة الى ممارسته.
المقبل سيء جدا، جدا، فلا المؤتمنون على البلاد والعباد هم اهل للامانة، وايضا الخارج غير مكترث بما يحصل للبنان…والشعب يعيش حزورة زهرة الربيع وينتف ورقة قائلا : البلد بتزبط، ثم ينتف الثانية قائلا البلد ما بتزبط.
وبانتظار ما يقوله البصارون وقارئو الكف والفنجان..لكل حادث حديث!.