إسرائيل تدعم صفقة أميركية سورية..إذا أبعدت إيران

© Getty
المدن
طالبت صحيفة “نيورك تايمز” الرئيس الأميركي جو بايدن بنزع فتيل التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل عبر محاولة التخلص من الوجود الإيراني في سوريا.
وقال توماس فريدمان في مقال بعنوان: “أفضل ما يمكن توقعه من إيران..سيء جداً“، إن “سوريا تخضع اليوم لسيطرة فعالة في قطاعات مختلفة من قبل ثلاث قوى غير عربية، وهي روسيا وتركيا وإيران”. واعتبر أن “موسكو لا تحب وجود قوات إيرانية في سوريا إلى جانب قواتها، لكنها احتاجتها للمساعدة في سحق أعداء حليفها بشار الأسد”.
ورأى الكاتب أن بايدن يمكنه الذهاب ودول الخليج إلى الروس والأسد بهذا العرض: إخراج القوات الإيرانية من سوريا، وسنضاعف ثلاث مرات المساعدة المالية التي كانت إيران تقدمها لسوريا، وسنوافق ضمناً على بقاء الأسد في السلطة على المدى القصير، معتبراً أن إسرائيل ستدعم هذه الصفقة، لأنها ستكسر الجسر البري السوري الذي تستخدمه إيران لتزويد حزب الله بالصواريخ.
وقال فريدمان إن النظام الإيراني كان سعيداً جداً في استخدام الموارد التي حصل عليها من رفع العقوبات الأميركية في الاتفاف النووي الذي وقع مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ليس فقط لبناء المزيد من الطرق والمدارس، ولكن كذلك لتمويل وتسليح حلفائه العرب في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
وشرح الكاتب موقفه من الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً إنه أيّد الاتفاق ولم يؤيد تمزيقه من قبل الرئيس دونالد ترامب. لكن عندما قام ترامب بالانسحاب من الاتفاق، كان فريدمان يأمل أن يستفيد من الألم الاقتصادي الذي تسبب فيه للإيرانيين في إقناع طهران بتحسين الاتفاق النووي. لقد فشل ترامب في ذلك، وترك إيران حرة في الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من القنبلة النووية.
وأضاف “أنا أؤيد محاولة بايدن إحياء الاتفاق، وأنا أؤيد جهود إسرائيل السرية لتخريب قدرة إيران على صنع سلاح نووي بغض النظر عن الاتفاق”. وأوضح الكاتب أن “هذا قد يبدو متناقضاً، لكن هناك خيطاً موحداً يمر عبر كل ذلك، لأن التعامل بفعالية مع النظام الإيراني، بطريقة تقضي بشكل دائم على سلوكه الضار أمر مستحيل. فإيران أكبر من أن يتم غزوها، والنظام راسخ جداً بحيث لا يمكن الإطاحة به من الخارج وسكانها موهوبون للغاية بحيث لا يمكن حرمانهم من القدرة النووية إلى الأبد”.
وأضاف “عندما تتعامل مع إيران، فإنك تفعل ما تستطيع حيث تستطيع بقدر ما تستطيع، لكن مع إدراك أن النظام الإيراني لن يتغير. فبعد 42 عاماً من الحكم، أصبحت بعض الأشياء واضحة: رجال الدين الحاكمون في إيران يحتفلون بالصراع مع أميركا وإسرائيل كأداة أساسية لبقائهم في السلطة والحفاظ على الحرس الثوري”.
ورأى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية لن تغيّر الكثير، إذ سيبقى رجال الدين الحاكمين في السلطة. ودعا القادة الأميركيين والإسرائيليين إلى استراتيجية تتلخص بالمحاولة الدائمة للحصول على أفضل اتفاق مع إيران، من خلال رفع أو فرض العقوبات بالإضافة إلى الحرب السرية، محذراً في الوقت نفسه من الإطاحة بالنظام الإيراني بالقوة.
وتابع: “المشكلة هي أن قادة إيران ماكرون ويملكون الحدس بما تفكر به عن بعد مئات الأميال، وعندما يكتشفون عدم وجود جهات مستعدة لتحدّيهم أو الإطاحة بهم فإنهم يجدون طرقاً لمواصلة برامجهم النووية”. وأضاف أنه على الرغم من خطاب ترامب الصارم واغتياله لقاسم سليماني، لم يكن لدى ترامب استراتيجية دبلوماسية للاستفادة من حملة الضغط القصوى لتحقيق أهداف قابلة للتحقيق، فهو لم يكن مستعداً لاستخدام القوة المفرطة ولهذا انتظر الإيرانيون خروجه من السلطة.
ورأى الكاتب أن بايدن يريد إغلاق البرنامج النووي الإيراني على الأقل لفترة من الوقت، ثم سيحاول تخفيف الاضطرابات الإقليمية التي تلحقها طهران في المنطقة وخاصة لتل أبيب.
وأشار إلى أن الرد الإسرائيلي على رؤية بايدن هو أن الولايات المتحدة ستدفع لإيران للتخلي عن سلاح نووي، بينما تشحن طهران في الوقت نفسه الأسلحة التقليدية والمتطورة إلى حليفها حزب الله.
وقال الكاتب إنه “من غير المرجح أن تتسامح إسرائيل مع هذا السلاح المرفوع فوق رأسها بينما رجال الدين الإيرانيين يجلسون بشكل مريح في طهران. فخلال حرب عام 2006 في لبنان، اضطر حزب الله إلى إطلاق حوالى 20 صاروخ أرض-أرض غير موجه ضد كل هدف إسرائيلي، أما اليوم ومع الصواريخ طويلة المدى والموجهة بنظام (جي بي أس) التي توفرها إيران لحزب الله، فقد يحتاج الحزب إلى إطلاق صاروخ واحد فقط على كل هدف إسرائيلي، كالمفاعل النووي، والمطارات، والموانئ ومحطات الطاقة ومصانع التكنولوجيا مع احتمال كبير أن تلحق تلك الصواريخ الضرر بالأهداف”.
واعتبر فريدمان أن فريق بايدن ملتزم بكبح هذا التهديد من خلال المحادثات مع إيران بمجرد استعادة الاتفاق النووي. لكن الإسرائيليين يسألونهم: ما هو النفوذ الذي ستتمتع به على إيران بمجرد رفع العديد من العقوبات؟
Exit mobile version