عتاب باسيل في الغُرف المُغلقة يخرج إلى العلن… لماذا الآن؟
“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني
لا شيء يضبط إيقاع العلاقة بين “حزب الله” ورئيس “التيّار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في هذه المرحلة، سوى مجموعة مصالح مُشتركة تُشكّل خارطة طريق لوصول كل منهما إلى هدفه. وحتّى ولو اختلفت وجهات السير أو الطرق المؤدية إلى الهدف، تبقى البوصلة هي المعيار الأساس في تحديد الرؤية على الرغم من “الحوادث” الجانبيّة التي تطرأ بين الحين والآخر خلال رحلة المصالح.
ما هو مُعلن اليوم، بين “الحزب” و”التيّار” خصوصاً لجهة المناوشات الحاصلة بينهما، وسط “شراسة” غير مسبوقة من “البرتقالي” حول أكثر من ملف، ليس بالضرورة أن يعكس حقيقة ما يُدار خلف الكواليس، حتّى ولو “جنّ جنون” جبران باسيل وزياد أسود ونبيل نقولا وناجي حايك وإعلام “التيّار”، وذلك، بحسب مصادر مقرّبة من “حزب الله”، لأن الأصل يكمن بالوصول إلى الإتفاقات الضمنية، شرط أن تبقى الأمور تحت السيطرة وتحت السقف المرسوم داخل الغرف السياسية.
ما سبق، لا يُلغي على الإطلاق، وجود أكثر من تباينات بين “الأصفر” و”البرتقالي” على صعيد أكثر من ملف اجتماعي وسياسي، لكن مع هذا كلّه، لا يُمكن التغاضي أيضاً، عن أسباب العلاقة أو المصالح التي تجمع بين الطرفين، والتي لا يُمكن لأي طرف أن يُحقّقها من دون الآخر، والتي تتعلّق بطبيعة الحال، بالنفوذ السياسي الذي يسعى “الحزب” إلى تحقيقه في الداخل اللبناني، وبطموح باسيل الرئاسي، الذي لا يُمكن أن يتحقّق من دون مُباركة الأول. وهنا، يبرز السؤال الأكبر والمتعلّق بتوقيت الهجوم “الشرس” الذي يشنّه قادة “التيّار” ضد الحليف “الأصفر”.
مصادر مقرّبة من “حزب الله” تكشف للمرّة الأولى، عن مجموعة لقاءات داخل “الغُرف المُغلقة” كانت حصلت في الفترة الأخيرة بين باسيل و”الحزب” حيث أفرغ فيها الأخير ما في جعبته من مواقف تخطّت درجة العتاب، حتّى كادت تصل إلى مرحلة الإختيار، “إمّا معنا وإمّا علينا”. لكن في المقابل، كانت الإنتخابات النيابية ومُستلزماتها، الحجّة الأبرز لدى باسيل لإقناع حليفه، بأن ما يبدر منه أو من تيّاره، لا يتخطّى مستلزمات الحملات الإنتخابية والتحضير لها، بسبب الإحراج الكبير الذي يلقاه داخل الشارع المسيحي وداخل تيّاره السياسي.
بالأمس، وجّه النائب السابق نبيل نقولا، مجموعة اتهامات ضد “حزب الله” من خلال رسالة أرادها أن تصل إلى رأس الهرم في “الحزب”، اتهمه فيها بالسكوت عن الحق واتخاذ موقف المتفرّج في عمليات الهدر والفساد وحماية طائفته بدل حماية الوطن. هنا، تعود المصادر نفسها لتؤكد، أن ما هو “حزب الله” فيه، فإن “التيار” شريك أساسي به، لذلك، فإن ما عبّر عنه باسيل في الغُرف المُغلقة”، بدأ يخرج عن طريق تيّاره إلى العلن. ولذلك، ثمّة سؤال يُوجّه لهم اليوم: لماذا الآن؟
وفي عزّ الهجمات السياسية داخل ما يُسمّى بالفريق الواحد، تظهر حقيقة التحالفات المبنيّة على المصالح السياسية من خلال تأكيد المصادر المقرّبة من “الحزب”، بأن “كسر باسيل يعني كسر حلقة حلف لديه الحق بالسعي لتحقيق الغالبية البرلمانية، والتي على ضوئها يتحقّق النفوذ في المواقع الرئاسية الثلاث من خلال التوافق مع الطوائف المعنية بكل موقع. وعلى الرغم من كل ما يجري سواء داخل هذا الحلف أو ذاك، المؤكد أنه لن تكون هناك حكومة في المدى القريب، ولا اعتذار ولا إستقالة من مجلس النوّاب، ولا حتى إنتخابات نيابية مُبكّرة.”