الحدث

لا حلول متوقّعة والجميع يحذّر

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

تؤكد المعلومات المستقاة من الدائرة الضيقة المولجة بالتأليف، بأن الأمور تسير باتجاه المزيد من التصعيد، وتحديداً بين بعبدا وعين التينة، إذ ينقل عن بعض النواب المقرّبين من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بأنه لن يسكت بعد اليوم على الحملات التي تطاوله من نواب “التيار الوطني الحر”، وحيث يأتي الجواب دائماً بأن ذلك لا يعدو كونه اجتهادات، ولا يمثّل تكتل “لبنان القوي” أو “التيار الحر”، في حين أن الصورة واضحة بأن قراراً على أعلى المستويات من بعبدا إلى ميرنا الشالوحي وراء هذه الحملات، وما ردّ رئيس المجلس عليها، إلا لكونه على دراية تامة بكل الخلفيات والمعطيات التي أدّت إلى هذه الإستهدافات.

وتكشف المعلومات، أن اللعبة اليومك، قد أضحت مفتوحة على كل الإحتمالات، إن من خلال الإنقسام السياسي وصولاً إلى الإنهيار الإقتصادي والمالي والمعيشي، ومن ثم الإستحقاقات الإنتخابية من الرئاسة الأولى إلى النيابية، بمعنى أن الجميع سيلعب كل أوراقه، وهذا ما سنشهده في المرحلة القادمة، وتحديداً بين بعبدا وعين التينة، دون استبعاد أن يكون هناك حلف سياسي باتت مؤشّراته واضحة، وقوامه الرئيس بري إلى الرئيس المكلّف سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وزعيم “المردة” سليمان فرنجية، وطابعه مواجهة الرئيس والصهر سوياً، لقطع الطريق بالكامل على رئيس “التيار” ومنع وصوله إلى بعبدا، لا سيما وأنه يحظى بدعم غير محدود من الرئيس عون، وهذه المسألة كشفها بوضوح النائب شامل روكز في حديثه المتلفز الأخير.

وفي هذا الإطار، تؤكد المعلومات، أن عملية التأليف ستبقى ضمن الأوراق السياسية التي ستستعمل في إطار المواجهة بين بيت الوسط وبعبدا، ومن الطبيعي مع “التيار الوطني”، وقد كشف الرئيس الحريري لأحد أبرز المقرّبين منه، بأنه لن يعتذر ولن يؤلّف، إنما وخلال الساعات المقبلة، قد يكون هناك القرار الحاسم بعد استكمال الإتصالات والمشاورات مع المعنيين، وحيث علم أن اتصالات بالغة الأهمية جرت في الآونة الأخيرة دون أن يُفصَح عنها لدواعي المرحلة وحساسيتها. ولكن في المحصلة، فهي لم تؤدِ إلى التأليف أو أي حلحلة بعدما بات البلد محكوماً بمحطات خارجية أساسية، ولها ارتداداتها على المسار الداخلي، وبناء عليه، فإن ما يجري اليوم لا يعدو كونه عملية تقطيع للوقت، استدراكاً لأي انفجار إجتماعي سيؤدي إلى اهتزازات أمنية قد تتحوّل إلى فوضى وأحداث لا يمكن لجمها في هذه الظروف الإستثنائية التي يجتازها لبنان.

وعلم أيضاً، أن أكثر من اتصال جرى على خط الرئيس المكلّف ونادي رؤساء الحكومات السابقين ومع عين التينة وكليمنصو، وصولاً إلى باريس والقاهرة، إنما هناك موقف يصبّ في إطار دعم استمرار تكليف الحريري، وهذا ما تبلّغه من الفرنسيين والروس والمصريين، من دون أن يعني ذلك وجود أجواء توحي بتشكيل حكومة، بل أن ما يحصل من قبل هذه الدول، هو استمرار للإتصالات من أجل سحب فتيل التوتّر والإحتقان من الشارع. وعلى هذه الخلفية، ليس ثمة توجّه لأي حلول متوقّعة، بل أن الجميع يحذّر من أيام صعبة وقاسية، ومنهم من يخاف على الوضع الأمني والفوضى المرتقبة، في ظل غياب الدعم الدولي، ومن الدول المانحة تحديداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى