بعث وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد يوم الاثنين، برسالة وداع لوزير خارجية الاحتلال السابق بحكومة نتنياهو المقالة غابي أشكينازي، في خطوة أثارت غضباً واسعاً.
وظهر عبدالله بن زايد في مقطع مصور وهو يوجه كلمة لأشكينازي، عقب خسارة حكومة نتنياهو أمس وتشكيل حكومة جديدة بزعامة نفتالي بينت.
وقال الوزير الإماراتي المأفون ما نصه:”مرحبا غابي شكرا لكونك شريكا رائعا، أتطلع لنكون أصدقاء لسنوات طويلة قادمة.”
واختتم ابن زايد:”حفظك الله وحفظ عائلتك الرائعة”.
وأمس، الأحد، نالت حكومة الاحتلال الجديدة بقيادة نفتالي بينت، ثقة الكنيست الإسرائيلي، حيث حصلت على تأييد 60 عضوا ومعارضة 59 نائبا، لتصبح الحكومة 36 في تاريخ دولة الاحتلال.
وذلك بعد خمس ساعات من المداولات والخطابات لمختلف ممثلي الكتل الحزبية في الكنيست.
وفجرت رسالة ابن زايد لأشكيناز موجة غضب واسعة بين النشطاء، الذين استنكروا وصول التطبيع الإماراتي مع الكيان المحتل لهذا المستوى المهين.
وقال حساب ؟؟؟؟؟. “لماذا لا يقاسموا الإمارات مع اليهود يعطوهم إمارة دبي أو أبوظبي وبعيشوا معهم بسلااااااااام ويتركوا فلسطين ل أهلها..بعدها نشوف ردة الفعل”.
وكتب أحد النشطاء ساخرا:”مايلتام اخوه تراه الملعونون في الارض و التائهون في الارض”
وغرد ناشط آخر بما نصه:”عندما يجتمع الغرور والجهل وينعدم الإحساس فهذا هو الطفل عبدالله بن زايد الفلسطينيين يقتلون بدم بارد رجال ونساء واطفال وهذا النكرة يودع بحرارة غابي أشكنازي رئيس أركان الجيش الأسرائيلي السابق ووزير الخارجية السابق وهو مجرم حرب يؤمن بأسرائيل الكبرى الصهاينه ألعرب عار على الامة”.
وكان عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، عبر في حديث له مع موقع “اللجنة اليهودية الأمريكية” عن أسفه من تردد المجتمع الدولي من اعتبار حركة “حماس” حركة إرهابية.
ورأى أنه “من المضحك أن بعض الحكومات تصنف الجناح العسكري فقط لكيان ما، على أنه إرهابي، دون الجناح السياسي، رغم عدم وجود فرق” وفي سبيل تغيير هذا “الخطأ” يقترح الوزير استلهام دول عربية أخرى في المنطقة المسار الإماراتي في التطبيع بين بلاده وإسرائيل.
الحقيقة أن موقف أبو ظبي من حركة “حماس” كان سابقا على التطبيع مع إسرائيل غير أن العلاقة التي تزداد حميمية بين الطرفين وضعت الموقف الإماراتي من “حماس” ومن نضال الشعب الفلسطيني عموما، ضمن معادلة جديدة يصبح فيها تطوير العلاقات مع تل أبيب، وتحريض اليهود الأمريكيين على الحركة الإسلامية المقاومة، ضمن معادلة جديدة غير مسبوقة في التاريخ السياسي العربي الحديث.
حسب حركة “حماس” التي علّقت على التصريح الأخير، فإن كلام بن زايد “يتنافى مع قيم العروبة” و”يتساوق مع الدعاية الصهيونية” و”يصطدم مع توجهات الجمهور العربي” والحقيقة أن “قيم العروبة” صارت أمرا خارج التداول ضمن سوق السياسة العربية الرسميّة، وأن “التساوق مع الدعاية الصهيونية” كان موجودا ضمن السياسات الرسميّة بشكل أو بآخر منذ زمن طويل.
غير أن المستجدّ فيه هو العمل الحثيث، خصوصا من لدن أبو ظبي، لتحويل هذا التساوق إلى تحالف بين نظم عربية وإسرائيل، وهو ما يقتضي، بالضرورة، ليس تجريم حركة “حماس” فحسب، بل تجريم أي شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية للاحتلال والاستيطان، بالتزامن مع تجريم أشكال النضال العربي ضد الاستبداد السياسي، وصولا إلى فرض دكتاتوريات عسكرية وإنهاء أي شكل من أشكال الحراك والتمثيل والتعبير الديمقراطي.
والمفارقة في هذا الموضوع أن وزير خارجية عربي لدولة مسلمة يقوم بالتحريض على حركة إسلامية للجنة يهودية أمريكية، أي أنها مؤسسة دينية ـ سياسيّة، والغريب أن الوزير لا ينتبه إلى هذه المفارقة البائسة التي تجعله يحرّض فيها على أبناء قوميّته ودينه أمام أبناء قوميّة ودين آخرين.
من المفهوم أن أمور التطبيع لا يمكن أن تقتصر على صفقات المال والرياضة والتجسس، وأنها في حاجة إلى أشكال من التنظير عن “التسامح” الدينيّ والسياسي، غير أن التناقض يصبح كبيرا حين يظلل التسامح والإخاء والود علاقات مع عدوّ يحتل أراضي عربية ويضطهد شعبا عربيا مسلما، ويتم التحريض على ذلك الشعب المضطهد واعتبار دفاعه عن النفس، وتمسكه بهويته الثقافية والدينية إرهابا.
وكان أشكينازي قد أشاد بشجاعة قيادة الإمارات في توقيعها الاتفاق مع تل أبيب، في أكتوبر من العام الماضي 2020 خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، ووزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في برلين،
وقال وقتها ما نصه: “لم يكن ممكنًا التوصل إلى معاهدة سلام بين الإمارات وإسرائيل بدون الحوار المباشر والقيادة الشجاعة في البلدين”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، في نفس المؤتمر أن معاهدة السلام مع إسرائيل ساهمت في تغيير الفكر التقليلدي للتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب بن زايد عن شكره لألمانيا لجهودها المثمرة في استضافة هذا اللقاء، مضيفًا: “نجتمع اليوم أملا في صناعة التاريخ.
وأشار بن زايد إلى أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة من الأمن والازدهار، مضيفًا: “نتطلع إلى فتح المزيد من آفاق التعاون الجديد لصنع السلام وللفرص الاقتصادية التي يتيحها في المنطقة”.
وتابع: “توقيع معاهدة السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل تطور إيجابي لم يحدث منذ عقود”.
وأردف: “التعاون بين الإمارات وإسرائيل في البحث والتطوير يمكن أن يمثل خطوة نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا وتكاملًا وازدهارًا”.
المصدر: متابعات