كتب د. عادل سمارة:
عزيزي القارىء/ة حين تفتح الرابط أدناه تجد أحدث اشكال المؤامرة لترحيل فلسطينيين عبر مؤامرة :تركية، إخوانية صهيونية وبعض الفلسطينيين. فهل يُعقل أن يقوم فلسطينيون من المحتل 1948 بالتبرع بإقامة قرى لفلسطينيين يقتلعونهم من المحتل 1948 إلى شمال سوريا ليستوطنوا على حساب السوريين الأزيديين وغير الأزيديين!
أي يتم تحويل فلسطينيين من مسحوقين ومُقتلعين بالاستيطان الصهيوني إلى مستوطنين يقتلعون عربا سوريين ويتحولون إلى إرهابيين إسلاميين بقيادة تركيا.
هل يمكن لهذا “التبرع” الهائل أن يكون من جيوب سكان قرى من المثلث المحتل؟ وإن حصل، هل يمكن أن يحصل بدون قرار من سلطات الكيان. من قال أن الكيان لا يحصي اي فلس يتحرك في كامل فلسطين ومن كامل فلسطين! وإن حصل أن هذه الفلوس هي من فلسطينيين أليس الأولى بها إعمار غزة؟
يا للشيطان، هذا شكل من المؤامرة في منتهى الغرابة فهو:
• عدم تقديم مساعدات لغزة رغم الدمار النووي
• تشريد فلسطينيين من المحتل 1948 ليتحولوا إلى صهاينة فلسطينيين ضد عرب سوريين
• خدمة الاستعمار التركي في اقتطاع اراض سورية جديدة وبحماية مستوطنين فلسطينيين.
• وكل هذا باسم الإسلام.
وهكذا، مقابل بطولات فلسطينيين في القدس والشيخ جراح والأقصى وباب العامود وسلوان يتم استخدام فلسطينيين لترحيل فلسطينيين ولكن هذه المرَّة لأبعد ما يكون عن حدود فلسطين.
فبعد اغتصاب فلسطين عام 1948 كانت آراء الأعداء توطين اللاجئين إلى أبعد ما يكون كي لا يروا فلسطين من الأردن اي ترحيلهم إلى العراق.
باختصار، إن ما يحدث اليوم في عفرين يؤكد أمرين اساسيين: الأول: خلق كيان صهيوتركي من عرب وحتى فلسطينيين في سوريا، والثاني: خلق كيان كردي صهيوني في سوريا ايضا، وكلا الاستيطانين هو بقيادة نظام الدين السياسي التركي وقوى دين سياسي سورية وفلسطينية.
لا يمكن للمرء أن يرى قيام أشخاص بتدمير وطنهم أفظع مما يفعل هؤلاء!
“العيش بكرامة”.. جمعية فلسطينية بأجندات مريبة شمال سوريا
• الكاتب: زهراء شربو – رضا الباشا – الميادين
جمعية “العيش بكرامة” تعمل في مناطق عفرين شمال سوريا التي تسيطر عليها قوات موالية لتركيا، وتعمل على أجندات مريبة لتوطين الفلسطينيين وتغيير ديمغرافي في المنطقة.
بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الدعوات للتطبيع مع “إسرائيل” منذ العام الماضي 2020، برزت على الساحة السورية، في المناطق التي تسيطر عليها جماعات مسلحة تابعة لتركيا، اسم جمعية “العيش بكرامة” التابعة لفلسطيني 48، كما عرفت عن نفسها.
الجمعية برزت وبشدة إلى الواجهة بالتزامن مع أحداث حي الشيخ جراح في محيط المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان الماضي، وتصدر خبر تقديم الجمعية المساعدات المالية اللازمة لبناء مجمع يضم 99 وحدة سكنية تحت اسم “بسمة” في قرية “شاديريه” الايزيدية القريبة من قرية “ايسكا” على بعد 15 كم من الحدود السورية التركية.
الأمر الذي دفعنا لإجراء بحث عن مقر هذه الجمعية وبداية تأسيسها وأهدافها المعلنة، وتبين نتيجة البحث أنها تعرف عن نفسها بأنها جمعية إغاثية مسجلة قانونياً لكفالة الأيتام ومساعدة المحتاجين ومقرها الرئيسي في مدينة الطيرة (المثلث) بفلسطين رقم حسابها ” 12506364097″، بحسب صفحتها على “فيسبوك” باشرت نشاطها في شهر تموز/يوليو 2021، وهذا ما يظهره أول منشور لها على صفحتها على فيسبوك
الإعلان عن الجمعية وبدء عملها تزامن مع تسارع وتيرة التطبيع من قبل دول عربية عدة مع الاحتلال الإسرائيلي، ما فتح باب الشك بالأهداف الحقيقية لها وأسباب دخولها إلى الساحة السورية من بوابة اللاجئين والنازحين.
عمل الجمعية في سوريا افتتحته تحت عنوان “حملة الكرامة”، حيث أرسلت وفداً أطلق عليه اسم “وفد الكرامة” المنتدب على أرض مطار أنطاكيا في ولاية “هاتاي” لواء اسكندرون على الحدودية مع سوريا، وقامت بتوزيع 250 سلة غذائية و22 ماكينة خياطة و13 كرسي كهربائي لذوي الاحتياجات الخاصة و 100 قسيمة شرائية للكسوة الشتوية للأطفال الأيتام، إضافة إلى توزيع المدافئ والوقود على النازحين السوريين على الحدود السورية التركية في مناطق (أنطاكيا، الريحانية، الإصلاحية، كهرمان مرعش)، بحسب ما نشرته الجمعية على حسابها عبر “فيسبوك”.
تبرعات الجمعية توحي بتمويل كبير وراءها
أعلنت الجمعية أيضاً أن التبرعات جاءت بالكامل من فلسطيني 48، وشددت على أن التبرعات مكنّتها من الوصول لـ 148.322 من النازحين والمهجرين سواء كانوا في تركيا أو في مخيمات النزوح في الشمال السوري، ما يعكس حجم الدعم المالي الذي تتلقاه هذه الجمعية لتغطية نشاطها في سوريا.
كما يشير عمل الجمعية لتبنيها مشروعاً أطلق عليه اسم “مشروع الأضاحي”، حيث قامت بتوزيع لحوم 1275 خاروفاً و 12 عجلاً على أكثر من مائة ألف مستفيد، وأرسلت حملة “الشتاء الدافئ غيث” في شتاء العام الماضي.
الجمعية شرحت بشكل مفصل ما تقدمه من تبرعات مؤكدة أنها تتلقى الدعم في مبادراتها من “مجموعة غيث وأهالي بلدة جلجولية” على حد وصفها، كما أطلقت قافلة إغاثية من مواد ولوازم التدفئة والخيام، بتبرع من أهالي قرية “جت” في المثلث على حد قولها، ومن ضمن نشاطها قامت بمشروعها الرمضاني هذا العام بتوزيع أكثر من ألف وجبة إفطار صائم للاجئين بالخيام في الشمال السوري، واستمرت بتقديم آلاف الوجبات طيلة شهر رمضان المبارك.
توطين الفلسطينيين في سوريا
ما سبق يعكس نموذجاً من نشاط الجمعية داخل سوريا إلى ما قبل بدء وتيرة الأحداث في فلسطين المحتلة بالتصاعد، لتدخل الجمعية في مجال جديد لنشاطها شمال سوريا بالتزامن مع أحداث حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بدأت الجمعية بالعمل على تمويل الاستيطان في عفرين، كما أعلنت عن تبنيها فكرة توطين الفلسطينيين في عفرين.
تؤكد الإحصائيات المعلنة من الجمعية أنها تستهدف توطين أكثر من 600 عائلة فلسطينية في مجمعات سكنية تعمل على بنائها في قرى تابعة لمنطقة عفرين، كما تؤكد بأنها بدأت بتنفيذ مشروع بسمة السكني ويضم 99 وحدة سكنية في قرية “شاديريه” الإيزيدية القريبة من قرية “ايسكا” وعلى بعد 15 كم من الحدود السورية التركية.
يهدف المشروع المعلن إلى استقدام عائلات من مخيمات إدلب لتوطينهم في عفرين، فيما يبدو مسعى لإحداث تغيير ديموغرافي طويل الأمد في عفرين “التي سيطرت عليها فصائل مسلحة تابعة لتركيا مطلع عام 2018″، وعند إجراء مقارنة بين تعداد سكان قرية شاديريه في عفرين قبل سيطرة مسلحي “غصن الزيتون” عليها، وبين القرية السكنية التي تسعى جمعية “العيش بكرامة” لبنائها سنلاحظ أن مشروع “بسمة” السكني يستهدف قرابة 500 شخص يتوزعون على 100 أسرة، وفي المقابل يبلغ تعداد سكان قرية شاديريه الايزيدية في عفرين قرابة 500 نسمة يتوزعون على قرابة 100 أسرة أيضاً، ما يعني أن المشروع يهدف لإيجاد تغيير جذري في التركيبة السكانية في القرية ومحيطها.
خلال البحث عن نشاط الجمعية في سوريا تبين أيضاً أنها تعمل من خلال تشاركية مع جمعية ذات توجه إخواني تدعى “الأيادي البيضاء”، تتلقى الدعم المالي من جمعية “العيش بكرامة”، وتعرف عن نفسها بأنها “جمعية خيرية سورية معارضة”، تتلقى دعماً من جمعيات ذات توجه إخواني، ولديها 45 شريكاً يدعمون مشاريعها. تأسست عام 2013 في تركيا بدعم من جهات كويتية وفلسطينية، تستهدف النازحين السوريين في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة، إضافة إلى اللاجئين على الحدود التركية.
وكشف البحث عن شراكة ودعم تقدمه جمعية “العيش بكرامة” لمنظمات ومؤسسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية وتهدف لبناء 7 قرى نموذجية بغية توطين المقربين من مسلحي “غصن الزيتون” في منطقة عفرين، وتشير مؤسسة إدارة الكوارث التركية الى أن القرى المزمع إقامتها ستتوزع على جبل الشيخ محمد شمالي بلدة كفر صفرة، جنديرس، جبل شوتي، طريق جبل قازقلي شمالي بلدة كفر صفرة، الشيخ الحديد، قرية حج حسنا وشيروا، فيما يعتبر هذا المشروع أكبر مشروع توطيني تشهده سوريا ويستهدف منطقة عفرين.
وبناء على المعطيات المتوفرة سيستوطن في هذه القرى، عوائل لمسلحين ايغور من “الحزب الإسلامي التركستاني” ذوي الأصول الصينية، كما تعمل تركيا على توطين التركمان من السوريين في هذه القرى.
من خلال نظرة سريعة إلى خارطة توزع هذه القرى وموقعها بالنسبة إلى الحدود مع تركيا، يتبين أنها تبعد عن الحدود مع تركيا بين 4 – 9 كم، وأنها تتوزع من أقصى شمال جنوب غرب مدينة عفرين إلى أقصى شمال شرقها، على شكل أقرب للهلال يمتد على طول حدود منطقة عفرين شمال غرب حلب مع إقليمي كلس وهاتاي ” لواء اسكندرون” داخل تركيا.
يبدو المشهد وكأن تركيا تبحث عن توطين جماعات مسلحة تركمانية “من السوريين” وفصائل مسلحة من الايغور الصينيين في هذه المنطقة لضمان حدود تشكل خطاً فاصلاً بين منطقة عفرين والأراضي التركية، فيما يحقق لتركيا تحييداً لهواجسها تجاه المنطقة الكردية وكرد سوريا.
نشر الإسلام في عفرين وبناء المساجد
استكمالا لنشاط جمعية “العيش بكرامة” في المنطقة، وبالتعاون مع السلطات التركية الهادفة لتغيير ثقافة المنطقة وتقييد حرية المعتقد، خاصة في القرى الإيزيدية، تحدث مواطنون سوريون من الكرد الإيزيديين عن ممارسات تتبعها تركيا وتشارك فيها جمعية “العيش بكرامة”، وتهدف لتغيير الديانة الايزيدية في قرى عفرين.
تعمل الجمعية مع جمعية الأيادي البيضاء على إقامة دوارات إلزامية لتعليم القرآن للايزيديين، كما يجبرون على النطق بالشهادتين وارتياد المساجد بالقوة، تحت شعار “نشر الفكر الإسلامي”.
كما سجلت المنطقة تنفيذ عدة مشاريع لبناء مساجد في قرى عفرين القريبة من الحدود التركية، كان لجمعية “العيش بكرامة” مساهمة في بناء عدد منها، كان آخرها وضع حجر الأساس لمسجد “أبو بكر الصديق” في قرية “شاديرة” الإيزيدية التابعة لمنطقة عفرين.
وفي نهاية نيسان 2021 افتتحت الجمعية مسجد ودار للقرآن في قرية “مشعلة” التابعة لناحية “شران” كما مولت بناء مسجدين آخرين في قريتي تل طويل وإيكيدام.
تؤكد جمعية “العيش بكرامة” خلال منشوراتها على “فيسبوك”، وبشكل متكرر، أن هذه التبرعات تجمع من عدة بلدات ومدن فلسطينية، وتذكر أهم هذه البلدات والمدن وهي (جلجومية، أم الفحم، الطيرة، قلنسوة، ميسر، جت المثلث).
في الإطار ذاته بنت تركيا 9 مساجد تحت اسم “مشروع نور الهدى”، وبحسب ما ذكرت إدارة وقف الديانة التركية تم بناء هذه المساجد بدعم من جمعية “العيش بكرامة”، حيث استولت على المزيد من الأراضي الزراعية في قرية “تل طويل” التابعة لمنطقة عفرين.
وضع وقف التعاون الإنساني للحقوق والحريات (هو وقف تركي شبه حكومي) حجر الأساس لجامع أطلق عليه اسم “الجامع الكبير” والذي تساهم جمعية “العيش بكرامة” في بنائه أيضاً.
المصدر: د. عادل سمارة