معمل فرز النفايات في طرابلس أمام فضيحة كبيرة

إسراء ديب

فوجئ الطرابلسيون بفضيحة خرجت إلى العلن منذ أيّام، وذلك بعد سؤالٍ كان قد طرحه رئيس لجنة البيئة والطاقة في بلدية الفيحاء المهندس نور الأيوبي، عن اختفاء معدّات من معمل فرز النفايات في المدينة، الأمر الذي أثار استغراب المواطنين من مشكلة كبيرة تُضاف إلى سجل هذا المعمل منذ لحظة إنشائه في المحجر الصحي.

ولم يتوّقع الأيوبي اختفاء تجهيزات معمل الفرز التابع لاتحاد مدن الفيحاء، كذلك مواد الإنشاءات المقدّمة هبة لمعمل الفرز من دولة الكويت بقيمة 3 ملايين دولار أميركي، مناشدًا العديد من الأجهزة الأمنية الطرابلسية واللبنانية كما الاتحاد الأوروبي والكويت وغيرها من الجهات بضرورة الكشف عن المرتكبين سريعًا.

غمراوي: الصيانة حجّة

يُوجّه رئيس بلدية البداوي وهو رئيس اتحاد بلديات الفيحاء في الوقت عينه، اتهامًا للشركة المسؤولة عن المعمل AMBوتحديدًا إلى صاحبة المعمل رانيا أبو مصلح بأخذ المعدّات، مؤكّدًا أنّه منذ 20 يومًا تمّ سحب تجهيزات من المعمل من قبل الشركة المسؤولة. ويقول لـ “لبنان الكبير”:” إنّ كلّ التجهيزات التي سحبت تعود لصالح الاتحاد والعقد المشترك حتّى لو تمّ إلغاء العمل فيه تبقى هذه المعدّات للاتحاد، ومنذ أيّام ونحن نقوم بتوجيه كتبًا إلى محافظ طرابلس والشمال القاضي رمزي نهرا، كما وزير التنمية للشؤون الإدارية دميانوس قطار الذي طلب من اتحاد بلديات الفيحاء التالي:

أولًا: اتخاذ كلّ الإجراءات القانونية اللازمة والتدابير المطلوبة لإعادة كافة المعدّات إلى المعمل وتشغيله.

ثانيًا: حث المشغل على القيام بأعمال الصيانة للمعدّات وهي داخل المعمل وفي أماكنها المخصّصة ممّا يُسهل تقنيات عملية الصيانة، الفحص بعد التصليح والتشغيل مباشرة بعد الانتهاء من أعمال الصيانة المطلوبة وخصوصًا عند التأكد من صحة أداء المعدّات بالتناغم مع خطوط الفرز وحسن إنتاجية المعمل.

ويعتبر غمراوي أنّ الشركة وضعت حجة بأنّها تُريد إجراء صيانة للتجهيزات، ويقول:” من يُريد تصليح المعدّات يُمكنه القيام بذلك في المعمل، ولم تطلب الشركة منا إذنًا لإخراج المعدّات، ولكن من خلال كاميرات المراقبة تمّ اكتشاف قيامها بالسرقة”.

كما يرى أنّ أداء الشركة سيء جدًا كذلك تعامل صاحبتها معهم، ويقول:” أوقف المعمل منذ حوالي السنة بسبب عدم التزامها بشروط الفرز كما كان مطلوبًا منها ما أدّى إلى حصول هدر في وقتٍ سابق، فالمعمل يجب أن يفرز حوالي 45 بالمائة من النفايات ولكن الشركة باتت تفرز الكرتون أو المواد التي تستفيد من فرزها بنسبة 1.5 بالمائة من النفايات أيّ أنّها تُفرز ببطء، ولم نفسخ العقد بيننا فكيف تأخذ المعدّات؟، أمّا بعد ما حصل مؤخرًا فتقدّمت بدعوى ضدّها عند مخفر السويقة”.

وستمثل أبو مصلح أمام المخفر يوم الاثنين للتحقيق معها فيما حدث مؤخرًا في المعمل، ويدعو غمراوي جميع وسائل الإعلام إلى إلقاء الضوء على هذه الأزمة التي يُواجهها المعمل، لافتًا إلى تمتع أبو مصلح بعلاقات واسعة، ويقول:” لدينا ثقة كاملة بالقاضي علي إبراهيم، ولا بدّ من استعادة المعدّات”.

أبو مصلح: بروباغندا إعلامية

من جهتها، تردّ صاحبة الشركة أبو مصلح على ما اعتبرته أنّه ” بروباغندا إعلامية مفرطة”، وتقول لـ “لبنان الكبير”:” بحسب العقد إنّ التجهيزات تبقى لنا أيّ للشركة لمدّة 7 سنوات ونحن مسؤولين عنها وعن حمايتها بشكلٍ تام، كما أنّ المعمل أقفل منذ سنة تقريبًا والمعدّات تحتاج دائمًا إلى صيانة ونخشى عليها من الأكسدة والتراجع، ما دفعنا إلى القيام بهذه الصيانة سريعًا كيّ نباشر العمل مباشرة حين يُطلب منّا ذلك دون أيّ تأخير”، مضيفة:” لقد أخذنا 3 معدّات من أساس 30 للإصلاح”.

وتنفي أبو مصلح كلّ ما قيل عن سرقة المعدّات، مشدّدة على ملكية الشركة لها، ومعتبرة أنّ شركتها تسعى لحماية وتحمّل مسؤولية كلّ ما يتعلّق بالمعمل.

وتُتابع:” لم أطلب إذنًا لأخذ المعدّات، ولا نحتاج إلى إذن لأنّنا المسؤولون عنها من الأساس، ونحن ندفع التأمين كما ندفع للمسؤولين عن الأمن ورواتب الموظفين، فضلًا عن معرفتنا باختفاء بعض البضائع التي لا قيمة كبيرة لها فعليًا ولكنّها تختفي مؤخرًا ما يعني احتمالية دخول أشخاص إلى المعمل بهدف السرقة، وبالتالي إنّ القرار الذي اتخذناه بأخذها كان صحيحًا”.

وعن مثولها للتحقيق يوم الاثنين، تُؤكّد أبو مصلح التوجه إلى التحقيق لتأكيد ما صرّحت به، لافتة إلى ثقتها الكبيرة بالقضاء الذي سيُؤكّد على أحقية الشركة في هذه المعدّات.

الأيوبي: الاتحاد الأوروبي يُتابع الموضوع

بدوره، يرى المهندس الأيوبي أنّ ما حدث في معمل الفرز في طرابلس هو عبارة عن سرقة وليس بعملية صيانة كما قيل. ويقول لـ “لبنان الكبير”:” أساس المشروع هو هبة من الاتحاد الأوروبي لبلديات الفيحاء التي تضم طرابلس، والميناء، والبداوي والقلمون، من أجل بناء معمل لفرز أكثر من 500 طن يوميًا من النفايات وتشغيله لمدة ثلاث سنوات، مؤكّدًا أنّ الاتحاد الأوروبي يُتابع الموضوع عن كثب.

ويُضيف:” من خلال جولاتي المعتادة التي أقوم بها ضمن المرافق البيئية في المدينة، سألت عن البضائع التي اتضح لي أنّها باتت غير موجودة وقدّرت بـ 3 ملايين دولار، ما دفعني إلى إرسال السؤال الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وكان الأيوبي قد وجّه سؤالًا لكلّ من الأجهزة الأمنية في الشمال، النيابة العامة المالية القاضي علي إبراهيم، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان، سفير دولة الكويت في لبنان، نواب طرابلس، الرئيس نجيب ميقاتي، محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، فيصل كرامي، نقولا نحاس، علي درويش، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، وسأل قائلًا:” خلال متابعاتي الدورية بصفتي رئيس لجنة البيئة والطاقة في بلدية طرابلس، تبين فقد تجهيزات معمل الفرز التابع لاتحاد مدن الفيحاء، كذلك مواد الإنشاءات المقدمة هبة لمعمل الفرز من دولة الكويت الشقيقة بقيمة 3 مليون دولار أميركي”.

وناشد الأيوبي في رسالته ” كافة المسؤولين متابعة الموضوع ومعرفة من سحب هذه التجهيزات التي تعود هبة مقدمة لأبناء اتحاد مدن الفيحاء، لإعادتها ومحاسبة الفاعل مهما على شأنه”.

Exit mobile version