–ديانا غسطين–سفير الشمال
كاد فجر الثالث عشر من حزيران 1978 ان يمرّ كسواه لو لم تروّعه جريمة اغتيال الوزير والنائب طوني فرنجيه وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان مع 28 شخصاً من اهدن على يد القوات اللبنانية (الجناح العسكري لحزب الكتائب آنذاك).
هو يوم كاد يوقع حرباً بين المسيحيين انفسهم لولا حكمة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه الذي استجمع قواه ومنع المجزرة الفظيعة من تحقيق مبتغاها.
واليوم، بعد 43 سنة على المجزرة لا تزال ذكراها محفورة في الاذهان على انها شهادة للايمان اثبتت ان العفو… مقدرة.
ما بين 13 حزيران 1978 واليوم، تاريخ يعيد نفسه. فالاول كان محاولة لإلغاء فكر بدأه الرئيس سليمان فرنجيه. لكن من نجح في الغاء طوني فرنجيه بالجسد فشل في الغاء هويته ونهجه ومبادئه.
واليوم، هذا الفكر نفسه يستمر في محاولة الغاء الاخرين وان بطرق مختلفة.
فبغياب الميليشيات ونهجها الاجرامي، تبرز محاولات الغاء الآخر غبر تشويه صورته امام الراي العام وعبر الألاعيب السياسية المبتذلة.
كل ذلك واصحاب الفكر الالغائي يتناسون ان من يحمل نهج طوني فرنجيه (وهم كثر) لن تزيده هذه المحاولات سوى تشبثاً واصراراً وتمرّداً.
واليوم ايضاً، اكثر ما نحتاجه هو ان نتذكر قول الشهيد فرنجيه “لن يمرّ التقسيم الا على اجسادنا”. فلبنان اليوم في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها، وفي ظل تهافت الكثيرين على الترويج للتقسيم بحاجة الى وحدة شعبه بمختلف اطيافه ليبقى حرّاً موحّداً.
هي مناسبة ايضاً نتذكر فيها ضرورة الحفاظ على موقع لبنان العروبي وان نعمل على استعادة مكانته فتعود بيروت ام الشرائع ومستشفى الشرق الاوسط، وتستعيد ثقلها الاقتصادي.
43 سنة مرّت، لم ننسَ لنتذكّر. لكننا على طريق الرجاء نصلي لتثمر دماء شهداء اهدن اماناً واستقراراً وسلاماً في لبنان.