د طلال حمود- طبيب قلب وشرايين ومنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وجمعية ودائعنا حقّنا
اصدقائي واخواني في كل المناطق اللبنانية وفي كل بلاد الإغتراب، كما تعاهدنا دوماً ان لا نترك ساحات النضال والجهاد في سبيل نشر ثقافة الوعي الهادف للخلاص على كل المستويات، اترك اليوم مقالة متواضعة كنت نشرتها منذ فترة للحديث عن الأسباب الطبّية لمرض تسارع ضربات القلب :اسبابها وطرق علاجها… ولكن وبسبب حالة الإهتراء والإشمئزاز التي اوصلتنا اليها الطبقة الحاكمة في لبنان سياسياً، مالياً ومصرفياً في لبنان قرّرت ان اكتب لكم اليوم عن الأسباب السياسية والإقتصادية والمعيشية لحالة القلق والإضطراب عند معظم اللبنانيين والتي لن تسمح لنا للأسف ان نعود قريباً الى حياتنا الطبيعية بعد ان اصبحت اصلاً الحالة الإقتصادية الإجتماعية والصحية في لبنان لا تُحتمل وتُطاق… وبالتالي سنبقى ولفترات طويلة نُعالج ترسّبات هذا الوضع الصعب الذي لن يؤذي فقط قلوبنا بل اعتقد انه سيقودنا الى الجنون ودخول مستشفيات الأمراض العقلية. واليكم إذاً لائحة متواضعة ومُختصرة جداً بأهم ما علينا معرفته من اسباب ازماتنا:
١- حكام وسياسيين بلا ضمير وبلا اي حسّ وطني مع إستبعاد ان يكونوا من فصيلة البشر اصلاً.
٢- حاكم مصرف مركزي كذّب ونافق وراوغ على الشعب وغشّه طيلة أكثر من ٣٥ سنة وكان يحصد العشرات من الجوائز والشهادات العالمية لكي يتستّر على سياساته المالية والإقتصادية الفاشلة وغطّى سرقات ونهب معظم الطبقة الحاكمة التي تآمر معها طيلة هذه الفترة..واشترى معظم وسائل الإعلام لذات الغايات وللتغطية على مُمارساته…
٣- عصابة اصحاب مصارف اوقعت المودعين في فخ الفوائد العالية على الودائع ووظّفت اموال المودعين في المصرف المركزي وفي الدين العام وساهمت مع المُكونين السابقين في اكبر جريمة عرفتها البشرية وطالت اكثر من ٥ ملايين مُقيم وآلاف المغتربين الذين هاجروا في سبيل لقمة العيش والعيش الكريم وسقط منهم آلاف الضحايا في ادغال افريقيا وغابات الأمازون ( ملاريا وايدز وغيرها) وفي حوادث سير وجرائم طالتهم في معظم بلاد الإغتراب..
٤- سياسات إقتصادية فاشلة وقائمة على الإقتصاد الريعي وعلى سياسات دعم بعض السلع الأساسية والمحروقات والدواء والطحين خدمة للسياسيين انفسهم ولبعض الكارتيلات والمافيات والشركات وحيتان المال والمحسوبين على رجال السلطة واوصلتنا الى هذا الحضيض الجهنمي الذي نعيش فيه.
٥- السبب الأهم والأتعس هو “شعب طائفي مذهبي مناطقي” مجبول على مشاعر التطرّف والحقد والكراهية للغير ومُنساق لزعيمه او اصحاب النفوذ في طائفته ومذهبه وخاضع للتخدير والبنج طويل الأمد وغير قادر على التخلّص من نير العبودية الكريه وللتأييد الأعمى لزعيمه وولي نعمته.. لأنه تعوّد على الذلّ والهوان ولا امل له بالشفاء من هكذا امراض مُستعصية ضربته وتفشّت فيه كالسرطان…
٦- حراك وطني شعبي عارم شكّل في مرحلة من المراحل خشبة خلاص مُمكن ( إنتفاضة ١٧ تشرين ٢٠١٩) لكنه عاد وتفكّك بسرعة لأسباب عديدة من اهمها الأنانية والشخصانية والعدائية والتناحر بين مكوّناته وتنسيقياته وعدم وجود قيادة مُوحّدة قادرة على الإمساك بذمام الأمور وقلب الطاولة على المكونات الثلاثة الأولى.
واعتقد ان لا امل لنا بأي خلاص دون التمعّن في دراسة كل هذه العوامل والسعي للخلاص من مَن كانوا سبب كل هذه الكوارث لكي نبدأ بالخروج من هذا النفق المُظلم الخطير..