علي ضاحي-الديار
روسيا مجدداً على خط الحراك اللبناني والداعم لتشكيل الحكومة في لبنان، وتأييد مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري وبرئاسة سعد الحريري، وبالاضافة الى ذلك التأكيد على دعم اي جهد او حراك فرنسي، ومن ضمن المبادرة التي انتعشت بعد تحرك بري الحكومي الاخير، وفق ما تؤكد اوساط سياسية مطلعة على الدبلوماسية الروسية.
وتشير الاوساط الى ان الروس ومنذ آذار الماضي وبعد سلسلة من اللقاءات التي شملت الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب جبران باسيل، ووفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد، وهم يسعون الى دور اكبر وحضور اوسع في لبنان ولكن من دون ان يكون لـ»زيادة هذا الحضور» آثاراً سلبية على العلاقات اللبنانية- الفرنسية، او العلاقة مع محور المقاومة وحلفاء ايران وسوريا.
ويشعر بعض افرقاء هذا المحور ان لروسيا ايضاً أدواراً اخرى منسقة مع الاميركيين، وهو ما حدا بمسؤول كبير في محور المقاومة، وفي جلسة خاصة الى التأكيد بعد سؤاله عن حراك روسيا ودورها في المنطقة وسوريا، ان الحكم على الممارسة وليس على النوايا، وبالتالي لا نثق الا بانفسنا في السياسة.
النفوذ الروسي في سوريا والمنطقة ومحاولة لعب دور في لبنان من بوابة الحكومة والنزوح ، قد يتضح جلياً بعد القمة المزمع عقدها بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل في جنيف بسويسرا، وهي تمثل وفق معلومات دبلوماسية اميركية، الظرف الأمثل لواشنطن لإبرام صفقة بشأن سوريا.
وهذا النفوذ والدور الروسي المتنامي في سوريا، يؤكد عليه زوار دمشق، ومنهم شيخ العشائر الحمادية الخالدية سعد فوزي حمادة، العائد حديثاً من دمشق بعد مشاركته في الحملة الانتخابية للرئيس السوري بشار الاسد التي نظمتها العشائر وكذلك تنظيم الاحتفالات والنشاطات بفوز الرئيس الاسد بولاية رابعة وفي ظل الاستفتاء الشعبي على تجديدها.
ويؤكد حمادة ان هناك محاولات روسية جديدة لتنظيم مؤتمر جديد لعودة النازحين، ولا سيما بعد بروز اصوات كثيرة في لبنان تطالب السوريين بالعودة الى بلادهم من البوابة الانسانية، وحتى من باب المزايدة، كما فعلت بعض القوى الخصمة لسوريا كالقوات والمستقبل والاشتراكي، وذلك بعد التصويت والذهاب الى السفارة السورية في اليرزة لانتخاب الاسد.
وحمادة المتحدر من الهرمل، كانت له مشاركة فاعلة برعاية اللواء عباس ابراهيم ووزارة المصالحة السورية والجهات الامنية السورية في إعادة ما يقارب الـ50 الف نازح الى حمص وريفها وضواحي دمشق بين 2016 و2021 .
ويؤكد حمادة ان الجانب السوري يشجع على العودة . ويشير الى ان الرئاسة السورية في صدد اصدار العديد من مراسيم العفو لطمأنة الذين يرغبون بالعودة، وان ليس لدى دمشق اية حسابات سياسية في ملف العودة. بل هي تعتبر ان ملف اعادة النازحين ملف سيادي ووطني ولا يمكنها الا ان تضعه في إطار عودة المواطن السوري الى دولته وهي اولى به وهو اولى بها. وذلك رغم المعوقات المالية واللوجستية وحتى السياسية والضغوط التي تمارس على النازحين في لبنان ودول المنطقة.
وفي ملف النازحين في لبنان ايضاً تؤكد معلومات لـ»الديار»، ان الملف يتابعه اللواء عباس ابراهيم مع دمشق بشكل حثيث والذي يحمل تصوراً الى موسكو لمناقشته ولبلورة طرح جديد وعملي في ملف النزوح السوري ووضعه على النار مجدداً.
والنفوذ الروسي والدور المتزايد لموسكو محط اهتمام لبناني حيث وضعت الزيارات والتي كانت الخارجية الروسية اعلنت عنها ومنها زيارة اللواء ابراهيم والنائب السابق وليد جنبلاط، وبعدهما النائب السابق سليمان فرنجية.
وكان لافتاً اعلان السفارة الروسية منذ 5 ايام، ان «بعد القيام بالترتيبات لزيارة جنبلاط الى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بغدانوف وبسبب ظرف استثنائي طرأ، فقد تم الاتفاق مع جنبلاط على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة الثلاثاء الماضي الى موعد لاحق يتم الاتفاق عليه».
وفي هذا السياق تؤكد اوساط قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ»الديار»، ان الامر تقني وليس سياسياً، وكان بيان السفارة الروسية دقيقاً في توضيح ما جرى وقبل التاجيل كان السفير الروسي يبحث مع وليد جنبلاط الترتيبات وعلى ما يبدو هناك ظرف خاص طرأ على لافروف والزيارة وان بقيت قائمة واستثنت لقاءات لافروف لن تكون بالزخم نفسه فتم تأجيلها ولم تلغ والى موعد يحدد لاحقاً.
وتشير الاوساط الى ان لا معلومات عن اي تحرك حكومي روسي، او وجود مبادرة حكومية محددة او مغايرة للجهد الفرنسي، وكذلك المبادرة التي يقوم بها الرئيس بري.
وحتى الساعة لا مؤشرات ايجابية على ولادة قريبة للحكومة، ووسط توقعات بوضع صعب اقتصادي ومالي وسياسي.